لتجنب أزمة جديدة في مادة الخبز بداية من يوم غد : غرفة المخابز تدعو إلى ضرورة تعديل السوق وجدولة الديون
لاحت خلال الأيام الأخيرة بوادر أزمة جديدة في إنتاج الخبز مع عودة الطوابير الطويلة للزبائن أمام المخابز، وذلك بسبب تسجيل اضطراب في التزود بمادة الفارينة لعديد المخابز المصنفة بكميات ضئيلة لا تفي بالحاجة.
وفي هذا السياق دعا أمين مال الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب المخابز الصادق الحبوبي وزارة التجارة إلى ضرورة تعديل السوق بمنح حصص أكبر من مادة الفارينة للمخابز التي تبلغ حصتها 118 قنطار وذلك لتجنب وقوع أزمة في المستقبل القريب.
وقال الحبوبي ان وقوع أزمة بعد 20 نوفمبر الجاري أمر ممكن في صورة عدم تعديل السوق لافتا الى أن مادة الفارينة موجودة حاليا،ولكن نسق تزويد المخابز بها بطيء.وأرجع أمين مال الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز صادق الحبوبي الأزمة الى غياب الكميات الاستثنائية من الطحين لشهري سبتمبر وأكتوبر، محذرا من إمكانية توقف المخابز عن العمل خلال الأيام المقبلة نتيجة الأزمة.
وأكد الحبوبي أن كميات الخبز المنتجة، يوميا، تراجعت مقارنة بشهري أوت وسبتمبر (11 مليون قطعة خبز يوميا)، ولم تعد تتجاوز الـ 9 ملايين حاليا، مشددا على أن الأزمة تفاقمت، وهو ما دفع العديد من أصحاب المخابز إلى الإغلاق.
وأشار أمين مال الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز صادق الحبوبي إلى أن العديد من المخابز تعاني من تراكم الديون وباتت رهينة المبالغ الكبيرة المتخلدة بذمتها للدولة، حيث أكد أن هذه المبالغ تجاوزت 260 مليون دينار مما تسبب في تنفيذ عقل على عديد المخابز المصنفة من قبل صندوق الضمان الاجتماعي. واعتبر الحبوبي في كثير من المناسبات أن المخابز المصنفة تعيش صعوبات بالجملة وطالبت السلطات بضرورة مد يد المساعدة لها من خلال جدولة الديون و تسهيل استخلاصها والأخذ بعين الاعتبار النقص في المواد الأولية التي أثرت بشكل مباشر على مردوديتها ومداخيلها وعمقت معاناتها.
ووفق خبراء الاقتصاد فإنه من المتوقع أن يسجل نقص في الخبز والمعجنات الغذائية من جديد بسبب عدم استيراد الدولة للكميات اللازمة وتخصيص عائداتها من العملة الصعبة لخلاص 81 بالمائة من فوائد الدين الخارجي للدولة، لا سيما بعد أن عجزت الدولة على استيراد الكميات اللازمة من الحبوب لعدة أسباب أبرزها الحرب على أوكرانيا وغلاء أسعار الحبوب، وهو ما وفر لها سيولة من العملة الصعبة استطاعت من خلالها سداد 81 بالمائة من فوائد الدين الخارجي.
يبدو أن شبح أو بوادر عودة أزمة النقص في الخبز المادة الأساسية التي لا تغيب عن موائد التونسيين سيغذي المخاوف لديهم من تكرار سيناريو الصيف الماضي بعد أن عاشت البلاد على وقع أزمة خبز حادة، ما اضطر المواطنين للاصطفاف في طوابير طويلة أمام المخابز لساعات طويلة على أمل الحصول على الخبز.
وقد شدد رئيس الجمهورية في عديد المناسبات على ضرورة مواصلة العمل من أجل مكافحة كل المضاربين والمحتكرين بالتنسيق مع كل أجهزة الدولة مؤكدا على عدم التسامح مع هؤلاء لأن قوت الشعب خط لن تقبل الدولة بتجاوزه أبدا.
لا شك أن نقص المواد الأساسية في السوق التونسية على غرار الفارينة والقهوةوالحليب وغيرها…مشكل يؤرق مؤسسات الدولة والمواطنين على حد سواء و تحاول مؤسسات الدولة كبح جماح المستكرشين و المحتكرين و تشديد المراقبة حتى تضمن للمستهلك البسيط أبسط الأساسيات وسط غلاء مشط في الأسعار. وبالرغم من ذلك ماتزال مواد منقوصة وأخرى تباع بالمحاباة وغيرها تتضاعف أسعارها فيهجرها المواطن قسرا لا اختيارا.
«النساء البرباشة» في تونس الكبرى : واقع مرير وأوضاع هشّة
في إطار الاحتفال باليوم الدولي لحقوق الإنسان قدمت دراسة حديثة نتائج تحقيق أنجزه الاتحاد ال…