2023-11-16

المنتدى الجهوي للعدالة البيئية بالساحل تعميق النقاش من أجل الانتقال الطاقي

في‭ ‬إطار‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والربط‭ ‬مع‭ ‬مخرجات‭ ‬المنتديات‭ ‬السابقة‭ ‬ينظم‭ ‬قسم‭ ‬العدالة‭ ‬البيئية‭ ‬بالمنتدى‭ ‬التونسي‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المنتدى‭ ‬الجهوي‭ ‬الرابع‭ ‬للعدالة‭ ‬البيئية‭ ‬بجهة‭ ‬الساحل‭ ‬يومي‭ ‬17‭ ‬و18‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬بولاية‭ ‬المنستير‭ ‬وذلك‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬امعا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الانتقال‭ ‬البيئيب‭ ‬والذي‭ ‬سيشكل‭ ‬فضاء‭ ‬للحوار‭ ‬وفرصة‭ ‬للقاء‭ ‬بين‭ ‬المناضلين‭ ‬والفاعلين‭ ‬والخبراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬للتعاون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صياغة‭ ‬المقترحات‭ ‬والبدائل‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتحقيق‭ ‬الانتقال‭ ‬البيئي‭ ‬وفق‭ ‬مفاهيم‭ ‬العدالة‭ ‬البيئية‭. ‬

ويتضمن‭ ‬برنامج‭ ‬المنتدى‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬جلسة‭ ‬حوارية‭ ‬أولى‭ ‬حول‭ ‬أزمة‭ ‬النفايات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تتخللها‭ ‬قراءة‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬النفايات‭ ‬وعرض‭ ‬تجربة‭ ‬فرع‭ ‬المنستير‭ ‬وتقديم‭ ‬لدراسة‭ ‬السلامة‭ ‬المهنية‭ ‬لعمال‭ ‬النظافة‭ ‬وكذلك‭ ‬جلسة‭ ‬حوارية‭ ‬ثانية‭ ‬حول‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬والشح‭ ‬المائي‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬بينما‭ ‬سيخصص‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬للقيام‭ ‬بزيارة‭ ‬ميدانية‭ ‬لضيعة‭ ‬فلاح‭ ‬بالجهة‭ ‬يقوم‭ ‬بتجربة‭ ‬الإكثار‭ ‬للبذور‭ ‬الأصلية‭ ‬وذلك‭ ‬لتعميق‭ ‬النقاش‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والخبراء‭ ‬والسلط‭ ‬المعنية‭ ‬حول‭ ‬اأزمة‭ ‬السيادة‭ ‬الغذائيةب‭.‬

ويرنو‭ ‬قسم‭ ‬العدالة‭ ‬البيئية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬إلى‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭  ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬عامة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تحسيس‭ ‬ممثلي‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬بالإشكاليات‭ ‬والرهانات‭ ‬البيئية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وتبادل‭ ‬أمثلة‭ ‬عن‭ ‬تجارب‭ ‬سابقة‭ ‬ناجحة‭ ‬والاستئناس‭ ‬بها‭ ‬لمبادرات‭ ‬مستقبلية‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬المنتدى‭ ‬والطلبة‭ ‬الباحثين‭ ‬وتعميق‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬مشكل‭ ‬النفايات‭ ‬الصلبة‭ ‬في‭ ‬تونس‭  ‬وكذلك‭ ‬التحسيس‭ ‬بمشكلة‭ ‬السيادة‭ ‬الغذائية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬وأن‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬ومقاومة‭ ‬التلوث‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬مشترك‭ ‬وتحدّ‭ ‬كبير‭ ‬يتطلب‭ ‬ضرورة‭ ‬تدخل‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬وتغيير‭ ‬السياسات‭ ‬والاختيارات‭ ‬البيئية‭ ‬المتبعة‭.‬

وقد‭ ‬أكد‭ ‬قسم‭ ‬العدالة‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬له‭ ‬بان‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬المطروحة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬خاصةً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تفاقم‭ ‬المشاكل‭ ‬المرتبطة‭ ‬باهتراء‭ ‬المنظومة‭ ‬البيئية‭ ‬بالكامل‭ ‬وظهور‭ ‬تداعيات‭ ‬بيئية‭ ‬كبيرة‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬عيش‭ ‬المواطنين‭ ‬مثل‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬بسبب‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬وتراجع‭ ‬منسوب‭ ‬الأودية‭ ‬والموائد‭ ‬المائية‭ ‬الباطنية‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬ظاهرة‭ ‬الجفاف‭ ‬وتدهور‭ ‬الغطاء‭ ‬النباتي‭ ‬والتنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬والإحيائي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭  ‬تفاقم‭ ‬مشكل‭ ‬النفايات‭ ‬الصلبة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وأزمة‭ ‬السيادة‭ ‬الغذائية‭. 

كما‭ ‬اعتبر‭ ‬قسم‭ ‬العدالة‭ ‬البيئية‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬المشاكل‭ ‬البيئية،‭ ‬خاصةً‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بقضايا‭ ‬التلوث‭ ‬وتداعيات‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬والتي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬الحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والبيئية‭ ‬للفئات‭ ‬الفقيرة‭ ‬والهشة،‭ ‬مثل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬وفي‭ ‬بيئة‭ ‬سليمة،‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬تقترن‭  ‬بتواصل‭ ‬نفس‭ ‬الخيارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الاستغلال‭ ‬الاستنزافي‭ ‬للثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬وتدهور‭ ‬المحيط‭ ‬بسبب‭ ‬التلوث‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منوال‭ ‬تنموي‭ ‬ضعيف‭ ‬في‭ ‬أبعاده‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬ومتوحش‭ ‬في‭ ‬أبعاده‭ ‬البيئية‭ ‬مؤكدا‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استفحال‭ ‬الأزمة‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬البلاد‭ ‬التونسية،‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬حماية‭ ‬المحيط‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭. ‬إذ‭ ‬اكتفت‭ ‬كل‭ ‬الحكومات‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬بالسعي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الانتقال‭ ‬الديمقراطي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬إتمامه،‭ ‬وبقيت‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬الانتقال‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والبيئي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬حتما‭ ‬بتغيير‭ ‬المنوال‭ ‬التنموي‭ ‬الحالي‭ ‬الضعيف‭ ‬في‭ ‬أبعاده‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمتوحش‭ ‬في‭ ‬أبعاده‭ ‬البيئية‭ ‬والذي‭ ‬مازالت‭ ‬كل‭ ‬الحكومات‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬تتمسك‭ ‬به‭.‬

وذكر‭ ‬قسم‭ ‬العدالة‭ ‬البيئية‭ ‬بأن‭ ‬ولايات‭ ‬الساحل‭ ‬تعاني‭  ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عديد‭ ‬المشاكل‭ ‬البيئية‭ ‬ذات‭ ‬التلوث‭ ‬متعدد‭ ‬المصادر‭ (‬الصناعة،‭ ‬محطات‭ ‬التطهير،‭ ‬النفايات‭ ‬الصلبة،‭ ‬المصبات‭ ‬العشوائية‭…) ‬والتي‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬نتائجها‭ ‬كارثية‭ ‬ولها‭ ‬تداعيات‭ ‬بيئية‭ ‬وصحيّة‭ ‬واقتصادية‭ ‬خطيرة‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬قطاعات‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬والفلاحة‭ ‬والسياحة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬عدة‭ ‬حركات‭ ‬اجتماعية‭ ‬بيئية‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬تناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيقاف‭ ‬التدهور‭ ‬البيئي‭ ‬كان‭ ‬امرا‭ ‬طبيعيا‭ ‬حيث‭ ‬اتخذت‭ ‬هذه‭ ‬النضالات‭  ‬عدة‭ ‬أشكال‭ ‬منها‭ ‬حركات‭ ‬احتجاجية‭ ‬ومظاهرات،‭ ‬اعتصامات،‭ ‬إضرابات‭ ‬وعرائض‭… ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

78 بالمائة منهم يريدون العودة : هل ستنجح  تونس في استعادة  كوادرها الطبية؟

كشفت نتائج دراسة أصدرها معهد الدراسات الاستراتيجية في مارس 2024،حول هجرة مهنيّي الصحّة ان …