في مسيرة شعبية جابت شوارع العاصمة التونسيون بصوت واحد: جرّموا التطبيع.. أوقفوا العدوان
بدعوة من التنسيقية الوطنية لدعم القضية الفلسطينية، انتظمت أمس السبت بساحة الجمهورية بالعاصمة، مسيرة شعبية، شارك فيها أكثر من ثلاثة آلاف شخص، انطلقت من أمام محطة المترو بالبسّاج، عبر شارع باريس، وصولا الى شارع الحبيب بورقيبة، حيث التأمت وقفة خطابية أمام المسرح البلدي، ثم تلاها السير نحو سفارة فرنسا حيث هتف المتظاهرون طويلا بشعارات: اطرد السفير واجبب واغلق السفارة واجبب واالفرنسيس والأمريكان شركاء في العدوانب.
المسيرة، ورغم أن هناك انقساما من حيث التنظيم والتنسيق بين جمهور المقاومة، حيث دعت مجموعة أخرى من التيارات والحساسيات السياسية والفكرية الى مسيرة ثانية في نفس اليوم، أي أمس السبت، لكن في توقيت مختلف هو الثالثة مساء، في حين كان الاتفاق كاملا تقريبا بين مختلف مكونات المشهد السياسي والجمعياتي أن تكون المسيرة موحدة وتنطلق منتصف النهار من أمام محطة المترو في ساحة البسّاج بالعاصمة.
ورغم هذا الانقسام إلا أن الحضور كان كثيفا نسبيا، حيث امتلأت الساحة بالحضور، يتقدمهم مسؤولو وقادة الأحزاب السياسية، حيث حضر كل من حمه الهمامي عن حزب العمال وزهير المغزاوي عن حركة الشعب وزياد لخضر عن حزب الوطد الموحد، وزهير حمدي عن التيار الشعبي، وأحمد الكحلاوي عن لجنة دعم المقاومة، وعدد كبير من النقابيين والحقوقيين، حيث تواجد في مقدمة المسيرة كل من السيدة نايلة الزغلامي رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات، والسيد زياد دبار نقيب الصحفيين، والأستاذ محمود الرداوي رئيس لجنة الدفاع عن الشهيدين، وعدد من نشطاء اليسار والقوميين كنزار عمامي وأيمن العلوي ومحمد الحامدي وعمر الماجري وكمال الساكري، وغيرهم من الاسماء التي حرصت على الحضور بقوة في المسيرة ورفعت الشعارات دعما للمقاومة الفلسطينية وتنديدا بالعدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل.
المتظاهرون رفعوا شعارات مناوئة للاحتلال، ولكل القوى الدولية التي تدعم العدوان الصهيوني، وفي مقدمتها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، كما نادى الحاضرون طويلا بشعار اجرّم جرّم التطبيعب في اشارة الى السلطة القضائية في تونس التي يبدو أنها مازالت تتلكأ في تمرير قانون تجريم التطبيع المعروض حاليا على مجلس نواب الشعب وينتظر المصادقة عليه.
كما رفع المتظاهرون لافتات ومعلّقات كتب عليها الا صلح. لا اعتراف. لا تفاوضب في استرجاع للاءات عبد الناصر الثلاث وقمة الخرطوم، أيام كان للعرب كلمة واحدة وموقف واحد وقرار واحد.
شعارات ابالروح بالدم نفديك يا فلسطين، ومقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة، وافتحوا الحدود، وأوقفوا العدوان، والشعب العربي واحد والدم العربي واحد، ولا للعدوان لا لقتل الاطفال لا لهدم المستشفيات، كلها شعارات هتف بها المتظاهرون طويلا منددين بالصمت العربي والتواطؤ الدولي، والعجز الشعبي عن المساهمة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملة ابادة صهيونية غير مسبوقة، ولحملة تقتيل وتدمير ممنهج وجرائم وفظاعات تُرتكب كل يوم أمام أعين العرب والعالم.
السيد أحمد الكحلاوي قال لـاالصحافة اليومب ان هذه المسيرة هي تعبير عن نبض الشارع التونسي وهي أيضا انعكاس لحجم الغضب والحنق الذي يشعر به المواطن التونسي تجاه الفظاعات التي تجري كل يوم وكل ساعة في غزة. مضيفا ان كثيرين يشككون في هذه المسيرات وجدواها وتأثيرها على القضية الفلسطينية، وهؤلاء كلامهم مردود عليهم لان التونسيين يساهمون بكل ما يقدرون عليه، والقضية الفلسطينية قضية وطنية تونسية بامتياز ولا أحد يمكنه ان يزايد على تونس في هذا المجال.
السيد عمر الماجري صرّح لـاالصحافة اليومب بأن مدن العالم كلها تتحرك للدفاع عن فلسطين، وان عواصم الغرب تنتفض بمسيرات مليونية دعما لسكان غزة في وجه آلة القمع الصهيونية واحتجاجا على الدعم الذي تقدمه حكوماتهم لاسرائيل. وان على العرب ان يتحركوا قبل الجميع فالقضية قضيتهم والحق حقهم حتى وان تخاذل الحكام وتكلّست ارادة الأنظمة.
المتظاهرون هتفوا طويلا ضد الحكام العرب، وضد القمة العربية، وضد الحلول الاستسلامية التي يروّج لها بعض الوسطاء والباحثين عن دور في خدمة العدوّ، ونددوا بكل أشكال التطبيع وكل أشكال الاتصال مع العدوان حتى وان كانت جزئية، معتبرينها خيانة لدم وتضحيات أبناء الشعب الفلسطيني الذي أذهل العالم بأكثر من أربعين يوما من الصمود الاسطوري في وجه أعتى الآلات الحربية وأكثرها شراسة وإجراما.
المسيرة توقفت طويلا في شارع بورقيبة وتحديدا في ما بين المسرح البلدي وسفارة فرنسا، وتفرقت بهدوء ودون اي احتكاك او فوضى، على موعد اللقاء اليوم الاحد أمام سفارة الولايات المتحدة في البحيرة، حيث أكد كل الحاضرين على وجوب تواصل الضغط الشعبي الذي يساهم بلا شك في تخفيف الضغط على الشعب الفلسطيني، وقد يحدث تغيرات في مواقف قادة العالم وحكام العرب.
مهرجان السينما المتوسطية بشنني «الأرض أنا، الفيلم أنا.. إنا باقون على العهد»: تطور كبير وحضور مؤثّر وفاعل للمخرج السوري سموءل سخية
استطاع المدير الفني لمهرجان السينما المتوسطية بشنني في الدورة 19 المخرج السوري سموءل سخية …