2023-11-13

الصمود أمام الكوارث الطبيعية تحديد مواقع نموذجية لتركيز نظام الإنذار المبكّر

تنفيذا‭ ‬للبرنامج‭ ‬المندمج‭ ‬للصمود‭ ‬امام‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬الذي‭ ‬أطلق‭ ‬في‭ ‬تونس‭  ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬ويمتد‭ ‬الى‭ ‬2027،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬ادارة‭ ‬المخاطر‭ ‬الطبيعية‭ ‬وتمويلها‭ ‬سيتم‭ ‬تركيز‭ ‬نظام‭ ‬الانذار‭ ‬المبكر‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬اولى‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مواقع‭ ‬نموذجية‭ ‬وهي‭  ‬تونس‭ ‬الكبرى،‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬البلاد،‭ ‬وغار‭ ‬الدماء‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة،‭ ‬شمال‭ ‬غرب،‭ ‬وقبلي،‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬تونس،‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬تعميم‭ ‬التجربة‭ ‬على‭ ‬مجمل‭ ‬البلاد‭.‬

و‭ ‬يهدف‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬التونسي‭ ‬الإيطالي‭ ‬الى‭  ‬حماية‭ ‬الأرواح‭ ‬و‭ ‬المحيط‭ ‬عبر‭ ‬الإنذارات‭ ‬المبكّرة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والتأقلم‭ ‬مع‭ ‬التغيّرات‭ ‬المناخية‭ ‬والتعاون‭ ‬وتعزيز‭ ‬طرق‭ ‬مجابهة‭ ‬الكوارث‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬وتبادل‭ ‬المعطيات‭ ‬بينهما‭ ‬عبر‭ ‬تطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكّر‭ ‬وعبر‭ ‬تركيز‭ ‬هذه‭ ‬المنصّة‭ ‬التشغيلية‭ ‬الأوتوماتيكية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وايطاليا‭.‬

وأفاد‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي‭ ‬خلال‭ ‬ندوة‭ ‬صحفية‭ ‬بالحمامات،‭  ‬بأن‭ ‬نسبة‭ ‬تقدم‭ ‬المشروع‭  ‬،‭ ‬بلغت‭ ‬98‭ % ‬وبأن‭ ‬منصة‭ ‬رقمية‭ ‬حول‭ ‬التلوّث‭ ‬البحري‭ ‬والهوائي‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وصقلية‭ ‬ستدخل‭ ‬حيز‭ ‬الاستغلال‭ ‬قريبا‭  .‬و‭ ‬من‭ ‬جانبه‭ ‬أفاد‭ ‬مدير‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي‭ ‬والمسؤول‭ ‬عن‭ ‬نقطة‭ ‬الاتصال‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬حاتم‭ ‬بكور،‭ ‬بأن‭ ‬كلفة‭ ‬المشروع‭ ‬بلغت‭ ‬1.06‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬وبأن‭ ‬النماذج‭ ‬العددية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتلوث‭ ‬الهوائي‭ ‬والمائي‭ ‬جاهزة‭ ‬للاستغلال‭.‬

واحتضنت‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2018‭ ‬المنتدى‭ ‬العربي‭ ‬الافريقي‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الكوارث‭ ‬الذي‭ ‬افضى‭ ‬الى‭ ‬اعداد‭ ‬اعلان‭ ‬تونس‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الكوارث‭ ‬للفترة‭ ‬وإصدار‭ ‬بيان‭ ‬مشترك‭ ‬حول‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الافريقي‭ ‬الغربي‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭.‬وقد‭ ‬تلا‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬اعداد‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الكوارث‭ ‬2018‭ ‬ذ‭ ‬2030‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬ادراجها‭ ‬ضمن‭ ‬المحاور‭ ‬الخمسة‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للانتقال‭ ‬الايكولوجي‭ ‬المصادق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬فيفري‭ ‬2023‭. ‬و‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تجسيم‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬انطلقت‭ ‬تونس‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرنامج‭ ‬المندمج‭ ‬للصمود‭ ‬ضد‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬باعتمادات‭ ‬تناهز‭ ‬360‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬والرامي‭ ‬الى‭ ‬تعزيز‭ ‬التنسيق‭ ‬المؤسساتي‭ ‬لإدارة‭ ‬مخاطر‭ ‬المناخ‭ ‬والكوارث‭ ‬بفضل‭ ‬وضع‭ ‬منصة‭ ‬وطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الكوارث‭ ‬وتركيز‭ ‬منظومة‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر‭.‬

‭ ‬وكان‭  ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬قد‭ ‬أوصى‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬له‭ ‬بأفضل‭ ‬السبل‭ ‬لتحسين‭ ‬قدرات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالرصد‭ ‬الجوي‭ ‬والمائي‭ (‬الهيدرولوجي‭) ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬بهدف‭ ‬دعم‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الأرواح‭ ‬وموارد‭ ‬رزق‭ ‬التونسيين‭.  ‬مبينا‭  ‬بان‭ ‬تونس‭ ‬تعد‭  ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المعرضة‭ ‬لمجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتغيّرات‭ ‬المناخ،‭ ‬مثل‭ ‬الفيضانات‭ ‬وموجات‭ ‬الجفاف‭ ‬والحر‭ ‬الشديد‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭. ‬أما‭ ‬العوامل‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬فتتمثل‭ ‬في‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬ونمو‭ ‬السكان‭ ‬والتغيرات‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬استخدام‭ ‬الأراضي‭ ‬والتوسع‭ ‬الحضري‭ ‬السريع،‭ ‬وكلها‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬ومن‭ ‬درجة‭ ‬تواترها‭.‬

ويقترح‭ ‬التقرير‭ ‬الصادر‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬اخريطة‭ ‬طريق‭ ‬تعزيز‭ ‬خدمات‭ ‬الرصد‭ ‬المائي‭ ‬والجوي‭ ‬والمناخي‭ ‬وأنظمة‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر‭ ‬في‭ ‬تونسب‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬ذات‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل‭ ‬متتالية‭ ‬من‭ ‬التطوير‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬والمائية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬كيانات‭ ‬حديثة‭ ‬وسليمة‭ ‬فنياً‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬مهام‭ ‬الخدمة‭ ‬العموميّة‭ ‬المنوطة‭ ‬بها‭. ‬كما‭ ‬يوضح‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬الفوائد‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬خدمات‭ ‬الرصد‭ ‬الجوي‭ ‬لأحوال‭ ‬الطقس‭ ‬وتقلبات‭ ‬المناخ‭ ‬وخدمات‭ ‬الرصد‭ ‬المائي‭ ‬تفوق‭ ‬التكاليف‭ ‬الرأسمالية‭ ‬والتشغيلية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتوفير‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

التمكين الاقتصادي للأسر ذات الوضعيات الخاصة : توزيع 462 مورد رزق بـ 15ولاية

في إطار مجهوداتها  في إرساء منوال تنمية مستجدّ ومستدام لفائدة الأسر لحمايتها من الفقر واله…