غير مؤهلة لإيقاف جرائم الجيش الصهيوني بغزة ولا تجرؤ على تشغيل «سلاح النفط» «قمة العبث»..بالرياض..
تتجه أنظار العالم اليوم نحو العاصمة السعودية الرياض التي تستضيف قمتين مهمتين على مدى يومين:اليوم ستكون القمة العربية بحضور 22 دولة وغدا الأحد ستكون القمة الإسلامية بحضور 57 دولة.
وستبحث القمة العربية الطارئة سبل وقف الحرب في غزة، وذلك بعد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد هذه القمة بهدف اوقف العدوان الوحشي على شعب فلسطين وقضيتهب.
والسؤال الأبرز هو ما الذي يمكن أن تتمخض عنه هذه القمة العربية الطارئة ؟ وهل ستكون هناك قرارات عملية تتجاوز ما ورد في البيان الختامي لقمة القاهرة يوم 11 أكتوبر الماضي؟
ومن المنتظر ان لا يشارك رئيس الجمهورية قيس سعيد في القمة العربية غير العادية والقمة الإسلامية التي تحتضنها مدينة الرياض. وسيمثل تونس في أشغال القمتين العربية والإسلامية وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار على رأس وفد رسمي دبلوماسي.
وتستضيف المملكة العربية السعودية القادة العرب والمسلمين في قمتين، حول العدوان الاسرائيلي المستمر على أكثر من شهر في غزة، والذي يثير مخاوف من تصعيد إقليمي، وتسبب بمقتل أكثر من 10 آلاف شخص في قطاع غزة، بينهم أكثر من أربعة آلاف طفل.
وتولى وزراء الخارجية العرب، الإعداد والتحضير للدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بناء على طلب فلسطين والسعودية، لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطينىفى قطاع غزة.
وقال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية -في تصريح- أن مشروع القرار الذي سيصدر في ختام القمة سيعبر عن الموقف العربي الجماعي من الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وكيفية التحرك العربي على الساحة الدولية لوقف العدوان ودعم فلسطين وشعبها وإدانة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جرائمه.
إجراءات عملية ممكنة
واعتبر احمد ونيس الديبلوماسي ووزير الخارجية الأسبق، ان المطالبة بوقف اطلاق النار معقولة وهناك دول عربية وأخرى إسلامية حيث ستحضر القمة الاسلامية 57 دولة أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وسيحضر فيها الرئيس الإيراني. مشيرا الى ان قرارات القمة العربية ستؤثر على القمة الإسلامية وستوسّعها، وبالتالي هناك حركة تجمع بين العالم العربي وافريقيا واسيا تصل الى قرابة 60 دولة.
وتوقّع احمد ونيس في حديثه لـاالصحافة اليومب بأن يتم تجاوز بيان 11 أكتوبر الفارط واتخاذ خطوة الى الامام والقيام بضغط من القاعدة العربية على الدول الغربية. ولم يستبعد محدثنا اعتماد رزنامة مرتبطة بخطوات لتسليط عقوبات على كل من له صلة بإسرائيل.
وعلّق ونيس على الخطوات المتزامنة لعقد هدنة في غزة مبرزا ان إسرائيل تخضع لإلحاح الرئيس الأمريكي جو بايدن وإقرار وقف اطلاق النار اما يوم في الأسبوع او لساعات، بحيث سيكون الرد الإسرائيلي هو بياض الوجه لجو بايدن…وليس خطة لفتح باب المفاوضات مع الدول العربية.
وتابع: اعندما تكون هناك خطوة سياسية فسيكون المقصود من القمة العربية والإسلامية هو الموافقة عليها ولو جزئيا من قبل الكيان المحتلب.
انسجام موقف الرئيس
واضاف ااعتقد ان غياب الرئيس منتظر من طرف السعودية ونظرا للمواقف السابقة التي اعلن عنها حول قضية فلسطين وهو من المتشددين في التاكيد على الحقوق الفلسطينية بلا مساومة ..والتشدد يعوّض المشاركة المباشرة.
ويرى من جانبه الدبلوماسي السابق توفيق وناس ان قرار الرئيس قيس سعيد بعدم الحضور يتماشى مع موقفه من القضية ومن الحرب في غزة،من ذلك تحفظ تونس في الأمم المتحدة وفي مجلس وزراء الخارجية العرب، وهذا متوقع ويتماشى مع السياسة الخارجية التونسية وليس مفاجأة…ب.
وبين توفيق وناس في تصريح لـبالصحافة اليومب بان هناك نوعا من القناعة لدى رئيس الجمهورية بان هاته القمم لا تعدو ان تكون الا فرصة لإصدار بيانات، ولا ترتقي الى قرارات عملية تغير المعادلة.
ولاحظ وناس بخصوص مشروع قرار القمة العربية انه سيضم نقاطا مبدئية من أفكار إسرائيلية وامريكية وأوروبية ولا يرتقي الى قرار بوقف اطلاق نار عبر جملة من الضغوطات مثل نقض اتفاقيات اابراهامب واتفاقات التطبيع وموضوع تصدير البترول وقطع العلاقات الدبلوماسية ومناداتها للسفراء …هذا سوف لن يقع…هي قمة رد فعل وليس قمة الفعل…ب
وعلى مستوى حضور الرؤساء وخاصة الرئيس الإيراني في القمة الإسلامية، افاد توفيق وناس بان اثقله ثقل بلده..لكن ايران ولبنان مهدّدتان من الكيان الصهيوني…هو مأزق لحسن نصرالله: الصمت وعدم التحرك خذلان للقضية او التحرك الذي سوف يسبب كارثة عسكرية وحربا تتسع إقليميا نحو لبنان وايران ومن ثمة الجزيرة العربية.
مهرجان خطابي
ويبين المختص في العلاقات الدولية يوسف الشريف ان القمم العربية في غالبها مهرجانات خطابية، مشيرا إلى أنه الا يجب وضع سقف عال للإنتظارات. هل تقرر الجامعة العربية رفع شكوى لدى محكمة العدل الدولية؟ ربما، لكن لا يجب انتظار حظر نفطي ولا مقاطعة للدول المتحالفة مع إسرائيل ولا طبعا إعلان حربب.
ويوضح يوسف الشريف في تصريحه لـالصحافة اليوم : أما عن دول الجوار، الأردن ومصر، فأولويتها عدم تدفق اللاجئين وتهدئة الرأي العام. ولكن قدرتها على التأثير محدودةب. لذلك فهي تعوّل على الدول الأغنى والأكثر تأثيرا، أي دول الخليج، للوصول إلى حل في غزة (وأقوى طموحاتهم وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف : بالنسبة لدول الخليج، فالأولوية تهدئة الرأي العام لديها، وتجنب دخول إيران الحرب، لما في ذلك من انعكاسات أمنية واقتصادية عليها. هذا ما يحرّكها، معنى هذا أن الأمر بيد دول الخليج، لا الجامعة العربية. سوف نستمع لخطابات العادة اليوم، لكن لا أعتقد أن الأمر سيتعدى ذلك، فدول الخليج تشتغل خارج أسوار الجامعة.
ويتوقع أيضا الكاتب والباحث في العلاقات الدولية محمد نادر العمري انه لن يتم اتخاذ إجراءات عملية من اعضاء جامعة الدول العربيةوالمتعلقة باصدار عقوبات مثل استخدام أدوات التأثير الاقتصادي مثل فرضية قطع النفط وفرض المقاطعة الاقتصادية وكذلك اغلاق بعض المواقع الحيوية، مؤكدا انها لن تكون الا مثل سابقاتها تعبر عن رفض وتنديد بالعدوان الإسرائيلي.
وأضاف العمري في تصريح لـاالصحافة اليوم ان هذا الامر يعكس عدم قدرة الدول العربية على تجاوز الخلافات البينية والعلاقة التي تربط اغلبها مع الغرب وأيضا عدم قدرة الدول العربية على إيجاد هامش من الاستقلالية في التعاون لحل القضية الفلسطينية كقضية مركزية للعرب. لذلك مطلوب اليوم من القمة اتخاذ إجراءات فعلية تنفيذية وليست فقط بيانات إعلامية.
وابرز العمري ان الوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار ما يزال بعيدا لان الطرف الإسرائيلي والمقاومة تتمسك بمطالبها، ولا يوجد مؤشرات للتنازل.
ضغط عربي
واعتبر الكاتب والمستشار في المنازعات الدولية سعد عبدالله الحامد ان جامعة الدول العربية تجاوزت مرحلة التنديد، مبينا في تصريح لـاالصحافة اليومب: ارأينا تغير الرأي العام الدولي تجاه ما يقع من عدوان على غزة والشعب الفلسطيني وهذا نتاج للحراك العربي والإسلامي في الأمم المتحدة ومجلس الامنب، على حد تعبيره.
كما افاد الحامد أن القمة العربية تحاول الضغط اكثر لإيقاف العدوان الإسرائيلي ووضع الخطوات لمستقبل ما بعد هذه الحرب وان يكون هنالك حل لإطلاق سراح الرهائن وإصدار موقف عربي إسلامي وازن لايقاف ما يحصل، مشيرا في ذات السياق : اعندما نصل للهدنة سنصل الى وقف اطلاق النار…ومن ثمة خطوات العودة الى مسار المفاوضات.
ولفت الكاتب الى ان وجود قمتين متزامنتين هو دليل على أن هنالك توحدا كبيرا لدى العرب والمسلمين ضد الحملة الشرسة من الجانب الإسرائيلي، مبرزا ان الدول العربية لديها خيارات عديدة مثل سحب السفراء او الضغط على الغرب على مستوى المصالح الاقتصادية او الضغط على الجانب الأمريكي خاصة الداعم الأكبر لدولة الاحتلال.
وقال الحامد:ااذا نجحت الجهود تجاه وجود هدن إنسانية فهذا يعطينا انعكاسا بالتغير والضغط بشكل اكبر وزيادة حدة الموقف لها اثر على الجانب الإسرائيليب.
في تقييم مسار الانتخابات الرئاسية 2024 : الأقل كلفة والأكثر إثارة للجدل..!
أنهت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مهمتها في تنظيم الانتخابات الرئاسية لسنة 2024 والتي…