2023-11-11

الانتظارات المعلّقة على القمة العربية الطارئة في الرياض : وقف العدوان الهمجي على غزة أوّلا

ابحث‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزةب‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الموضوع‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬سيتولى‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬التباحث‭ ‬بشأنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬الكيان‭ ‬المحتل‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬الشهر‭. ‬

والأكيد‭ ‬أن‭ ‬الإنتظارات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬المنعقدة‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬السعودية‭ ‬الرياض‭ ‬لن‭ ‬تقل‭ ‬عن‭  ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكيان‭ ‬الغاصب‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬والفتح‭ ‬الآني‭ ‬للمعابر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والطبية‭ ‬إلى‭ ‬ضحايا‭ ‬القصف‭ ‬المتواصل‭  ‬بلا‭ ‬هوادة‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭.‬

وكانت‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أنها‭ ‬تلقت‭ ‬طلبا‭  ‬رسميا‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬لعقد‭ ‬قمة‭ ‬طارئة‭ ‬برئاسة‭ ‬المملكة‭ ‬تهدف‭ ‬أساسا‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬الهمجي‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬سياسي‭ ‬دقيق‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬الآلة‭ ‬العسكرية‭ ‬الصهيونية‭ ‬بقتل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بدم‭ ‬بارد‭ ‬أمام‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬ربما‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منذ‭ ‬النكبة‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬ووسط‭ ‬غضب‭ ‬الشارع‭ ‬العربي‭ ‬وتعاطفه‭ ‬اللامشروط‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬اانتقاما‭ ‬توراتياب‭ ‬يحرك‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الصهيوني‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتعطش‭ ‬لدماء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والراغب‭ ‬في‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬وتهجير‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭. ‬

وأمام‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬آثارها‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الأنظار‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬تحتضنها‭ ‬الرياض‭ ‬وللنتائج‭ ‬التي‭ ‬ستسفر‭ ‬عنها‭. ‬

وهنا‭ ‬تبدو‭ ‬الآراء‭ ‬منقسمة‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬ليست‭ ‬كسابقاتها‭ ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تقريرها‭ ‬النهائي‭ ‬متسقا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬المقاومة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬ألحقت‭ ‬خسائر‭ ‬موجعة‭ ‬بالعدو‭ ‬ويضاهي‭ ‬أيضا‭ ‬الثمن‭ ‬الباهظ‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬من‭ ‬الدم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬و‭ ‬بالتالي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القبول‭ ‬بـاشجبب‭ ‬أو‭ ‬اإدانةب‭ ‬كما‭ ‬جرت‭ ‬العادة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السياقات‭.‬

فالواضح‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قد‭ ‬رفعت‭ ‬السقف‭ ‬عاليا‭ ‬ولذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الموقف‭ ‬السياسي‭ ‬منسجما‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

وثمة‭ ‬آراء‭ ‬أخرى‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬طرفي‭ ‬نقيض‭ ‬وترى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬ترجى‭ ‬من‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬وان‭ ‬تقاريرها‭ ‬النهائية‭ ‬معدة‭ ‬سلفا‭ ‬ومعلومة‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬القمة‭ ‬الحالية‭ ‬استثناء‭. ‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬يقتضي‭ ‬الموقف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬فوحدة‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬وإدراك‭ ‬أن‭ ‬ارتدادات‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬ستشمل‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بأكملها‭ ‬وبالتالي‭ ‬ينبغي‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬ترتيبات‭ ‬سياسية‭ ‬ووضع‭ ‬نقطة‭ ‬النهاية‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬كأول‭ ‬شرط‭.‬

والأكيد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬مدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وأد‭ ‬النوايا‭ ‬الماكرة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬دفن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتصفية‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬وتهجير‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬أو‭ ‬الأردن‭ ‬وهو‭ ‬المخطط‭ ‬الذي‭ ‬يهدفون‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصعيد‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭.‬

‭ ‬و‭ ‬ثمة‭ ‬أيضا‭ ‬رهان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تخفف‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬الضغط‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬بلدان‭ ‬الطوق‭ ‬وتحديدا‭ ‬مصر‭  ‬والأردن‭ ‬وهما‭ ‬يواجهان‭ ‬توترات‭ ‬سياسية‭ ‬وشعبية‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭.  ‬ولعل‭ ‬تصريح‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬كان‭ ‬حاسما‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬اإنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصرب‭ ‬وهو‭ ‬يحيل‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬النقاشات‭ ‬التي‭ ‬ستدور‭ ‬حتما‭ ‬في‭ ‬مداولات‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬البندقية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قد‭ ‬قالت‭ ‬كلمتها‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العرب‭ ‬المجتمعون‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الحدث‭ ‬الكبير‭ ‬وان‭ ‬تأخذ‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬تستحقها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭ ‬للعدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وأن‭ ‬تتجه‭ ‬الجهود‭ ‬للإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لسكان‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬القطاع‭ ‬تقريبا‭ ‬إلى‭ ‬ركام‭. ‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬الشائكة‭ ‬والمعقدة‭ ‬إنسانيا‭ ‬وسياسيا‭ ‬وامنيا‭ ‬وأمام‭  ‬الأحداث‭ ‬المتصاعدة‭ ‬والمتغيرة‭  ‬من‭ ‬ساعة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التكهن‭ ‬بالمسارات‭ ‬السياسية‭ ‬الممكنة‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يظل‭ ‬الرهان‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬المنعقدة‭ ‬في‭ ‬الرياض‭. ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

السيادة الغذائية رهان الجمهورية ..أيضا !

 تعيش تونس هذه الأيام ديناميكية مهمة تشمل الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويمكن اعتما…