2023-11-10

بفعل ملحمة طوفان الأقصى الفلسطينيون يعيدون كتابة التاريخ.. والقانون

عندما‭ ‬ردّد‭ ‬قادة‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬وفي‭ ‬فلسطين‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬مقولتهم‭ ‬الشهيرة‭ ‬القد‭ ‬ولّى‭ ‬زمن‭ ‬الهزائمب،‭ ‬استهجنها‭ ‬البعض،‭ ‬لكن‭ ‬كثيرين‭ ‬آمنوا‭ ‬بها‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬انسياقا‭ ‬وراء‭ ‬العاطفة‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬إيمانا‭ ‬بأن‭ ‬متغيرات‭ ‬كثيرة‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬غيرت‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬وأشّرت‭ ‬الى‭ ‬انبلاج‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الذي‭ ‬بان‭ ‬بالكاشف‭ ‬أنه‭ ‬اأهون‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬العنكبوتب‭. ‬

واليوم،‭ ‬وبعد‭ ‬شهر‭ ‬ونيف‭ ‬على‭ ‬انطلاقة‭ ‬ملحمة‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى،‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬تكبّده‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأبيّ‭ ‬من‭ ‬تضحيات‭ ‬ومن‭ ‬خسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬ومن‭ ‬تدمير‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬السليبة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬المعطيات‭ ‬الميدانية‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬والموضوعية‭ ‬والواقعية‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا‭ ‬وكشفت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬سقوط‭ ‬القانون‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬بكل‭ ‬فروعه‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬الحق‭ ‬الإنساني‭. ‬

إننا‭ ‬عندما‭ ‬نشاهد‭ ‬يوميا‭ ‬هبّة‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬القارات‭ ‬الخمس‭ ‬لنصرة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والتنديد‭ ‬بالحرب‭ ‬وإدانة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وهي‭ ‬هبّة‭ ‬تتصاعد‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬المعنويات‭ ‬وفي‭ ‬المواقف‭ ‬أيضا،‭ ‬ندرك‭ ‬أننا‭ ‬دخلنا‭ ‬فعليا‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬بدأت‭ ‬بشائرها‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬نبرة‭ ‬قادة‭ ‬الكيان‭ ‬وحلفائه‭ ‬بالخصوص‭ ‬الذين‭ ‬باتوا‭ ‬يروّجون‭ ‬لـاالهدنة‭ ‬الإنسانيةب‭ ‬ولترتيب‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬ومعالجة‭ ‬ملف‭ ‬الأسرى‭ ‬والمساعدات‭ ‬وحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬معادلة‭ ‬منجز‭ ‬المقاومة‭ ‬وهزائم‭ ‬العدو‭. ‬

إنها‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تجرؤ‭ ‬دولة‭ ‬بعينها‭ ‬أو‭ ‬منظمة‭ ‬إقليمية‭ ‬أو‭ ‬دولية‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬تجرأ‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قبل‭ ‬ايام‭ ‬وتحدث‭ ‬باحتشام‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬هُوجم‭ ‬وطُلبت‭ ‬منه‭ ‬الاستقالة‭ ‬وبقي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عطالة‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬المواقف‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬او‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬او‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإدخال‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬مثلما‭ ‬يقتضيه‭ ‬ميثاق‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والأعراف‭ ‬والشرائع‭.. ‬

لقد‭ ‬صارت‭ ‬كلمة‭ ‬السرّ‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة‭ ‬فلسطين‭ ‬رغم‭ ‬ترويج‭ ‬البعض‭ ‬لغزّة‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬ترضية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬تقسيم‭ ‬وتفتيت‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬تغذية‭ ‬الفرقة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نتصور‭ ‬وجود‭ ‬مجتمع،‭ ‬وطني‭ ‬أو‭ ‬دولي،‭ ‬يمكن‭ ‬العيش‭ ‬فيه‭ ‬بسلام‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬قواعد‭ ‬قانونية‭ ‬تحكم‭ ‬الجميع،‭ ‬واللافت‭ ‬ان‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬صاغ‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬لإرساء‭ ‬المدينة‭ ‬الكونية‭ ‬الفاضلة‭ ‬لكن‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬أجهضت‭ ‬المعادلة‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬القانون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فاضطر‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬ديباجة‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬اإلى‭ ‬التمرد‭ ‬على‭ ‬الاستبداد‭ ‬والظلمب‭. ‬

ولسائل‭ ‬أن‭ ‬يسال‭ ‬اليوم‭ ‬أين‭ ‬هو‭ ‬القانون،‭ ‬أين‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬بكل‭ ‬فروعه‭.‬؟‭ ‬

لقد‭ ‬بان‭ ‬بالكاشف‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬قانون‭ ‬دولي‭ ‬إنساني‭ ‬بترسانة‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬الأربع‭ ‬وبروتوكولاتها‭ ‬وملحقاتها،‭ ‬وإنما‭ ‬قانون‭ ‬حرب‭ ‬بأتمّ‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬وليس‭ ‬لدينا‭ ‬قانون‭ ‬دولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فيه‭ ‬مئات‭ ‬الصكوك‭ ‬والمعاهدات‭ ‬والإعلانات‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬حبر‭ ‬على‭ ‬ورق،‭ ‬وحتى‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬أنها‭ ‬محاكم‭ ‬لإقامة‭ ‬العدل‭ ‬وملاحقة‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وغيرها‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬مجرد‭ ‬بنايات‭ ‬وعناوين‭ ‬لامتصاص‭ ‬الغضب‭ ‬والترويج‭ ‬لأضغاث‭ ‬الأحلام‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬إفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬نفس‭ ‬الماسكين‭ ‬والمكلفين‭ ‬بالسهر‭ ‬على‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬وحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ (‬بتفويض‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭) ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يكرّسون‭ ‬إفلات‭ ‬المجرمين‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والعقاب‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬يمنحونهم‭ ‬العذرية‭ ‬والنقاوة‭ ‬ويصل‭ ‬الأمر‭ ‬ببعضهم‭ ‬حدود‭ ‬التسوية‭ ‬بين‭ ‬الجلاد‭ ‬والضحية‭ ‬ومحاولة‭ ‬تبرير‭ ‬الكمّ‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬في‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬الجميع‭. ‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬تقديرنا‭ ‬إفلاتا‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تغاض‭ ‬عن‭ ‬التجريم‭ ‬بالمعنى‭ ‬القانوني‭ ‬وهو‭ ‬تواطؤ‭ ‬مفضوح‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ثمة‭ ‬مبرر‭ ‬لاستمراره‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المعادلات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تؤسسها‭ ‬الملاحم‭ ‬البطولية‭ ‬الأسطورية‭ ‬للمقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وللشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬يزفّ‭ ‬شهداءه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭ ‬للتنازل‭ ‬عن‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أرضه‭ ‬وعرضه‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬بصدد‭ ‬كتابة‭ ‬التاريخ‭ ‬بالدم‭ ‬وهو‭ ‬كذلك‭ ‬بصدد‭ ‬صياغة‭ ‬جديدة‭ ‬للقانون،‭ ‬قانون‭ ‬اللعبة،‭ ‬لعبة‭ ‬الشعوب‭ ‬والأمم‭ ‬التواقة‭ ‬للتحرر‭ ‬والانعتاق‭.‬

عندما‭ ‬ردّد‭ ‬قادة‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬وفي‭ ‬فلسطين‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬مقولتهم‭ ‬الشهيرة‭ ‬القد‭ ‬ولّى‭ ‬زمن‭ ‬الهزائمب،‭ ‬استهجنها‭ ‬البعض،‭ ‬لكن‭ ‬كثيرين‭ ‬آمنوا‭ ‬بها‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬انسياقا‭ ‬وراء‭ ‬العاطفة‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬إيمانا‭ ‬بأن‭ ‬متغيرات‭ ‬كثيرة‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬غيرت‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬وأشّرت‭ ‬الى‭ ‬انبلاج‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الذي‭ ‬بان‭ ‬بالكاشف‭ ‬أنه‭ ‬اأهون‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬العنكبوتب‭. ‬

واليوم،‭ ‬وبعد‭ ‬شهر‭ ‬ونيف‭ ‬على‭ ‬انطلاقة‭ ‬ملحمة‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى،‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬تكبّده‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأبيّ‭ ‬من‭ ‬تضحيات‭ ‬ومن‭ ‬خسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬ومن‭ ‬تدمير‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬السليبة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬المعطيات‭ ‬الميدانية‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬والموضوعية‭ ‬والواقعية‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا‭ ‬وكشفت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬سقوط‭ ‬القانون‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬بكل‭ ‬فروعه‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬الحق‭ ‬الإنساني‭. ‬

إننا‭ ‬عندما‭ ‬نشاهد‭ ‬يوميا‭ ‬هبّة‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬القارات‭ ‬الخمس‭ ‬لنصرة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والتنديد‭ ‬بالحرب‭ ‬وإدانة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وهي‭ ‬هبّة‭ ‬تتصاعد‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬المعنويات‭ ‬وفي‭ ‬المواقف‭ ‬أيضا،‭ ‬ندرك‭ ‬أننا‭ ‬دخلنا‭ ‬فعليا‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬بدأت‭ ‬بشائرها‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬نبرة‭ ‬قادة‭ ‬الكيان‭ ‬وحلفائه‭ ‬بالخصوص‭ ‬الذين‭ ‬باتوا‭ ‬يروّجون‭ ‬لـاالهدنة‭ ‬الإنسانيةب‭ ‬ولترتيب‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬ومعالجة‭ ‬ملف‭ ‬الأسرى‭ ‬والمساعدات‭ ‬وحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬معادلة‭ ‬منجز‭ ‬المقاومة‭ ‬وهزائم‭ ‬العدو‭. ‬

إنها‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تجرؤ‭ ‬دولة‭ ‬بعينها‭ ‬أو‭ ‬منظمة‭ ‬إقليمية‭ ‬أو‭ ‬دولية‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬تجرأ‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قبل‭ ‬ايام‭ ‬وتحدث‭ ‬باحتشام‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬هُوجم‭ ‬وطُلبت‭ ‬منه‭ ‬الاستقالة‭ ‬وبقي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عطالة‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬المواقف‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬او‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬او‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإدخال‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬مثلما‭ ‬يقتضيه‭ ‬ميثاق‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والأعراف‭ ‬والشرائع‭.. ‬

لقد‭ ‬صارت‭ ‬كلمة‭ ‬السرّ‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة‭ ‬فلسطين‭ ‬رغم‭ ‬ترويج‭ ‬البعض‭ ‬لغزّة‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬ترضية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬تقسيم‭ ‬وتفتيت‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬تغذية‭ ‬الفرقة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نتصور‭ ‬وجود‭ ‬مجتمع،‭ ‬وطني‭ ‬أو‭ ‬دولي،‭ ‬يمكن‭ ‬العيش‭ ‬فيه‭ ‬بسلام‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬قواعد‭ ‬قانونية‭ ‬تحكم‭ ‬الجميع،‭ ‬واللافت‭ ‬ان‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬صاغ‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬لإرساء‭ ‬المدينة‭ ‬الكونية‭ ‬الفاضلة‭ ‬لكن‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬أجهضت‭ ‬المعادلة‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬القانون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فاضطر‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬ديباجة‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬اإلى‭ ‬التمرد‭ ‬على‭ ‬الاستبداد‭ ‬والظلمب‭. ‬

ولسائل‭ ‬أن‭ ‬يسال‭ ‬اليوم‭ ‬أين‭ ‬هو‭ ‬القانون،‭ ‬أين‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬بكل‭ ‬فروعه‭.‬؟‭ ‬

لقد‭ ‬بان‭ ‬بالكاشف‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬قانون‭ ‬دولي‭ ‬إنساني‭ ‬بترسانة‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬الأربع‭ ‬وبروتوكولاتها‭ ‬وملحقاتها،‭ ‬وإنما‭ ‬قانون‭ ‬حرب‭ ‬بأتمّ‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬وليس‭ ‬لدينا‭ ‬قانون‭ ‬دولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فيه‭ ‬مئات‭ ‬الصكوك‭ ‬والمعاهدات‭ ‬والإعلانات‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬حبر‭ ‬على‭ ‬ورق،‭ ‬وحتى‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬أنها‭ ‬محاكم‭ ‬لإقامة‭ ‬العدل‭ ‬وملاحقة‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وغيرها‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬مجرد‭ ‬بنايات‭ ‬وعناوين‭ ‬لامتصاص‭ ‬الغضب‭ ‬والترويج‭ ‬لأضغاث‭ ‬الأحلام‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬إفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬نفس‭ ‬الماسكين‭ ‬والمكلفين‭ ‬بالسهر‭ ‬على‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬وحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ (‬بتفويض‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭) ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يكرّسون‭ ‬إفلات‭ ‬المجرمين‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والعقاب‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬يمنحونهم‭ ‬العذرية‭ ‬والنقاوة‭ ‬ويصل‭ ‬الأمر‭ ‬ببعضهم‭ ‬حدود‭ ‬التسوية‭ ‬بين‭ ‬الجلاد‭ ‬والضحية‭ ‬ومحاولة‭ ‬تبرير‭ ‬الكمّ‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬في‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬الجميع‭. ‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬تقديرنا‭ ‬إفلاتا‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تغاض‭ ‬عن‭ ‬التجريم‭ ‬بالمعنى‭ ‬القانوني‭ ‬وهو‭ ‬تواطؤ‭ ‬مفضوح‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ثمة‭ ‬مبرر‭ ‬لاستمراره‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المعادلات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تؤسسها‭ ‬الملاحم‭ ‬البطولية‭ ‬الأسطورية‭ ‬للمقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وللشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬يزفّ‭ ‬شهداءه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭ ‬للتنازل‭ ‬عن‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أرضه‭ ‬وعرضه‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬بصدد‭ ‬كتابة‭ ‬التاريخ‭ ‬بالدم‭ ‬وهو‭ ‬كذلك‭ ‬بصدد‭ ‬صياغة‭ ‬جديدة‭ ‬للقانون،‭ ‬قانون‭ ‬اللعبة،‭ ‬لعبة‭ ‬الشعوب‭ ‬والأمم‭ ‬التواقة‭ ‬للتحرر‭ ‬والانعتاق‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بحكم دورها ومردوديتها : السياحة الداخلية بحاجة لمزيد الاهتمام..!

كشف رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار أحمد رجب أن السوق الداخلية تمثل ٪30 من النشاط ال…