2023-11-03

أخطاء إجرائية وسياسية بدائية تستوجب المراجعة «المرور بالقوّة» سينسف«تجريم التطبيع» في البرلمان.. !

عندما‭ ‬كشفت‭ ‬مساعدة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬المكلفة‭ ‬بالإعلام‭ ‬والاتصال‭ ‬سيرين‭ ‬المرابط‭ ‬أن‭ ‬إلغاء‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مبرمجة‭ ‬ليوم‭ ‬الاثنين‭ ‬30‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتجريم‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬اخلل‭ ‬إجرائيب،‭ ‬خلنا‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬ستسير‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬وان‭ ‬تعديل‭ ‬الأوتار‭ ‬وإصلاحها‭ ‬ليس‭ ‬عسيرا‭ ‬أمام‭ ‬مشرّعين‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تسارع‭ ‬الأحداث‭ ‬وتصاعد‭ ‬الضجيج‭ ‬أبرز‭ ‬العكس‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نقل‭ ‬أسوأ‭ ‬مما‭ ‬كان‭. ‬

اليوم‭ ‬الخميس‭ ‬2‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬المصادف‭ ‬لذكرى‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬المشؤوم‭  ‬شهادة‭ ‬ميلاد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية،‭ ‬يوم‭ ‬وقع‭ ‬إقراره‭ ‬ليكون‭ ‬موعدا‭ ‬لجلسة‭ ‬عامة‭ ‬جديدة‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المـتـعلـق‭ ‬بتـجـريـم‭ ‬التطبيـع‭ ‬عدد‭ ‬14‭ / ‬2023‭ ‬وتمريره‭ ‬بإجماع‭ ‬يذكّرنا‭ ‬بإجماع‭ ‬المجالس‭ ‬السابقة‭ ‬بل‭ ‬يتجاوزها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الجدية‭ ‬والوجاهة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مطبات‭ ‬إجرائية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وسياسية‭ ‬بدائية‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬وتترك‭ ‬الباب‭ ‬مفتوحا‭ ‬أمام‭ ‬جميع‭ ‬السيناريوهات‭.‬

وحتى‭ ‬نعطي‭ ‬لكل‭ ‬ذي‭ ‬حق‭ ‬حقه‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلّق‭ ‬بنوايا‭ ‬النواب‭ ‬فهم‭ ‬منتصرون‭ ‬لفلسطين‭ ‬ومتحمسون‭ ‬ومناصرون‭ ‬للمقاومة‭ ‬التي‭ ‬ترسم‭ ‬اليوم‭ ‬ملاحم‭ ‬بطولية‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬الجبارين،‭ ‬والأكيد‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬والإسناد‭ ‬لن‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬بل‭ ‬سنرى‭ ‬النواب‭ ‬ينفذّون‭ ‬قرارا‭ ‬اتخذوه‭ ‬بالتبرع‭ ‬بيوم‭ ‬عمل‭ ‬لفائدة‭ ‬فلسطين‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬والاستعداد‭ ‬للقيام‭ ‬بزيارات‭ ‬الى‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬اقرب‭ ‬الآجال‭. ‬

ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬فقد‭ ‬تجاوب‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬ورئيسه‭ ‬بالخصوص‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬مع‭ ‬رغبة‭ ‬النواب‭ ‬الغاضبين‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬حينها‭ ‬وتمرير‭ ‬النص‭ ‬كما‭ ‬اتفق،‭ ‬وفسّر‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬بإطناب‭ ‬تعقيدات‭ ‬مسار‭ ‬عرض‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬بهذا‭ ‬الوزن،‭ ‬وحصل‭ ‬التوافق‭ – ‬تحت‭ ‬الضغط‭ ‬العالي‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬وقدّامه‭ – ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اليوم‭ ‬الخميس‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬الفصل‭ ‬والحسم‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ “‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬اجراء‭ ‬اللجنة‭ – ‬أي‭ ‬لجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ – ‬للاستماعات‭ ‬والاستشارات‭ ‬الضرورية‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬مع‭ ‬الأطراف‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية،‭ ‬وطلب‭ ‬إبداء‭ ‬رأي‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬المؤقت‭ ‬للقضاء‭ ‬بخصوص‭ ‬مقترح‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭” ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬البلاغ‭ ‬الصادر‭ ‬على‭ ‬الصفحة‭ ‬الرسمية‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬بالفايسبوك‭.. ‬

إلى‭ ‬هنا‭ ‬يبدو‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الموضوع‭ ‬ايجابيا‭ ‬في‭ ‬مجمله‭ ‬والنوايا‭ ‬بدورها‭ ‬طيبة‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬لكن‭ ‬أسئلة‭ ‬حارقة‭ ‬سقطت‭ ‬للأسف‭ ‬من‭ ‬حسابات‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬فهم‭ ‬عندما‭ ‬يربطون‭ ‬جلسة‭ ‬اليوم‭ ‬باستكمال‭ ‬الاستماعات‭ ‬والاستشارات‭ ‬الضرورية‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬البلاغ‭ ‬يحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬لجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬قد‭ ‬أنهت‭ ‬مهمتها،‭ ‬فالحيز‭ ‬الزمني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬يومين‭ ‬او‭ ‬ثلاثة‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬منطقيا‭ ‬وإجرائيا‭ ‬لقيام‭ ‬الأطراف‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭ ‬بما‭ ‬يتطلبه‭ ‬القانون‭ ‬منها،‭ ‬فما‭ ‬غاب‭ ‬عن‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬بها‭ ‬مكاتب‭ ‬ضبط،‭ ‬وبها‭ ‬مصالح‭ ‬قانونية،‭ ‬وبها‭ ‬إدارة‭ ‬سياسية،‭ ‬وعليها‭ ‬التشاور‭ ‬أيضا‭ ‬مع‭ ‬وزارات‭ ‬أخرى،‭ ‬ومع‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬ومع‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬الأمر‭ ‬يمس‭ ‬الدولة‭ ‬ومحيطها‭ ‬الخارجي‭ ‬وهذه‭ ‬وفق‭ ‬علمنا‭ ‬من‭ ‬صلاحيات‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭. ‬

إن‭ ‬المرور‭ ‬بالقوة‭ ‬إن‭ ‬جاز‭ ‬القول‭ ‬وارد‭ ‬جدا‭ ‬وسينتشي‭ ‬النواب‭ ‬بالمصادقة‭ ‬على‭ ‬نص‭ “‬تاريخي‭” ‬في‭ ‬يوم‭ ‬تاريخي‭ ‬كما‭ ‬يظنون‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬ابعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭ ‬والمشرّع‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬الحالي‭ ‬وفي‭ ‬الدساتير‭ ‬السابقة‭ ‬مستقل‭ ‬في‭ ‬وظيفته‭ ‬لكنه‭ ‬مرتبط‭ ‬بالوظيفة‭ ‬التنفيذية‭ ‬ودخول‭ ‬أي‭ ‬قانون‭ ‬حيز‭ ‬النفاذ‭ ‬يستوجب‭ ‬ختم‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬ونشره‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬وقد‭ ‬استأثر‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بمهمة‭ ‬تأويل‭ ‬الدستور‭ ‬والبت‭ ‬في‭ ‬دستورية‭ ‬القوانين‭ ‬وبالتالي‭ ‬نستبعد‭ ‬صراحة‭ ‬بالصيغة‭ ‬الحالية‭ ‬لنص‭ ‬القانون‭ ‬المقترح‭ ‬أن‭ ‬يختمه‭ ‬ساكن‭ ‬قرطاج‭ ‬وان‭ ‬ينشره‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬كي‭ ‬يدخل‭ ‬حيز‭ ‬النفاذ‭ ‬ولا‭ ‬نستغرب‭ ‬ان‭ ‬يضعه‭ ‬في‭ ‬الدرج‭ ‬او‭ ‬يعيده‭ ‬الى‭ ‬أصحابه‭ ‬مرفوقا‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬والتعليمات‭ ‬والدروس‭ ‬القانونية‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬مصارحة‭ ‬التونسيين‭ ‬في‭ ‬المباشر‭ ‬برأي‭ ‬سيادته‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬الضعيف‭ ‬بشهادة‭ ‬الكثيرين‭. ‬

هي‭ ‬الشعبوية‭ ‬ربما‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬بعض‭ ‬المكاسب‭ ‬لأصحابها‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬التصعيد‭ ‬والتنفيس‭ ‬والظهور‭ ‬بمظهر‭ ‬المساند‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والمعادي‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬غير‭ ‬ان‭ ‬الأعمال‭ ‬تقيّم‭ ‬بخواتيمها‭ ‬والخشية‭ ‬ان‭ ‬يتحول‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬وهو‭ ‬المجلس‭ ‬الذي‭ ‬يتنزل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬السياسي‭ ‬للرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬سقف‭ ‬الخطاب‭ ‬والموقف‭ ‬عاليا،‭ ‬إلى‭ ‬عبء‭ ‬عليه‭ ‬بإحراجه‭ ‬بهذا‭ ‬النص‭ ‬وجره‭ ‬إلى‭ ‬مربع‭ ‬اللوم‭ ‬أو‭ ‬تأنيب‭ ‬سكان‭ ‬باردو‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬بإمكانهم‭ ‬أن‭ ‬يكتفوا‭ ‬بنص‭ ‬يغلب‭ ‬عليه‭ ‬الطابع‭ ‬السياسي‭ ‬فالهدف‭ ‬كما‭ ‬نعلم‭ ‬هو‭ ‬القول‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭ ‬ان‭ ‬التونسيين‭ ‬لن‭ ‬يطبعوا‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الدقيق‭ ‬الذي‭ ‬تمارس‭ ‬فيه‭ ‬علينا‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الضغوط‭ ‬دولا‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مالية‭.‬

ونستحضر‭ ‬هنا‭ ‬مبادرة‭ ‬تشريعية‭ ‬قُدمت‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجبهة‭ ‬الشعبية‭ ‬آنذاك،‭ ‬أما‭ ‬أن‭ ‬نذهب‭ ‬الى‭ ‬نص‭ ‬قانوني‭ ‬وتقني‭ ‬ونثقله‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬فهذا‭ ‬من‭ ‬شانه‭ ‬أن‭ ‬يعقد‭ ‬الأمور‭ ‬خصوصا‭ ‬عند‭ ‬عدم‭ ‬الأخذ‭ ‬برأي‭ ‬أهل‭ ‬الحل‭ ‬والعقد‭.‬

مسالة‭ ‬أخرى‭ ‬فاتت‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬تقديرنا‭ ‬لان‭ ‬العادة‭ ‬جرت‭ ‬بان‭ ‬تقدم‭ ‬الحكومة‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين،‭ ‬والحكومة‭ ‬تحبك‭ ‬مشاريعها‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تستأنس‭ ‬لجان‭ ‬البرلمان‭ ‬بالخبراء‭ ‬والمختصين‭ ‬وبكوادر‭ ‬الوزارات‭ ‬أيضا،‭ ‬والأصل‭ ‬في‭ ‬الأشياء‭ ‬أن‭ ‬نتبنى‭ ‬نفس‭ ‬التمشي‭ ‬ونعكسه‭ ‬بما‭ ‬ان‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بمبادرة‭ ‬نيابية،‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬كان‭ ‬يمنع‭ ‬الاستئناس‭ ‬برأي‭ ‬أهل‭ ‬الذكر‭ ‬وبالأطراف‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭ ‬بالموضوع‭ ‬وعدم‭ ‬فعل‭ ‬هذا‭ ‬يطرح‭ ‬سؤال‭ ‬الجدية‭ ‬والكفاءة‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬هؤلاء‭ ‬النواب‭ ‬الجدد‭ ‬الذين‭ ‬جاؤوا‭ ‬تحت‭ ‬يافطة‭ ‬محو‭ ‬صورة‭ ‬المجالس‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬أذهان‭ ‬التونسيين‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬صورا‭ ‬سلبية‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لتحقيق التنمية الاقتصادية، السلم الاجتماعي والإشعاع الدولي : التونسيون بالخارج طرف رئيسي في المعادلة

كشف مدير عام ديوان التونسيين بالخارج خلال شهر مارس الماضي أن عدد الجالية التونسية بالخارج …