يباع حاليا بين 24 و27 دينارا للّتر الواحد : زيت الزيتون لمن استطاع إليه سبيلا..!
لم تمر على انطلاق موسم جني الزيتون في تونس سوى بضعة أسابيع ومع بدايته كثر الحديث عن توقعات بارتفاع غير مسبوق لأسعار زيت الزيتون هذا الموسم، وقد لمس المستهلك هذا الارتفاع على أرض الواقع عندما عرض الزيت الجديد هذه الأيام بأسعار تتراوح بين 24 و27 دينارا للتر الواحد بنسبة زيادة تفوق 30 بالمائة.
وتوقع خبراء الاقتصاد في وقت سابق أن يصل سعر اللتر الواحد إلى 30 دينارا بداية من شهر فيفري أو مارس القادمين وفسروا ذلك بتوجيه أغلبية الكمية إلى التصدير وارتفاع الأسعار العالمية المتداولة وهي في حدود 90 % مقابل 10 % فقط توجه للسوق المحلية.
وأرجع أهل القطاع ارتفاع الأسعار بشكل ملفت إلى درجات الحرارة المرتفعة وفي هذا السياق أفاد أنيس الخرباش عضو المجلس المركزي لاتحاد الفلاحين أن العوامل المناخية ساهمت بشكل كبير في ارتفاع الأسعار خاصة وأن إسبانيا التي تنتج نصف إنتاج زيت الزيتون في العالم أصبحت تعاني من حالة جفاف حادة، وهذا ما جعلها تنتج فقط 620 ألف طن من زيت الزيتون خلال موسم الحصاد لعام 2022ـ 2023، أي أن إنتاجها تراجع عن الكمية المعتادة التي تنتجها من زيت الزيتون والتي تعادل 1.5 مليون طن.
وأوضح أنيس الخرباش في تصريح لـ االصحافة اليومب أن الأسعار الموجودة حاليا لا يمكن اعتبارها أسعارا مرجعية لأننا في بداية الموسم ولم تنطلق فعليا عملية الجني والعصر، وتابع الخرباش أن ذروة الإنتاج ستكون بين شهري ديسمبر وجانفي وبالتالي لا يمكن الحديث عن ارتفاع كبير في سعر اللتر الواحد من الزيت.
ودعا عضو المجلس المركزي لاتحاد الفلاحين المواطنين إلى عدم اقتناء الزيت بأسعار مرتفعة وانتظار ذروة الإنتاج حتى يتم تعديل الأسواق.
وتوقع أنيس الخرباش أن تتراجع الأسعار بداية من شهر ديسمبر ويرى أن سعر اللتر الواحد لن يتجاوز 20 دينارا أو 22 دينارا كحد أقصى أي بزيادة بين 10 و 20 بالمائة و هي زيادة مقبولة نسبيا وفق تقديره.
وتشير التقديرات الرسمية الأولية لمحصول الزيتون خلال الموسم الحالي بأنه سيبلغ نحو 200 ألف طن، مسجلا بالتالي تراجعا بنحو 17 بالمائة بالمقارنة بالموسم السابق الذي سجل محصولا بلغ 240 ألف طن.
ومن جانبه اعتبر عمار ضية رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك في تصريح لـ االصحافة اليومب أن النسق التصاعدي للأسعار خلال السنوات الأخيرة شمل تقريبا كل المنتوجات وكل الخدمات وزيت الزيتون ليس بمنأى عن هذه الزيادات.
وأشار عمار ضية إلى أن الديوان الوطني للزيت أصدر بلاغا الأسبوع الماضي ينفي فيه تدخله في تحديد أسعار زيت الزيتون المعروضة حاليا، وقال إن الأسعار تحدد حسب العرض والطلب معتبرا أنها سياسية تسويقية للرفع في سقف الأسعار حتى يتقبل المستهلك في ما بعد أي ارتفاع. ويأمل رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك تدخل الدولة لتعديل السوق وتحديد أسعار تتناسب مع المقدرة الشرائية للمواطن التونسي لافتا إلى وجود وسطاء ومضاربين مثلوا السبب الرئيسي في الأسعار المشطة لكل المنتوجات في البلاد.
وبالرغم من أن تونس ثالث مصدر عالمي لزيت الزيتون إلا أن سكانها يعانون من أزمة الزيت، حيث يجبر المواطنون على الوقوف في طوابير طويلة من أجل الحصول على قارورة زيت مدعم بسبب الظروف المعيشية الصعبة وعدم القدرة المالية على اقتناء زيت الزيتون الذي بات لمن استطاع إليه سبيلا.
وزيت الزيتون متجذر في الاستخدامات والعادات الغذائية للتونسيين وهو جزء من استهلاكهم اليومي ويعكس الروابط القوية الموجودة والمكانة التي تحتلها في الحياة اليومية التونسية.
و يأمل التونسيون أن تتدخل مؤسسات الدولة لإعادة زيت الزيتون إلى موائدهم وإمكانية تخصيص حصة من الإنتاج المحلي من زيت الزيتون لفائدة الأسر بأسعار مدعمة بما يمكن من زيادة الاستهلاك المحلي لهذه المادة مقابل التقليص من استهلاك باقي أصناف الزيوت النباتية التي تكلف الدولة ملايين الدينارات من العملة الصعبة لتوريدها.
تطلقها الوكالة التونسية للتكوين المهني لتمكين الشباب من مهارات مهنية مطلوبة في سوق العمل : قافلة متنقلة للتعريف بمختلف اختصاصات التكوين المهني في جميع مناطق البلاد
في إطار مواصلة جهودها لتعزيز التكوين المهني كمسار أساسي لتمكين الشباب التونسي من مهارات م…