شعوب تحتشد لنصرة الحق الفلسطيني فلسطين قضية أمّة..مخترقة للأجيال
للأسبوع الثالث على التوالي تستمر حرب الإبادة الجماعية للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة مخلّفة آلاف الشهداء والجرحى حيث شهدت الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت الهجمات الأعنف لجيش الاحتلال منذ بدء العدوان شاركت فيها نحو 100 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو إسنادا للاجتياح البري، وذلك بالتوازي مع مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار عربي يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والذي صوّتت تونس عليه بالامتناع لاعتباره دون سقف الانتظارات مقارنة بالوضع الخطير وغير المسبوق في قطاع غزة والذي يتطلب سقفا أعلى وأكثر وضوحا ودقة وأنه ذأي القرار- لا يتضمن محاسبة الكيان الصهيوني المحتل على جرائم الحرب التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني ومساواته بين الضحية والجلاد.
فامتناع تصويت تونس على القرار العربي في الاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة يأتي تماهيا مع موقف تونس رئاسة وشعبا الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية ودعما لا مشروطا للشعب الفلسطيني لاسترجاع حقه في كل فلسطين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والذي يرفض المساواة بين الضحية والجلاد.
كما يؤكد امتناع تونس عن التصويت على هذا القرار العربي رغم دعوته إلى دخول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار ـ وليس الفوري ـ رفضها مواصلة تمويه ومغالطة الرأي العام الدولي من خلال عدم تسمية الأشياء بمسمياتها بإغفال الإدانة الصريحة لجرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني وعدم المطالبة بمحاسبة المحتل على هذه الجرائم البشعة في حق الشعب الفلسطيني الذي لن يسقط بالتقادم.
وما حشود المظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية في تونس إلا تأكيد على الدعم الشعبي والسلطة ممثلة في رئاسة الجمهورية اللامشروط للشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقه وإقامة دولته المستقلة ووضع حد للسياسات العدوانية والوحشية تجاه المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ وإنهاء الاحتلال ومحاسبة المحتل الصهيوني على جرائمه المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني على امتداد عقود من الزمن.
وما حشود المظاهرات العربية والغربية الأخرى أيضا تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمساندة للشعب الفلسطيني إلا تأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وأنها قضية أمة حاضرة لدى كل الأجيال خاصة في تونس وفي أجزاء من الوطن العربي وان ما يحدث في غزة في الحقيقة هو صراع وجود مع كيان ظالم مغتصب قائم على القتل.
ويبدو أن الشعب التونسي وأغلب الشعوب العربية التقطت رسالة عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الفلسطينية حماس وأدركت تغيّر السياقات الإقليمية والدولية في اتجاه استغلال هذا التوقيت من أجل الدفع نحو تحرير الشعب الفلسطيني لكافة أراضيه وإعلاء سقف المطالب والدفاع عن حقوقه المشروعة، فالشعوب اليوم أصبحت تتطلع أكثر من أي وقت مضى للكرامة والانعتاق وهو ما يترجمه الخروج الكبير للشارع في مختلف الدول العربية وحتى في بعض الدول الغربية مساندة للقضية الفلسطينية العادلة والوقوف ضد العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي لم تستثن لا الأطفال ولا الشيوخ ولا النساء العزّل ولا المستشفيات والبيوت الآهلة بالسكان وفضح كافة ممارساته الوحشية واللاانسانية في مخالفة واضحة وفاضحة لكل المعاهدات والقوانين الدولية.
ولكن في المقابل مازالت بعض الأنظمة الغربية لم تلتقط الرسالة بعد وواصلت في مساندة الكيان الصهيوني المحتل وفي اعتماد الكيل بمكيالين دفاعا عن مصالحها، بل واستمرت في مغالطة الرأي العام من خلال تبرير ما لا يبرر واعتبار حرب الإبادة الجماعية التي يقودها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وكل ممارساته الوحشية دفاعا عن النفس.. فيما تعتبر قوى التحرر والمقاومة دفاعا عن الأرض والعرض وحق الشعوب في تقرير مصيرها وفي حقها في استقلال أراضيها إرهابا وتعد المقاومة بدورها حركات إرهابية وهي من المفارقات العجيبة والغريبة والمنافية للحقيقة والمخالفة للقانون الدولي وفي ضرب لكافة الحقوق الإنسانية.
وانطلاقا من هذه المفارقة يأتي أيضا تصويت تونس بالامتناع عن مشروع القرار الأممي باعتبار أن حركة المقاومة الفلسطينية هي حركة تحرر كغيرها من حركات التحرر الأخرى في العالم ضد الاستعمار أو الميز العنصري فمن حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن أرضه وعرضه ومن حق المقاومة الفلسطينية التصدي لآلة الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المتواصل بكل قوة وجبروت في كل شبر من غزة المحتلة وعلى المجتمع الدولي أن يعي باختلاف السياقات والمتغيّرات الإقليمية والدولية اليوم وأن ينتصر للحق ويستمع لصوت الشعوب وأن يقتنع بتطور الوعي الشعبي تجاه كل القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة، فقد أثبتت الوقائع مثلما أثبت التاريخ أن محاولات تزييف الوعي عبر وسائل الإعلام أو غيرها أثبتت محدوديتها فخروج الحشود من الشعوب للتظاهر يثبت ذلك ، كما يعطي صورة مشرّفة لشعوب تؤمن بالحرية وتتطلع للكرامة والانعتاق، وما هذا الدعم اللامشروط والمناصرة والمساندة المطلقة إلا وعي بعدالة القضية الفلسطينية،وسيظل يتطور جيلا بعد جيل، فالقضية الفلسطينية قضية أمّة.. مخترقة للأجيال.
عن تمسّك الدولة بالمرفق العام وضمان ديمومته..!
تمثل جملة الإجراءات العاجلة لفائدة ديوان الأراضي الدولية التي تم اتخاذها خلال مجلس وزاري…