أمام الدائرة القضائية المتخصصة في العدالة الإنتقالية احمد فريعة ورفيق الحاج قاسمي واطارات بالداخلية سابقا
نظرت أمس الدائرة القضائية المتخصصة في العدالة الإنتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في القضية عدد 11 المتعلقة بالشهيد مجدي المنصري وقررت المحكمة تأخيرها لشهر ديسمبر القادم لانتظار اكتمال النصاب القانوني للهيئة أثر التحاق بعض اعضائها للعمل بمحاكم أخرى أثر الحركة القضائية الأخيرة.
وقد حضرت في جلسة المحاكمة والدة الشهيد المنصري ولم يحضر أحد من الشهود، وبخصوص المنسوب اليهم الانتهاك فانه لم يحضر عدد منهم من بينهم أحمد فريعة والذي كان حضر في السابق وتم استنطاقه كما لم يحضر ايضا الناصر العجيمي (الذي صدرت في شأنه بطاقة جلب وتحجير من السفر) وعدة إطارات سابقة بالداخلية ،ووزير الداخلية الاسبق رفيق الحاج قاسمي.
وتعود اطوار القضية الى يوم 12 جانفي 2011 عندما شهدت منطقة حي التضامن مظاهرة شعبية لقي اثرها الشهيد مجدي المنصري حتفه بعد تلقيه رصاصة من مسدس احد اعوان الحرس لمركز 18 جانفي وقد تم القضاء ابتدائيا بسجن المتهم مدة 20 سنة من اجل القتل العمد.
وكان محمد الأمين العابد آمر الحرس الوطني سابقا حضر الجلسة باعتباره منسوبا له الانتهاك وقدم نسخة من استئناف حكم عسكري لسنة 2013 لاعتماد ما ورد صلبه في شأنه ومؤيدات أخرى أضيفت إلى الملف ملاحظا في خصوص إصابة الشهيد مجدي منصري انه تم فتح تحقيق في شأنه من قبل التفقدية الأمنية موضحا أن ما قام به الناصر العجيمي يعتبر عملا فرديا رغم أن المركز لم يخالف التعليمات في التصدي للاحتجاجات بصفة سلمية دون اللجوء الى استعمال الذخيرة الحية رغم أن مركز حرس حي التضامن تم تطويقه من قبل المتظاهرين والإعتداء عليه بالحجارة والزجاجات الحارقة قبل عملية قتل مجدي منصري.
وكانت والدة الشهيد مجدي المنصري قدمت في وقت سابق شهادة مؤثرة ذكرت فيها أن الشهيد كان الابن الأقرب لها وزوجها باعتباره الوحيد الذي يقيم بمعيتهما بجهة حي التضامن لذلك كانت هناك محاباة خاصة له حيث وضعت والدته على ذمته سيارتي أجرة “تاكسي” يستغلها أربعة سواق ويعود مدخولهما للشهيد فقط بل أن والدته كانت تمكنه كذلك من “مصروفه” الشخصي لأنه كان الابن الاقرب مما جعله يعيش في رفاهية تامة.
واكدت والدة الشهيد ان الشيء الوحيد الذي كان ينغص حياة مجدي هو جاره الناصر العجيمي وهو عون حرس حينها بمركز الحرس الوطني 18 جانفي بحي التضامن حيث كان يحس الشهيد بالتضايق منه باعتباره كان يطالبه في أكثر من مناسبة باقراضه مبالغ مالية متفاوتة وذلك ما كان يتم بالفعل حيث كان يقرضه المال تحت التهديد باعتبار ان مجدي لا يملك رخصة سياقة لسيارة التاكسي التي يملكها الا ان الشهيد مل من هذه التصرفات وقبل يوم من استشهاده قال الشهيد حرفيا لوالدته “ما عندي حتى مشاكل مع حتى انسان المشكل الوحيد في الناصر كرهني في حياتي يا ماما بيع الدار ونحب نسكن في الريف” وحينها أجابته والدته أنها لا تستطيع ذلك.
واضافت أنه في الليلة السابقة لاستشهاد مجدي وتحديدا بتاريخ 11 جانفي 2011 سمعت وزوجها طرقا شديدا على باب منزلهما واتضح ان الطارق هو الناصر العجيمي حيث لام زوجها على تواجد سيارة الشهيد بالطريق العام امام المنزل دون ادخالها الى الحديقة مما قد يعرضها للاعتداء فقام حينها الشهيد بادخالها.
وذكرت أم السعد في شهادتها أنه يوم 12 جانفي 2011 اتصل في حدود الساعة الثامنة مساء زوجها بابنها الشهيد وطلب منه العودة الى المنزل باعتبار أن الأجواء كانت مشحونة لوجود بعض الاحتجاجات والتعزيزات الأمنية خاصة على مستوى شارع “106” ومركز 18 جانفي وقد علمت لاحقا من شهود عيان بأن مجدي حين بلغ النهج المتفرع عن شارع “106” والمؤدي الى محل سكناهم منع من المرور من طرف أعوان الحرس والأمن الذين كانوا متمركزين بالمكان وكان من بينهم الناصر العجمي الذي توجه ابنها نحوه طالبا منه السماح له بالمرور للعودة الى المنزل قائلا له حرفيا “عمي الناصر خليني نروح “ اثرها ناداه الناصر العجيمي قائلا له “مجدي ايجا” ودعاه للتقدم في حين توجه مرافق ابنها الى أحد المتاجر وفي الأثناء سمع طلقا ناريا وحين التفت لمح مجدي يسقط أرضا بعد ان تم اطلاق الرصاص عليه.
قالت أم السعد “الناصر أعدم ولدي موش قتلوا” وواصلت الادلاء بشهادتها فذكرت انها كانت بالمنزل عندما قدمت اليها احدى الفتيات وأعلمتها وزوجها بما حصل لمجدي فخرجت أم السعد وزوجها حافيي الاقدام حيث وجدت ابنها ملقى أرضا وقد كسته الدماء التي كانت تنزف من أنفه وأذنيه وفمه وقالت والدة الشهيد “تصوروا راجلي ندب وأنا ماندبتش كي شاف ولدو” واضافت “رانا شفنا الي ما تتخيلوش في مخك الاعوان مدججين بالسلاح الأمن والأمان ما حسينهمش في الأمن الموجود نهارتها” وتحدثت أم السعد عن منعهما من الاقتراب من ابنهما قائلة “فقدوا الانسانية ..وكانوا بصبابطهم يدزوا فينا” وبقي مجدي ينزف لأكثر من نصف ساعة قبل ان يتم تمكينهما من نقله على متن سيارة أحد الاجوار الى المستشفى وعلى مستوى جهة قصر السعيد اعترضتهما دورية تابعة للحرس الوطني ومنعتهما من مواصلة الطريق وقام الأعوان بالاعتداء على والد الشهيد بواسطة مقبض البندقية مما تسبب له لاحقا في مضاعفات صحية تسببت في وفاته حسب ما أكدته الفحوصات الطبية وبعد أكثر من نصف ساعة سمح للسيارة بمواصلة الطريق الى مستشفى الرابطة وبوصولهما هناك اتضح ان مجدي فارق الحياة وأثبتت نتيجة التشريح الطبي الذي قام به الدكتور المنصف حمدون ان الوفاة كانت ناتجة عن طلق ناري واصابة مباشرة على مستوى القلب واكدت ان جمازة ابنها الملطخة بالدماء مازالت لديها بالمنزل وتحمل اثار مكان الرصاصة القاتلة.
اتهم باخفاء وثائق من ملفات ذات صبغة ارهابية : هذا ما تقرر في حق كاتب عام نقابة أعوان وموظفي العدلية …
قررت دائرة الاتهام بمحكمة الإستئناف بتونس احالة كاتب عام نقابة اعوان وموظفي العدلية حطاب…