الترجي يخسر الجولة الأولى ضد مازمبي 0ـ 1 أخـطـاء فــي الــدفــــاع وهـــــجـــــوم بــــلا مــــخــــالـــب
كان الترجي الرياضي قادرا على تحقيق نتيجة أفضل من الهزيمة بالحد الأدنى ضد مازمبي الكونغولي في ذهاب الدور ربع النهائي للدوري الافريقي لو نجح في التعامل بشكل أفضل مع الفترات التي سيطر فيها على مجريات اللعب وخاصة في الشوط الأول الذي كان في اتجاه واحد لصالح زملاء ياسين مرياح غير أن خطأ في التمركز حال دون تجسيم أفضليتهم قبل أن يتغيّر الحال في الشوط الثاني عندما مسك الفريق الكونغولي بزمام المبادرة وكسب معركة وسط الميدان متجاوزا بعض الوضعيات السانحة التي خلقها هجوم الترجي لتكون النجاعة الجزئية الحاسمة في النهاية.
وأجرى المدرب طارق ثابت تغييرين مقارنة بآخر مواجهة ضد الاتحاد المنستيري وكان الهدف الأساسي منهما إضفاء صبغة دفاعية على وسط الميدان من خلال التعويل على معتز الزدام مكان البرازيلي يان ساس وفرض الاستقرار في المحور بمواصلة هاني عمامو الظهور رفقة ياسين مرياح للقاء الثاني على التوالي غير أن عدم البناء على مكتسبات الموعد الرسمي الفارط كبّل الترجي وجعله غير قادر على استغلال نقاط قوته.
أخطاء فادحة
لم تسر الأمور مثلما كان يريد المدرب طارق ثابت بعد قبول الترجي هدفا في بداية المواجهة هو الأول منذ أربع مباريات حيث افتقد الخط الخلفي الصلابة المطلوبة وارتكب عديد الأخطاء المؤثرة التي كادت تزيد من المتاعب لولا يقظة الحارس أمان الله مميش، ولئن لم يرتكب هاني عمامو أخطاء كبيرة فإن التناغم كان غائبا بين ثنائي المحور ولاح ياسين مرياح بعيدا عن مستواه الحقيقي ويبدو أنه لم يكن جاهزا تماما للموعد المرتقب ليدفع الترجي الثمن بخسارة مباراة كانت في المتناول.
ولم تكن الخيارات في وسط الميدان موفّقة تماما رغم اجتهاد معتز الزدام العائد بعد غياب طويل غير أن الثلاثي الذي اعتمد عليه المدرب طارق ثابت لم ينجح في غلق المنافذ وخاصة من الرواقين ليجد مهاجمو مازمبي سهولة في اختراقهما وتكون الخطورة من الأطراف في الوقت الذي تراجع فيه مردود وسط ميدان الترجي بشكل كبير في الفترة الثانية حيث كسب الفريق الكونغولي أغلب الثنائيات وحرم منافسه من ايجاد آلياته المعتادة.
غياب العمق الهجومي
لعل العامل الأبرز الذي كبّل الترجي هو الرسم التكتيكي الذي اعتمده الإطار الفني من خلال العودة إلى طريقة 4-3-3 التي أثبتت عدم جدواها وكانت من الأسباب التي أدّت الى القطيعة مع المدرب معين الشعباني، ففي ظل غياب لاعب ارتكاز محوري قادر على إعطاء الصلابة المطلوبة لم يكن ثلاثي الوسط في قمة الجاهزية وهو ما برز في ضعف التنشيط الهجومي رغم الهيمنة النسبية في الشوط الأول والتي كانت عقيمة مع الفشل المتواصل في استغلال الكرات الثابتة التي كانت من الأسلحة الهامة سابقا.
واقتصر الخطر على التوغلات الجانبية من جانب الترجي حيث كان أسامة بوقرة قادرا على التسجيل في مطلع المواجهة قبل أن يغيب العمق الهجومي المطلوب في ظل تمركز الغامبي كيبا سو في الرواق الايسر ما أفرز تداخلا للأدوار وغيابا للحلول في عمق دفاع مازمبي، ولئن يمكن تفسير الإبقاء على يان ساس احتياطيا لتفادي المجازفة فإن الإبقاء على مواطنه رودريغو رودريغاز كورقة بديلة كان خيارا خاطئا من المدرب طارق ثابت بحكم قدرة البرازيلي على ايجاد الثغرات وصنع الخطر مثلما كان الحال مباشرة بعد دخوله حيث مهّد لهدف ألغاه الحكم السوداني بداعي التسلل.
وعادت المشاكل الهجومية لتطرح نفسها من جديد حيث افتقد الترجي للنجاعة رغم السيطرة على جانب مهم من المباراة وكذلك ضعف دفاع مازمبي الذي كان مهتزا كلّما رفع زملاء حسام تقا النسق أو لعبوا من الأطراف وبالتالي سيكون تلافي النقائص دفاعا وهجوما مطلوبا في لقاء العودة من أجل تحقيق الترشح.
بعد عودة الهدوء : خــــطــــــة مـــــتــــــوازنـــــة للــــغـــــرايـــــري
استأنف المدرب غازي الغرايري مهامه بصفة عادية يوم الخميس بعد أن لوّح بالانسحاب في أعقاب رفض…