في ظل تعقّد الأوضاع في غزة والعجز عن إيقاف الجريمة الصهيونية المنظمات العربية تتحول إلى عناوين فشل و«خذلان»..!
في ظل المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة على امتداد أكثر من أسبوعين ومواصلة الكيان الصهيوني نهجه الانتقامي من المقاومة الفلسطينية من خلال ارتكاب مجازر ضد المواطنين الفلسطينيين يتواصل الغياب العربي.
فبالرغم من قساوة وخطورة الممارسات الصهيونية من خلال ابادة سكان هذا القطاع وتهجيرهم، فانه لا وجود لقرارات عربية نافذة ولا تحركات ناجعة لإيقاف هذه الممارسات. ليقف الحراك في مستوى الشعوب التي هبّت الى الخروج في مسيرات منددة بالاحتلال الاسرائيلي ومعبرة عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وهبّت كذلك الى جمع التبرعات التي لا يمكن الجزم بوصولها الى غزة الموضوعة تحت الحصار البري والبحري والجوي.
ومقابل ما تجده إسرائيل من دعم إقليمي ودولي رغم ممارساتها اللاإنسانية وتعدّيها على كل المعاهدات الدولية في حربها على قطاع غزة، نجد الفلسطينيين الذين يقتلون يوميا بالعشرات او حتى بالمئات كما حصل في قصف مستشفى المعمداني الأسبوع الفارط، يعانون كل اشكال العزلة. وحتى المظلة التي تجمع الدول العربية وسميت بجامعة الدول العربية عجزت عن التدخل فاكتفت باجتماع يتيم لوزراء خارجية الدول الأعضاء فيها ولم يجمعوا في ختامه على البيان الذي تم إصداره.
والحال أيضا ونحن نتحدث عن جامعة الدول العربية الحاضرة ولو شكلا في الساحة الإقليمية والدولية يمكن ان نستحضر وجود ما يسمى اتحاد المغرب العربي الذي لا ولم نسمع له صوتا حول هذه القضية ما يدعو الى التساؤل عن الفائدة أصلا من وجوده. وكذلك يمكن استحضار المبادرة المصرية بتنظيم قمة القاهرة للسلام التي باءت بدورها بالفشل بسبب التوصل إلى إعلان مشترك نظرا لوجود خلافات عميقة بين المشاركين فيها.
وبالحديث مع المحلل السياسي الجمعي القاسمي حول ضياع مصداقية المنظمات والأنظمة العربية الذي عرّته القضية الفلسطينية أكد ان مصداقية الجامعة العربية التي توصف ببيت العرب سقطت نهائيا منذ تسعينات القرن الماضي عندما شرّعت العدوان الثلاثيني على العراق. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فهي ساقطة باعتبار ارتهانها لحسابات سياسية، ما جعل هذا المنتظم العربي يفقد البوصلة واصبح من يدفع اكثر للجامعة هو الذي تكون مواقفه واضحة في البيانات.
وأضاف ان ما وصلته القضية الفلسطينية من خلال عملية طوفان الأقصى نقطة في غاية الأهمية باعتبارها نفضت الكثير من الغبار على هذه القضية التي تلاشت منذ انطلاق ما سمي بالربيع العربي لتدخل في غياهب النسيان. وهو ما جعل الكيان الصهيوني والأنظمة العربية الأخرى ترى في ذلك االخريف الخطيرب الذي دمر اركان الامن القومي العربي فرصة لإنهاء هذه القضية، لكن العملية الأخيرة أعادتها الى صدارة الاهتمام العربي والعالمي ما يعني ان الحاصل اليوم أصبح يدفع وبشدة الى التساؤل حول ما بعد هذه العملية. ذلك ان المشهد الراهن يحيلنا على إمكانية حصول تطورات تجعل المنطقة تقترب تدريجيا من حرب إقليمية ستغير شكل وخارطة الشرق الأوسط.
وأكد على ان مؤسسات العمل العربي المشترك قد تفككت منذ سنوات ولم يعد لها أي دور او تأثير فعلى صعيد منطقتنا المغاربية فان اتحاد المغرب الكبير نائم او في موت سريري منذ سنوات نتيجة خلافات بين عدد من البلدان المكونة له ولم يعد له أي دور ولا أي تأطير في سياق التوازنات الإقليمية او الدولية. وبالرغم من وجوده كهيكل له امينه العام وله مؤسساته وميزانية ومصاريف لكنه بقي من الداخل خاويا وليس له شيء ولا فاعلية.
وكمثال لتأكيد ما ذهب اليه، عرج محدثنا على ملف الهجرة الذي تعاني منه تونس حيث أشار الى ان اتحاد المغرب العربي كتكتل إقليمي كان بإمكانه ان يلعب دورا في مساندة موقف تونس في هذا الملف الذي وجدت نفسها تتفاوض فيه منفردة مع تكتل أوروبي يضم ستة وعشرين دولة. ليشدد على ان الوضع كان سيختلف لو دخلت تونس المفاوضات حول ملف الهجرة في إطار كتلة واحدة تضم الجزائر والمغرب وليبيا باعتبار ان الموضوع يهم كل هذه البلدان ولتم رفع سقف التفاوض الذي يتطلب قوة تفاوضية. وكذلك الشأن بالنسبة للدخول في مفاوضات تهم الملف الاقتصادي سواء مع الاتحاد الأوروبي او مع أي تكتل آخر. ليبين في المقابل ان غياب اتحاد المغرب العربي يكلف من 3 الى 5 بالمائة نقاط نمو سنويا لدول المغرب العربي.
وبالنسبة للجامعة العربية أكد المتحدث مرة اخرى على انها منتهية منذ عقود في عيون المواطن العربي وأصبحت اشبه ما يكون بصندوق بريد لبعض الدول العربية ذات الإمكانيات المالية الكبيرة لتمرير اجنداتها التي لا علاقة لها بمصالح الشعوب العربية. وذلك ما يفسر انه رغم خطورة ما يجري الآن في غزة فان هذه الجامعة عجزت عن دعوة القادة العرب لعقد قمة، وتم الاكتفاء باجتماع في مستوى وزراء الخارجية، شهد هو الأخير اختلافا حول مضمون بيانه الختامي.
أما فشل قمة القاهرة للسلام انما يرى محدثنا انها بطريقة او بأخرى تعكس الفشل العربي الذي حاول الرئيس المصري تعويضة بهذه القمة، التي جاءت بدورها متسرّعة ودون إعداد جيد لها ما ادى بها للفشل. ليؤكد الجمعي القاسمي على انه لا يمكن الحديث عن عملية سلام والحرب قائمة وجيش الاحتلال يواصل جرائمه ضد الفلسطينيين، وهو ما لا يعطي أي قيمة للحديث عن السلام.
الخبير الأمني علي الزرمديني لـ«الصحافة اليوم» : تحديات أمنية حقيقية أمام إمكانية دفع العناصر الإرهابية في سوريا للعودة الى أوطانهم
بعد إعلان مقاتلي المعارضة السورية أمس الأول الإطاحة بنظام الأسد،تم تداول مقاطع فيديو تظهر …