المد التضامني دعما للشعب الفلسطيني واجـــــب إنــــــــســــانـــــــي ..!
فإثر جريمة حرب فيها ضرب لكل المعاهدات الدولية بعد قصف مستشفى المعمداني بغزة ثارت الشعوب العربية وعبرت عن رفضها الشديد لهذه الجريمة النكراء ودعت قادة العالم إلى التدخل السريع وفتح الحدود حتى تصل الإمدادات التضامنية للمدنيين العزل.
لطالما كان الشعب التونسي سباقا في التفاعل السريع والمباشر مع كل ما يمر به الشعب الفلسطيني وانطلقت الحملات التضامنية في تونس منذ بداية العدوان الإسرائيلي وبدأت عمليات جمع التبرعات من ملابس وأغذية وأدوية وغيرها في رسالة تضامنية إنسانية.
وقد أقلعت أول طائرة عسكرية تونسية محملة بالمساعدات للفلسطينيين يوم الأحد الفارط 15 أكتوبر الجاري، ليؤكد الهلال الأحمر وكل المنظمات الإنسانية أنها مُجندة لإغاثة كل مكونات الشعب الفلسطيني وهي الدفعة الأولى من المساعدات التي تم توجيهها، وستليها دفعات أخرى.
فبالرغم من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب والدقيق الذي تمر به البلاد التونسية خلال السنوات الأخيرة إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمام الكثيرين للتفاعل مع الحملات التضامنية وجمع المساعدات للشعب الشقيق ليس من باب المنة والشفقة وإنما هو تضامن مع المبادئ والقيم والنضال المشترك بين الشعوب.
فالتضامن الحقيقي هو ذلك المتأصل في القوى السياسية والاجتماعية على أرض الواقع، أي الشراكة النضالية، في شبكات العمل وتبادل الأفكار المشتركة مع أقرانهم في المجتمعات الأخرى وإذا ما كان التضامن متجذرا في القاعدة فستكون له نتائج.
الحرب على فلسطين ومهاجمة المدنيين العزل وعمليات تهجيرهم الممنهجة من قبل العدو الصهيوني يدفع بالشعوب العربية والمسلمة للتحرك لدعم هذه القضية الإنسانية والوجودية لا بجمع الإعانات والمساعدات فقط بل بمساندة القضية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في وطن حر ومستقل.
لقد أثارت صور العدوان الإسرائيلي على المدنيين تفاعل وغضب العديد، ولكن هذا لا يكفي فالشعب الفلسطيني بحاجة إلى مساندة فعلية على أرض الواقع لإنقاذ الأرواح ودعم العائلات المشردة بسبب الاعتداء الغاشم. إن حملات التضامن وطائرات المساعدات لا تكفي، بل يجب أن يضمن وصولها إلى الفلسطينيين العزل.
لم تكن فلسطين يوما قضية الشعب الفلسطيني وحده، بل كانت لها أهميتها في النضال العربي ضد الامبريالية الغربية، مما جعلها قضية العرب المركزية في إطار الكفاح العربي من أجل تقرير المصير ولكسر أغلال التبعية للغرب، على الصعيد الاقتصادي والسياسي، وأيضا للابتعاد عن الأجندات الرجعية.
المد التضامني مع الشعب الفلسطيني هو واجب إنساني على كل الشعوب دون استثناء ولابد أن يتواصل الضغط على الحكومات العربية وعلى المنظمات الإنسانية الدولية حتى تلتزم بالقانون الدولي والمعاهدات وتنفذه على أرض الواقع والوقوف ضد الجرائم الوحشية التي يقترفها يوميا الكيان الصهيوني.
لوضع حدّ لنقص وفقدان بعض المواد الغذائية : تكثيف الرقابة و تجديد آلياتها.
مازالت السوق التونسية تسجل ندرة في عدد من المواد الغذائية الأساسية خلال هذه الفترة يرافقها…