إطلاق الاستراتيجية الجديدة للتمكين الاقتصادي للنساء نحو الانتقال من الهشاشة إلى رحاب المبادرة والإنتاج
في إطار مخطّطاتها التّنموية وبرامجها الهادفة إلى دعم حقوق النّساء والفتيات في الأوساط الرّيفيّة وحمايتهن ضدّ كلّ المخاطر والتّهديدات الاجتماعيّة والاقتصادية والصحية أعلنت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية عن إطلاق مسار إعداد الإستراتيجية الوطنية الجديدة للتمكين الاقتصادي للنساء والفتيات في المناطق الريفية في أفق 2030 التي سوف تأخذ بعين الاعتبار التّغيرات الاجتماعيّة والمناخيّة والاقتصاديّة والدّيمغرافيّة وتتداخل في تنفيذها جميع الهياكل.
يأتي ذلك اعترافا بالدّور الاستراتيجيّ للنّساء والفتيات في الوسط الريفي في ضمان الأمن الغذائي وحماية المناطق الريفيّة من التّصحّر البيئي ، و تأكيدا أيضا لمركزية دورهن في مسار التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة والانتقال بهنّ من الهشاشة إلى الصمود الاقتصادي ورحاب المبادرة والإنتاج ومساعدتهنّ على النّفاذ إلى دوائر الإنتاج والانتاجيّة وقد أكدت آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن خلال ورشة عمل نظمت بهذه المناسبة على مُراهنة الوزارة، ضمن سياستها العموميّة ،على اتّخاذ كلّ التّدابير الكفيلة بدعم هذه الفئة للنّهوض بها وتقوية صمودها لمقاومة التّبعات السّلبيّة لكلّ التّغيّرات ولجميع أشكال العنف أو الهشاشة ضمانا لحقّهنّ في عيش كريم.
و تمكّنت الوزارة من خلال البرامج والمشاريع المدرجة ضمن محاور االإستراتيجية الوطنيّة للتّمكين الاقتصادي والاجتماعي للنّساء والفتيات في الوسط الرّيفي 2017 – 2020ب من إحداث ودعم 34 مجمعا تنمويّا نسائيّا لفائدة 1076 منخرطة بجملة اعتمادات تفوق 1.8 مليون دينار بـ 12 ولاية هي كل من سيدي بوزيد وسليانة ومنوبة وجندوبة وبن عروس والقيروان ونابل والمهديّة والقصرين وقبلي وسوسة وزغوان كما تمّ إحداث 1098 مورد رزق في جميع ربوع الجمهوريّة وفي مجالات واختصاصات متنوّعة في إطار تنفيذ برنامج التّمكين الاقتصادي لأمّهات التّلاميذ المهدّدين بالانقطاع المدرسي الذي مكّن من نجاة 4438 من الانقطاع القسريّ عن الدراسة باعتمادات فاقت 4 مليون دينار محمولة على ميزانيّة الوزارة.كما تم أيضا تمكين 276 عاملة فلاحة من موارد رزق في مختلف برامج التّمكين الاقتصادي للوزارة، وإطلاق البرنامج الخصوصي للتّمكين الاقتصادي للعاملات في القطاع الفلاحي في تجربته النموذجية التي شملت تسليم 75 مورد رزق لفائدة العاملات الفلاحيّات الموسميّات بولايتي سيدي بوزيد والقيروان باعتمادات بلغت 1 مليون دينار، ويتم حاليا العمل على تعميم التجربة تدريجيّا على ولاية القصرين وتحديدا معتمدية حاسي الفريد ثمّ بقيّة الولايات خلال سنة 2024 والترفيع في الاعتمادات المرصودة لهذا البرنامج لتبلغ 2.5 مليون دينار بهدف إحداث 150 مورد رزق جديد لفائدة النّساء والفتيات العاملات في الوسط الفلاحي.
وباعتبار التلازم بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي أحدثت وزارة الأسرة فضاءات متعدّدة الاختصاصات لفائدة النّساء والفتيات في المناطق الرّيفيّة تلبية لحاجتهنّ إلى تقريب الخدمات بجميع أنواعها بما ييسر اندماجهنّ الاقتصادي والاجتماعي من خلال فتح وتهيئة وتجهيز ثلاثة فضاءات متعدّدة الاختصاصات لفائدتهنّ في كلّ من قطب الإشعاع بعين البيّة من معتمدية فرنانة بولاية جندوبة وبوعمران من معتمدية القطار بولاية قفصة وجزّة من معتمدية تاجروين بولاية الكاف وهي فضاءات تؤمّن خدمات الإنصات والتّوجيه والإعلام والتّوعية والتّثقيف القانوني والإرشاد في المجالين الصّحّي والاجتماعي وتساهم في نشر ثقافة المواطنة ودعم روح المبادرة والعمل الجماعي إلى جانب خدمات التّرفيه والتّنشيط الثّقافي.
وتنتصر جميع هذه المشاريع وفق الوزارة لحقّ النّساء الكادحات في الوسط الرّيفي لإخراجهنّ من الهشاشة إلى قوّة الفعل والإنتاج. مؤكدة بان هذه الجهود التي تسنّى بفضل مختلف آليّاتها إحداث أكثر من 4500 مشروع نسائيّ جديد، سوف تتواصل وستتعزّز مستقبلا بأكثر إصرار وتؤكد الإحصاءات الدّيمغرافيّة، تطوّر عدد النّساء في المناطق الرّيفيّة إلى 1.78 مليون امرأة أي 32 % من مجموع النّساء و50,4 % من إجماليّ سكّان الرّيف في تونس. كما تمثّل النّساء في الوسط الرّيفي 70 % من مجموع اليد العاملة في القطاع الفلاحي، إلا أنّهن لا يمثلنّ سوى 15 % من القوّة العاملة القارّة و8 % من عدد المشغّلين.
القطاع الصحي : إجراءات استعجالية تشمل إحداث لجنة لتحديد أسعار الأدوية
وسط مؤشرات تحيل اغلبها على تراجع خدمات القطاع الصحي العمومي نتيجة ضعف التمويل والاستثمار ف…