مشاركة تونس في اجتماع وزراء خارجية دول إفريقيا ودول أوروبا الشمالية بالجزائر تعزيز التعاون لمراجعة التحدّيات المشتركة…
شارك وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار في أشغال الدورة العشرين لاجتماع وزراء خارجية دول إفريقيا ودول أوروبا الشمالية الذي انعقد تحت شعار اإفريقيا ودول شمال أوروبا: تقوية الحوار على أسس القيم المشتركةب.
وقد احتضنت الجزائر هذا الاجتماع الذي انطلق أمس الأول وتواصلت اشغاله ثلاثة أيام، وشارك فيها حوالي عشرين وزير خارجية، ونواب وزراء ومسؤولين حكوميين وشخصيات ترأس هيئات مهمة تابعة للاتحاد الإفريقي، يمثلون حوالي ثلاثين دولة بما فيها دول شمال أوروبا الخمس وهي السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا وأيسلندا. حيث كانت لوزير الشؤون الخارجية نبيل عمار لقاءات ثنائية مع نظرائه في شمال أوروبا والعديد من الدول الأفريقية المشاركة لاستعراض العلاقات الثنائية ولمناقشة سبل تعزيزها وتبادل الآراء حول مختلف المواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع.
وقد تضمن برنامج الاجتماع حسب وكالة الانباء الجزائرية ثلاث ندوات تناولت الأولى موضوع السلم والأمن وترقية الحوار من أجل حلحلة النزاعات، وتناولت الثانية الشراكة الاقتصادية بين إفريقيا ودول شمال أوروبا، أما الثالثة فتناولت موضوع تعزيز التعاون متعدد الأطراف بين المجموعتين داخل الهيئات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة. اما الأهداف التي تم تحديدها فتتمثل في البناء على المكتسبات المحققة في الدورات السابقة وتعزيز الحوار والتشاور بين الدول الإفريقية ونظيرتها من دول شمال أوروبا حول عديد المسائل الهامة المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين والتنمية المستدامة والشراكة الاقتصادية، وتوطيد التعاون بينهما على مستوى الهيئات الدولية لاسيما على مستوى الأمم المتحدة، بما يمكن من المساهمة في تعزيز كل ما يمكن أن يسمح بتقوية النظام العالمي متعدد الأطراف وإيجاد السبل الكفيلة لمواجهة التحديات المترتبة عن تدهور المناخ وتزايد الهجرة والإرهاب العابر للحدود. هذا الى جانب البحث في الطرق الممكنة للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري وتفعيل الفرص المطروحة لتوسيع الشراكة والاستثمار في الاتجاهين الشمال أوروبي والافريقي.
حوار ضروري وحيوي…
وفي هذا الإطار نوه الديبلوماسي السابق احمد ونيس في التصريح الذي ادلى به لـاالصحافة اليومب بأهمية مثل هذا الاجتماع لما يفتحه من قنوات حوار بين افريقيا وبين الدول الأوروبية بما في ذلك البلدان الاسكندنافية. واعتبر ان مبدأ الحوار الصريح ضروري بل حيوي خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر الجاري. ليوضح ان دول أوروبا الشمالية ليست كلها أعضاء في الاتحاد الأوروبي فالنرويج وايسلندا هي اليوم خارجه اما السويد وفنلندا والدنمارك فهي أعضاء فيه ومع ذلك فان جميعها اصطفت مع هذا الاتحاد في تعاطفه مع إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين في غزة وانكار حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته وعن وطنه، وذلك بالرغم من السياسة الخارجية لهذه الدول الخمسة التي تقوم على الحياد في ما يخص العديد من القضايا.
وبالتالي حسب محدثنا فان الحوار ولِمَ لا المساءلة بين الدول الافريقية بعضها البعض وبينها وبين دول شمال أوروبا وهي مساءلة وجيهة وضرورية. ليضيف ان هذه الدول واولها ايسلندا ثم السويد قد اعترفتا بالدولة الفلسطينية ومن دول جنوب أوروبا قامت كل من قبرص ومالطا بنفس الشيء في المقابل تنكرت بقية دول أوروبا الغربية لذلك. ويرى المتحدث ان مثل اجتماع وزراء خارجية الدول الافريقية ودول شمال أوروبا الذي احتضنته الجزائر يعتبر مناسبة هامة لمساءلة البلدان المعترفة بالدولة الفلسطينية حول عدم اعترافها بحق المقاومة واعتبارها إرهابا.
وحول أهمية الحضور التونسي في هذا الاجتماع بين الأستاذ احمد ونيس انها لا تنتسب الى منظمة إقليمية جهوية بحكم غياب المغرب الكبير. وبالتالي في تقديره تونس تعاني من التناقضات ضمن المنطقة التي تنتمي اليها وهي المغرب الكبير، بحيث لا تمثل في هذا الاجتماع الا نفسها في حين الدول الإسكندنافية لها تشكيلة برلمانية وسياسية وتضامنية في ما بينها ولها تبادل حر في ما بينها وتنتسب جلها ما عدا ايسلندا الى حلف الناتو في حين تونس في هذا الاجتماع لا تمثل الا نفسها فهي ليست منخرطة في منظمة إقليمية خلافا لدول جنوب الصحراء، اذ هناك افريقيا الغربية وافريقيا الشرقية وافريقيا الوسطى وافريقيا الجنوبية، في حين في شمال افريقيا هناك تخلف في هذا التنظيم السيادي وكل دولة لا تمثل الا نفسها ما يجعل الأصوات المنفردة بما في ذلك الصوت التونسي لا يمكن ان يكون لها وزن مهم ومقنع، خاصة وان بلادنا تعاني من ازمة اقتصادية ومالية ومحتاجة الى تضامن شركائها الأوروبيين الذين اصبحوا اليوم حلفاء لإسرائيل في حين تونس في طرفي نقيض معها. لذلك فان اقصى ما يمكن ان تقوم به تونس اليوم هو مساءلة هؤلاء الشركاء حول المبادئ والحريات واحترام مبدإ المساواة بين الشعوب بعد ان تمت خيانة هذا المبدإ.
وفي علاقة بالشأن الافريقي فانه في ظل عدم وجود الكثير من التفاصيل حول سيرورة الاجتماع ومخرجاته أكد محدثنا على ان السياق الدولي والإقليمي الحساس الذي ينعقد فيه وما يميزه من اضطرابات وأزمات بما في ذلك ما هو موجود في افريقيا فإنّ أهم ما وجب الخروج به هو سبل مساعدة الدول الإفريقية على تجاوز مشاكلها وتحقيق تنميتها وأمنها خاصة وان دول شمال أوروبا تمثل طرفا دوليا فاعلا في مجال تقديم المساعدة الإنسانية لإفريقيا.
أثبتت جدارتها وقدرتها على العمل في إطار مقاربة تجمع بين الأمن والتنمية : المؤسسة العسكرية عنوان بناء وتشييد..
مثّل اللقاء الذي جمعه أمس الأول بوزير الدفاع خالد السهيلي مناسبة اطلع خلالها رئيس الجمهوري…