لنفترض ـ جدلا ـ ان حركة حماس حركة ارهابية ولنفترض ـ أيضا ـ بان عملية اطوفان الاقصىب عملية ارهابية… نفترض ونسأل: ..وماذ نسمي حرب الابادة التي تخوضها دولة الاحتلال ضدّ أهالي غزة…؟ ما العنوان الممكن على رأس المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة..؟
الكيان المحتل يقول بأنه ادولةب ويتعامل معه العالم على أنه ادولةب ومؤسسات ونظام حكم ملتزم بالمواثيق والقوانين الدولية… فهل ثمة ادولةب أكثر إجراما من دولة الاحتلال…؟ هل ثمة دولة بهذه الاخلاق التي تجيز لها ارتكاب المجازر في حق النساء والاطفال والشيوخ العزل؟… هي ـ بهذا المعنى ـ ادولة مجرمةب وبلا أخلاق وكل تحالف معها أو تطبيع أو اعتراف أو تعاطف هو شكل من أشكال التواطؤ مع دولة ترتكب جرائمها على المباشر التلفزيوني…
نتنياهو يصف حركة حماس بالارهاب والبربرية ويؤيده في ذلك الكيان الاوروبي وتدعمه أمريكا التي لم يتردّد رئيسها ابايدنب في القول ابأن العالم الحرّ مطالب الآن بالتعاطي مع حماس كحركة إرهابيةب… ويوافقه رئيس الكنيست الصهيوني الذي أضفى على العدوان بعدا اخلاقيا حيث قال بالحرف الواحد :الا يوجد شيء أخلاقي أكثر مما نقوم به الآن في غزة…ب وعلى الجانب الآخر يحث رئيس دولة الاحتلال باستمرار على وحدة الكيان الاسرائيلي في مواجهة عدوّه الارهابي… لقد توحدت دولة الاحتلال ـ بالفعل ـ رئاسة وحكومة ومؤسسات وأحزابا ووحدوا ـ أيضا ـ مصطلحاتهم وأعطوا للحرب على غزة عناوين تبناها الاعلام الصهيوني والاعلام الغربي الامريكي:
فهي حرب نور ضد الظلام وهي حرب ضد شيطان ملعون وحرب ضدّ الشر وضد البربرية والتوحش وهي في الاخير وفي الاصل معركة استئصال لحركة حماس وهذا مشروع قديم تجدد في اللحظة غير المتوقعة أو المتوقعة لكأنّه مدبّر له مسبقا… وهذه مسألة سنتناولها بحذر..
فمقابل وحدة الكيان المحتلّ مؤسسات وأحزابا واعلاما يبدو الداخل الفلسطيني وعلى المستوى السياسي منقسما وغير منسجم ـ تماما ـ بل ثمّة تحريض غير خافٍ ضد احركة حماسب بتحميلها ثقل الخسائر البشرية التي تكبدتها غزّة وما تزال فهي المتسبب في هذه المأساة بإعلانها اطوفان الاقصىب احاديا دون استشارة السلطة الفلسطينية والتي أعلنت أول أمس على لسان رئيسها محمود عبّاس بان احركة حماس لا تمثل الشعب الفلسطينيب وذلك خلال مباحثات هاتفية أجراها مع رئيس جمهورية فنزويلا حيث أكد ابأن سياسات وأفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني وان برامج وقرارات منظمّة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الشعب الفلسطيني بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينيب وقد سبق للرئيس محمود عباس ان دعا لاطلاق الاسرى من الجانبين اضافة الى التأكيد على االمقاومة الشعبية السلمية والعمل السياسي كطريق للوصول الى الاهداف الوطنية…ب.
وهنا يعود الرئيس عباس الى لبّ الخلاف بين حركة حماس وفتح (رغم تعديله لموقفه الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية اوفاب) والتي كانت سببا في اعداء دمويب بين الطرفين فإضافة الى عدم اعتراف حركة حماس ابدولة الكيان الصهيونيب وتطالب بتحرير كامل الاراضي التاريخية فإن الحركة تتبنى نهج الكفاح العسكري ضد الاحتلال وهو السبيل الوحيد لانهائه كما ترفض الحركة الاعتراف بكل الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير مع الكيان الصهيوني وخاصة اتفاق أوسلو ما زاد في توسيع الخلاف بين حماس ومنظمة التحرير التي تتبنى في المقابل منهج المقاومة السلمية ومبدأ التفاوض السلمي مع العدو بل إن المنظمة لم تتردد في دعوة حماس الى تسليم سلاحها الى السلطة الفلسطينية وكان ذلك في تصريح أدلى به حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ابأن سلاح المقاومة ليس شأنا تنظيميا ولا فصائليا وان المصالحة لا تتم الا بوجود سلاح واحد وسلطة واحدة وقانون واحدب وذلك في اشارة مباشرة الى ما تمتلكه كتائب القسام من عتاد عسكري وقد اغضب هذا التصريح حركة حماس التي ردّت بان فكرة نزع سلاح حركة حماس خط أحمر وان ذلك لن يتم طالما استمر الاحتلال الصهيوني…
والواقع ان تصريح الرئيس محمود عباس وقوله بأن حركة حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني بما في ذلك افعالها وسياساتهاإنما يزيد في دعم الموقف الصهيوني ومن اثمة المواقف الدوليةب بل من شأنه عزل حركة المقاومة بما يدعم اعتبارها حركة ارهابية… تصريح عباس يجيء في غير توقيته وهو عنوان تفرقة وفتنة داخلية تحرض على حركة المقاومة وتضفي على جرائم الاحتلال اشرعية الدفاع عن النفسب… وكان على رئيس السلطة الفلسطينية ان لا يتورط في مثل هذه التصريحات العدوانية في مثل هذا التوقيت القاتل وحتى لا يستعيد الرأي العام العربي ما حدث بداية التسعينات (سنة 1993) حين تعرضت حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة لحرب استئصال ممنهجة قادتها أمريكا ونفذتها اسرئيل بالتواطؤ مع السلطة الفلسطينية في مستوى التنسيق الامني وقد بدأت عملية الاستئصال والاجتثاث منذ اتفاقية أوسلو ووصلت الى اقصاها بعد الانقسام الفلسطيني حيث اطلقت السلطة الفلسطينية حملات اعتقال واسعة ضد قيادات حركة حماس وجهازها العسكري.
الرئيس الفلسطيني يضغط بقوة على الجرح الفلسطيني ويعيد الىالاذهان رواية االاخوة الاعداءب لكن بعناوين خاطئة وفي التوقيت غير المناسب في تماهٍ مع مواقف العدو الصهيوني وحلفائه…
عود على سؤال البدء:
لنفترض ان حركة حماس حركة ارهابية ولنفترض بان عملية اطوفان الاقصىب عملية ارهابية… لنفترض ذلك ونسأل:
فما العنوان الذي يليق بالمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وعلى المباشر التلفزيوني…؟ وما الاولوية الآن… استئصال احركة حماسب ام انقاذ أهالي غزة من عملية ابادة جماعية بلغت ذروتها…؟
على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس ان يجيب عن سؤال الأولوية حتى نفهم…!
زعيم المعارضة في دولة الاحتلال قال في تصريح إعلامي اسنسلّم غزّة إلى السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عبّاس مباشرة بعد استئصال حركة حماسب على حد تعبيره..
وكما هو واضح فإنّ االهدف الأسمىب استئصال حماس من المنطقة بما يعنى إنهاء كل أشكال المقاومة المسلّحة ما يرضي الاحتلال ومنظمة التحرير التي تؤمن بالحوار السلمي طريقا لتحرير الأرض..
«مجلس أعلى للثقافة».. من أجل إعادة البناء..!
من أكثر القطاعات التي تحتاج الى «حرب تحرير وتطهير» كبرى، قطاع الثقافة و«ثكنته البيروقراطي…