لمواجهة أزمة اندثار بعض الحرف التقليدية نحو بعث برامج تدريب وتكوين مهني في اختصاصات مهدّدة
بساحة الهادي شاكر الرابطة بين باب الديوان وقصر البلدية المعروفة بساحة مائة متر وسط مدينة صفاقس وهي القلب النابض للجهة انهمك الحرفي احمد الطريقي في صناعة غربال يدق جانبيه المصنوعين من خشب الأشجار بالمسامير ليثبت القماش الذي يتوسطه ويتفقد الأطراف ويحكم قبضته على المطرقة حتى يستقر المسمار في الخشب بطريقة لا تسمح بتمزق القماش.
امنذ طفولتي رافقت جدي الذي كان يمتهن حرفة صناعة الغربال التي ورثها عن والده وخبرت تفاصيل الحرفة وشببت على صناعتها الى يومنا هذاب يقول احمد ومرارة بالحلق اذ أن حرفة صناعة الغربال في طريقها الى الاندثار لأنه لم يتمكن من إقناع الشباب بمواصلة المشوار وكلما حاول تدريب احد الصبيان من الجهة إلا وكان السؤال اكم سأربح؟ب وإذا ما عرف أن المردود المالي يعتبر ضعيفا إلا وغادر الورشة دون رجعة .
اقادسة تموتب بهذه الكلمات بلهجة الصفاقسية عبر احمد عن أسفه عما تواجهه الحرفة من اندثار من يوم الى آخر ويقول اعمل يوما كاملا واصنع 60غربالا ولا اجني إلا 25دينارا لا تسد الحاجيات اليومية للعائلة ويأسف احمد لعدم اهتمام التونسي لقيمة الغربال المصنوع من مواد ذات قيمة صحية عالية وإقباله على نظيره المصنوع من البلاستيك المضر بالصحة.
ويعد االغربالب من الأدوات الأساسية سابقا في جهاز العروس اذ لا يخلو منزل من خمسة اغرابيلب لإعداد المؤونة االمالطيب لنخل مادة الفرينة وغربال السميد وغربال التشيش وغربال القمح وغربال الشعير كما يوجد غربال الحمص وآخر لمادة الفحم .
وشكلت ورشة صناعة الـاغربالب إحدى الورشات الـ80 الحية التي تضمنها معرض الصناعات التقليدية بصفاقس في دورته الخامسة الذي تنظمه مندوبية الديوان الوطني للصناعات التقليدية بالجهة مع مندوبية الثقافة والمحافظة على التراث وجمعية تواصل الأجيال من 11الى17اكتوبر الحالي بمركب فندق الحدادين داخل المدينة العتيقة ويشارك في فعاليات هذا المعرض نحو مائة عارض أين تم تشريك جل معتمديات ولاية صفاقس وهي الحنشة والمحرس والغريبة ومنزل شاكر والصخيرة وجبنيانة وقرقنة والعامرة وصفاقس الكبرى وفق ما أكدته آمال قريرة مندوبة الديوان الوطني للصناعات التقليدية بصفاقس في تصريح لـاالصحافة اليومب. وتعكس هذه المشاركة المتنوعة الخصوصية المحلية للولاية في مجال الصناعات التقليدية التي تشتهر بها ومنها صناعة النحاس وللأسف فقد تراجعت بسبب عدم توارث هذه الحرفة إضافة الى صناعة االسرجب واالغربالب واالعولةب والنقش على الخشب والمصوغ والنسيج والاكساء (الخياطة الرفيعة) وصناعة االجبةب والألياف النباتية .
وللحفاظ على العديد من الحرف التي تواجه شبح الاندثار منها صناعة الغربال بجهة صفاقس أوضح فوزي بن حليمة المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية في تصريح لـاالصحافة اليومب أن الديوان سيعمل في الفترة القادمة على البحث عن حل مبدئي للحيلولة دون اندثار بعض الحرف في الصناعات التقليدية يتمثل في بعث برامج تدريب عن طريق الآلية الجديدة بالتنسيق مع وزارة التشغيل والتكوين المهني وسيكون أول الاختصاصات في صناعة االغربالب وأضاف أن السياسة العامة للديوان هي العمل على خصوصية كل جهة في مجال الصناعات التقليدية على غرار القيروان ونابل على مستوى المواد الأولية والكفاءات حتى تكون كل جهة أو ولاية نواة للصناعات التقليدية.
وأوضح فوزي بن حليمة انه وبعد الأزمة التي مر بها قطاع الصناعات التقليدية تبعا لأحداث اسوسةب واباردوب وأضرت بأهل القطاع على اعتبار أن التوجه العام للقطاع كان بالأساس نحو السوق السياحية لذلك فان إستراتيجية الديوان ستتوجه نحو السوق المحلية الوطنية بالتوازي مع السوق الخارجية عن طريق التصدير .
البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية : إحياء للموروث التقليدي بكامل الولايات
يواصل الديوان الوطني للصناعات التقليدية انجاز البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية …