2023-10-16

الأخـطــاء الـفـرديـة عـمــقـت الأزمــة والــقـــادري لــم يـنــقـذ الـمـركـب

‭ ‬شوط‭ ‬كارثي‭ ‬لا‭ ‬يمحي‭ ‬قوة‭ ‬المنظومة

من‭ ‬الصعب‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يخسر‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬مقابلته‭ ‬أمام‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬بنتيجة‭ ‬4ـ0‭ ‬بعد‭ ‬مشاهدة‭ ‬الشوط‭ ‬الأول‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المنافس‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬مرشحا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الانتصار‭ ‬لم‭ ‬يصنع‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬45‭ ‬دقيقة‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬تستحق‭ ‬الذكر‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يضرب‭ ‬شباك‭ ‬أيمن‭ ‬دحمان‭ ‬بأربعة‭ ‬أهداف‭ ‬كانت‭ ‬كافية‭ ‬لتغير‭ ‬النظرة‭ ‬عن‭ ‬صلابة‭ ‬المنظومة‭ ‬الدفاعية‭ ‬للمنتخب‭ ‬التونسي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قوة‭ ‬مرحلة‭ ‬القادري‭.‬

فالقادري‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬إلى‭ ‬أفضل‭ ‬الأرقام‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬حلولا‭ ‬وهو‭ ‬يُشاهد‭ ‬المنتخب‭ ‬ينهار‭ ‬الهدف‭ ‬بعد‭ ‬الآخر،‭ ‬فالأخطاء‭ ‬الفردية‭ ‬كبلته‭ ‬وتحركاته‭ ‬لتعديل‭ ‬الأوتار‭ ‬حفظت‭ ‬ماء‭ ‬الوجه‭ ‬نسبيا‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محو‭ ‬تبعات‭ ‬خسارة‭ ‬ودية‭ ‬ولكنها‭ ‬بتأثيرات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬المعنوي‭ ‬للمجموعة‭. ‬ويصعب‭ ‬فعليا‭ ‬تفسير‭ ‬هذا‭ ‬الإخفاق‭ ‬الذي‭ ‬واجه‭ ‬المنتخب‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬كانت‭ ‬تبدو‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬لأن‭ ‬المنتخب‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬منافسه‭ ‬ولكنه‭ ‬من‭ ‬الناجية‭ ‬الهجومية‭ ‬كان‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬يسمح‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬يطمح‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬بنتيجة‭ ‬التعادل‭.‬

1-‭ ‬الإرهاق‭ ‬البدني

انهيار‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مبرراً‭ ‬بالإشكال‭ ‬البدني،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬التراجع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬عديد‭ ‬العناصر‭ ‬كان‭ ‬مؤثرا‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬العام‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬عديد‭ ‬الأخطاء‭ ‬الفردية‭ ‬أو‭ ‬قلة‭ ‬التركيز‭ ‬وكذلك‭ ‬ضعف‭ ‬التغطية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواقف،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يصعب‭ ‬تبريره‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬لأن‭ ‬طول‭ ‬الرحلة‭ ‬لا‭ ‬يفسر‭ ‬هذا‭ ‬الانهيار‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الحضور‭ ‬البدني‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عادة‭ ‬يقدم‭ ‬مستويات‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني‭ ‬ويلعب‭ ‬بشكل‭ ‬ممتاز‭ ‬ولكن‭ ‬الوضع‭ ‬اختلف‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭.‬

2-‭ ‬أخطاء‭ ‬فردية‭ ‬حاسمة

من‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬سجلت‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني،‭ ‬هدف‭ ‬عكسي‭ ‬سجله‭ ‬ياسين‭ ‬مرياح،‭ ‬فالأخطاء‭ ‬كانت‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحارس‭ ‬أو‭ ‬عيسى‭ ‬العيدوني‭ ‬وبقية‭ ‬اللاعبين‭ ‬وعندما‭ ‬تكثر‭ ‬الأخطاء‭ ‬الفردية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬سريعا‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬المنتخب‭ ‬عانى‭ ‬كثيرا‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬اللاعبين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يرتكبوا‭ ‬أخطاء،‭ ‬لم‭ ‬يجتهدوا‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬الفارق‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬الإضافة‭ ‬في‭ ‬الوضعيات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬المنتخب‭ ‬وكان‭ ‬واضحاً‭ ‬أن‭ ‬الانهيار‭ ‬الفردي‭ ‬قاد‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬جماعي‭ ‬وأثر‭ ‬في‭ ‬المنتخب‭ ‬وفي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الوضعيات‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مدرب‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬الحلول‭ ‬لأنه‭ ‬سيكون‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬لاعب‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭.‬

3-القادري‭ ‬كان‭ ‬عاجزا

لا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬القادري‭ ‬مدرب‭ ‬فاشل،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يلام‭ ‬عليه‭ ‬ليس‭ ‬الخطة‭ ‬إذ‭ ‬لديه‭ ‬منطق‭ ‬يعتمده‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬التجربة‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فقد‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬مبادئه‭ ‬وتصوراته‭ ‬في‭ ‬اللعب‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬جيد،‭ ‬ولكن‭ ‬الإشكال‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحاول‭ ‬سريعا‭ ‬تدارك‭ ‬الموقف‭ ‬بعد‭ ‬بداية‭ ‬الانهيار،‭ ‬فالمدرب‭ ‬يملك‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬يتوقع‭ ‬هذا‭ ‬الانهيار‭ ‬ولئن‭ ‬بادر‭ ‬بتغيير‭ ‬الخطة‭ ‬أو‭ ‬اللاعبين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كافيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المنتخب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدارك‭ ‬الانهيار‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬أنه‭ ‬سيحصل‭ ‬بعد‭ ‬الهدف‭ ‬الأول،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬وعندما‭ ‬تحصل‭ ‬أخطاء‭ ‬فردية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كوادر‭ ‬المنتخب‭ ‬فإن‭ ‬التدارك‭ ‬يكون‭ ‬شبه‭ ‬مستحيل‭ ‬على‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬فعليا‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬واضحاً‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬أصبح‭ ‬خارج‭ ‬السيطرة‭ ‬ودور‭ ‬القادري‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬الإصلاح‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬المنافس‭ ‬كان‭ ‬قوياً‭ ‬أيضا‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بنهاية الجولة الرابعة من البطولة الوطنية : العلامة الـكاملة لفريقين وأربعـة أنديـة دون انـتصار وفـريـقـان دون نـقــاط

تواصلت الإثارة في بداية الموسم الجديد، من خلال نتائج الجولة الرابعة التي أكدت الانطلاقة ال…