الأخـطــاء الـفـرديـة عـمــقـت الأزمــة والــقـــادري لــم يـنــقـذ الـمـركـب
شوط كارثي لا يمحي قوة المنظومة
من الصعب توقع أن يخسر المنتخب الوطني مقابلته أمام كوريا الجنوبية بنتيجة 4ـ0 بعد مشاهدة الشوط الأول ذلك أن المنافس ورغم أنه كان مرشحا لتحقيق الانتصار لم يصنع خلال أول 45 دقيقة أي فرصة تستحق الذكر قبل أن يضرب شباك أيمن دحمان بأربعة أهداف كانت كافية لتغير النظرة عن صلابة المنظومة الدفاعية للمنتخب التونسي التي كانت قوة مرحلة القادري.
فالقادري الذي قاد المنتخب الوطني إلى أفضل الأرقام الدفاعية في السنوات الماضية، لم يجد حلولا وهو يُشاهد المنتخب ينهار الهدف بعد الآخر، فالأخطاء الفردية كبلته وتحركاته لتعديل الأوتار حفظت ماء الوجه نسبيا لكنها لم تكن كافية من أجل محو تبعات خسارة ودية ولكنها بتأثيرات كبيرة على الوضع المعنوي للمجموعة. ويصعب فعليا تفسير هذا الإخفاق الذي واجه المنتخب في مقابلة كانت تبدو تحت السيطرة منذ البداية لأن المنتخب نجح في احتواء منافسه ولكنه من الناجية الهجومية كان بعيدا عن المستوى الذي يسمح له بأن يطمح إلى أكثر من العودة إلى تونس بنتيجة التعادل.
1- الإرهاق البدني
انهيار المنتخب الوطني في الشوط الثاني قد يكون مبرراً بالإشكال البدني، ذلك أن التراجع الكبير في أداء عديد العناصر كان مؤثرا في الأداء العام وتسبب في ارتكاب عديد الأخطاء الفردية أو قلة التركيز وكذلك ضعف التغطية في بعض المواقف، وهو أمر يصعب تبريره بلا شك لأن طول الرحلة لا يفسر هذا الانهيار ولكن من الواضح أن الحضور البدني في الشوط الثاني كان من بين نقاط ضعف المنتخب الوطني الذي كان عادة يقدم مستويات أفضل في الشوط الثاني ويلعب بشكل ممتاز ولكن الوضع اختلف بالكامل في مواجهة كوريا الجنوبية.
2- أخطاء فردية حاسمة
من بين الأهداف التي سجلت في مرمى المنتخب الوطني، هدف عكسي سجله ياسين مرياح، فالأخطاء كانت عديدة من قبل الحارس أو عيسى العيدوني وبقية اللاعبين وعندما تكثر الأخطاء الفردية لا يمكن إيجاد الحلول سريعا بل إن المنتخب عانى كثيرا خاصة وأن اللاعبين الذين لم يرتكبوا أخطاء، لم يجتهدوا في صنع الفارق أو تقديم الإضافة في الوضعيات الصعبة التي واجهت المنتخب وكان واضحاً أن الانهيار الفردي قاد إلى تراجع جماعي وأثر في المنتخب وفي مثل هذه الوضعيات يكون من الصعب على أي مدرب أن يجد الحلول لأنه سيكون بحاجة إلى تغيير أكثر من لاعب دفعة واحدة من أجل حل المشاكل وهو أمر كان غير ممكن.
3-القادري كان عاجزا
لا يمكن القول اليوم أن القادري مدرب فاشل، ولكن ما يلام عليه ليس الخطة إذ لديه منطق يعتمده منذ بداية التجربة مع المنتخب الوطني، وبالتالي فقد حافظ على مبادئه وتصوراته في اللعب وهو أمر جيد، ولكن الإشكال أنه لم يحاول سريعا تدارك الموقف بعد بداية الانهيار، فالمدرب يملك من الخبرة ما يجعله يتوقع هذا الانهيار ولئن بادر بتغيير الخطة أو اللاعبين إلا أن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة إلى المنتخب من أجل تدارك الانهيار الذي كان واضحا أنه سيحصل بعد الهدف الأول، ولكن في النهاية وعندما تحصل أخطاء فردية من قبل كوادر المنتخب فإن التدارك يكون شبه مستحيل على المدرب الوطني وهذا ما حصل فعليا حيث كان واضحاً أن الوضع أصبح خارج السيطرة ودور القادري الآن هو الإصلاح رغم أنه من الضروري الاعتراف بأن المنافس كان قوياً أيضا.
بنهاية الجولة الرابعة من البطولة الوطنية : العلامة الـكاملة لفريقين وأربعـة أنديـة دون انـتصار وفـريـقـان دون نـقــاط
تواصلت الإثارة في بداية الموسم الجديد، من خلال نتائج الجولة الرابعة التي أكدت الانطلاقة ال…