حشود من نساء ورجال تونس في شوارع الغضب وبصوت واحد: «الشعب يريد»..تجريم التطبيع..!
بالروح والدم نفديك فلسطين والشعب يريد تجريم التطبيع وفلسطين حرة…حرة والاحتلال على برةب…. بهذه الشعارات وغيرها من الشعارات العديدة الأخرى ارتفعت أصوات المشاركين أمس في مسيرة دعم المقاومة الفلسطينية وإسناد ملحمتها الأخيرة في عملية اطوفان الأقصىب والمساندة للشعب الفلسطيني، التي دعت إلى تنظيمها لجنة دعم المقاومة الفلسطينية المكونة من تشكيلة موسعة من المنظمات والجمعيات والأحزاب.
وقد انطلقت المسيرة الحاشدة في حدود منتصف النهار من أمام المقر المؤقت للاتحاد العام التونسي للشغل مرورا بشارع الحرية ونهج الحبيب ثامر وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة حيث التحم مع التجمع الشعبي الذي قادته الهيئة الوطنية للمحامين من جهة ثانية والذي انطلق من أمام قصر العدالة بشارع باب بنات. وكانت مناسبة للتعبير على أن تونس قلبا وقالبا مع القضية الفلسطينية ومع المقاومة ومع أهالي غزة بالخصوص وهم يرزحون تحت شتى مظاهر العنف والتقتيل.كما كانت مناسبة أيضا للتعبير عن الغضب من البلدان الغربية المنحازة لإسرائيل ومن الدول العربية المطبّعة معها.
وكانت المسيرة قد جمعت عددا من المنظمات من بينها الاتحاد العام التونسي للشغل وهيئة المحامين والاتحاد الوطني للمرأة التونسية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وعديد الجمعيات على غرار الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والجمعية التونسية للمحامين الشبّان كما جمعت أحزابا على اختلاف توجهاتها الفكرية والإيديولوجية وأحزاب مساندة لـمسار25 جويلية وأخرى معارضة له. وبالتالي على اختلافها إلا أن هذه الأطراف جمّعتها أمس القضية الفلسطينية ووحّدها الوعي بضرورة دعم الشعب الفلسطيني. ورفعوا شعارات موحدة تطالب بحقوق الشعب الفلسطيني وبدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وبعودة اللاجئين وبكل الحقوق التي سلبها الاحتلال الصهيوني من الفلسطينيين على امتداد ما يقارب ثمانية عقود.
مشاركون يصرّحون…
وبالمناسبة نوّه الناطق الرسمي للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري بالحراك الشعبي الذي وصفه بـ االقويب واستجابة التونسيين بصفة تلقائية لدعوة لجنة دعم المقاومة الفلسطينية للمشاركة في هذه المسيرة. وهو ما يؤكد تضامن الشعب التونسي الكلي مع الشعب الفلسطيني ومساندته المطلقة من اجل استرداد حقوقه المشروعة على أراضيه المحتلة وتركيز دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ليضيف أن التحركات التضامنية مازالت متواصلة وهناك تفكير في أشكال أخرى كثيرة لدعم المقاومة ماديا ومعنويا وسياسيا مذكرا بأهمية موقف الرئيس قيس سعيد الرافض لبيان الجامعة العربية والذي يتبناه الاتحاد وكل الطيف السياسي مؤكدا على انه موقف كل التونسيات والتونسيين.
ومن جهته أكد محمد الكيلاني القيادي بالحزب الاشتراكي على أن القضية الفلسطينية جمعت التونسيين على اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية نظرا إلى أنها اعدل قضية في العالم، وهي قضية شعب تعرض إلى كل أنواع الانتهاكات وله حق الدفاع عن نفسه بكل السبل. وما هذه المسيرة إلا طريقة للتعبير عن وقوف الشعب التونسي مع فلسطين وهي مناسبة لتوجيه رسالة لكل الغزاة وبصورة خاصة أمريكا وأوروبا الغربية مفادها أن فلسطين وشعبها ليسا وحيدين وأنهما يجدان مناصرة من عديد شعوب العالم وفي مقدمتها الشعب التونسي.
وفي نفس الاتجاه شدد منسق ائتلاف صمود حسام الحامي على أن التونسيين قد يختلفون في عديد الأشياء ولكنهم لا يختلفون في مساندتهم ودعمهم اللامشروط للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة التي حققت ما لم تحققه كل الدول العربية على مدى عشرات السنين من المفاوضات واللقاءات والبيانات الفضفاضة والمفرغة من الآليات والقرارات الضروري أخذها. واليوم قد أثبت الفلسطينيون شعبا ومقاومة أنهم موجودون في أماكن متقدمة جدا ويقومون بإحراج كل من راهن من الحكام العرب على تصفية القضية الفلسطينية من خلال مضيّهم في التطبيع مع الكيان الصهيوني. وأضاف بالمناسبة أن لجنة دعم المقاومة الفلسطينية التي دعت لهذه المسيرة دورها لن يقتصر على التحركات والمسيرات بل ستكون لها نقاط لجمع الإعانات والتبرعات لفائدة سكان قطاع غزة وستكون هناك وقفات امام الجامعة العربية ومفوضية حقوق الإنسان ومفوضية الاتحاد الأوروبي لإيصال صوت التونسيين كمساندين بصفة مبدئية للقضية الفلسطينية.
ومن جهته أكد رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين زياد دبار على وجود نفاق دولي في علاقة بالقضية الفلسطينية واليوم الرسالة يجب أن تكون واضحة للزملاء الصحفيين في فلسطين والشعب الفلسطيني ككل أن هناك أطرافا بعيدة عنهم آلاف الأميال وهناك شعب في تونس متضامن معهم ومتبنّ لحقهم في استرجاع أرضهم المحتلة وتركيز دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي تصريحه أوضح زياد الأخضر أمين عام الوطد الموحد أن الرسالة التي يجب أن تكون واضحة من خلال هذه المسيرة الشعبية هي أن تونس بشعبها وبقواها الحية لن تتخلى عن موقفها الدائم المساند دون قيد أو شرط للحقوق الوطنية الفلسطينية في استرجاع الأرض كاملة غير مجزأة إلى جانب رفض ما تتعرض له غزة اليوم من عدوان وحشي يتجاوز كل العهود والمواثيق الدولية. هذا بالإضافة إلى أن هذه المسيرة هي منطلق لسلسلة من التحركات للضغط على الموقف الدولي في اتجاه تغييره ولفت انتباهه إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم على يد الكيان الصهيوني العنصر البغيض.
الانتخابات الرئاسية في الخارج : اليوم الصمت الانتخابي وغدا أول أيام عملية التصويت
يمثل اليوم الموافق للثالث من شهر أكتوبر بالنسبة الى التونسيين المقيمين بالخارج يوم الصمت ا…