ناتنياهو وامريكا و«إعدام مسار السلام» : حين ينقلب السحر على الساحر
7 أكتوبر 2023 يوم سيذكره التاريخ فما قبل هذا اليوم لن يكون كما بعده وقبل 7 اكتوبر 2023 كانت أنظار العالم متجهة نحو الحرب في أوكرانيا وكانت أمريكا تحشد من اجل مزيد الدعم لهذا البلد في اطار صراعها مع روسيا ومن ورائها الصين…
أما بعد 7 أكتوبر 2023 فلا حديث للعالم الا عن غزة والقضية الفلسطينية وعن تطورات ما يحدث هناك وان اختلفت المقاربات والمكاييل بين من يقف إلى هذا الطرف ومن يعتبر الطرف الآخر ضحية ولم يعد لأمريكا من أولويات الا كيفية التعامل مع اطوفان الأقصىب ومعاقبة غزة على تجرئها على مهاجمة حليفها الأول في المنطقة.
استفاق العالم يوم 7 أكتوبر على أخبار عمليات المداهمة والتسلل التي نفذتها حماس في قلب اسرائيل ومنذ ذلك التاريخ لا حديث في وسائل الاعلام العربية والعالمية الا عما يحدث هناك وعن تداعيات ذلك على جميع المستويات وكان الاجماع الحاصل ان لا ملف بمنأى عمّا يحدث في المنطقة حتى أن البعض ذهب للحديث عن أجواء تذكر بأجواء السبعينات رغم تأكيد كثير من المحللين على انه من السابق لأوانه التكهن بارتدادات ومضاعفات ما سيحدث على المنطقة برمّتها مع التشديد على أنها في كل الأحوال استكون تداعيات خطيرة ولا مسبوقةب.
يذهب البعض إلى التأكيد على ان يوم 7 أكتوبر الماضي لا يقل في أهميته عن يوم 11 سبتمبر 2001 حين استفاق العالم على صور أبراج أمريكا وهي بصدد التحوّل إلى ركام، ويتوقع هؤلاء أن تكون لهذا اليوم تداعيات كبيرة لا يمكن تقديرها حاليا رغم مرور 6 أيام على بداية الأحداث كتداعيات ما حدث يوم 11 سبتمبر.
في المقابل وكما كان لأحداث 11 من سبتمبر أسباب موضوعية ومنطقية فان هناك اجماعا على أن ما حصل يوم 7 أكتوبر هو نتيجة طبيعية لسياسات أمريكية- اسرائيلية ممنهجة راهنت على تعفين الوضع في فلسطين واستخفت بما يحدث في تلك البقعة الجغرافية من ظلم وبطش.
لا يخفى على احد ان بايدن الرئيس الأمريكي الذي يحشد اليوم عسكريا وسياسيا لدعم اسرائيل على الرغم من عملية الابادة الجماعية المرفقة بعملية تهجير جديدة للغزاويين كان من ابرز من ساهموا في اشتعال جبهة غزة.
لقد أطلق بايدن يد ناتنياهو الذي أطلق بدوره يد وزرائه المتطرفين فمضوا في تدنيس مقدسات شعب غير عابئين بمشاعر الغضب التي كانت تعتمل داخله فكانت كل خطوة يخطوها بن غفير تزيدها اشتعالا مثلها مثل كل مستوطنة جديدة تشيّد على ارض مسلوبة من صاحبها الشرعي.
لقد اعتقد ناتنياهو، الذي وفي سبيل الفوز بالصراع المحموم على الكرسي، أن اعطاء الضوء الأخضر للاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم ولاقتحامات باحات المسجد الأقصى شبه اليومية، وفرض تقسيم مكاني وزماني للمسجد سيجعله يكسب ثقة الاسرائيليين متناسيا أن لذلك فاتورة غالية سيأتي يوم لتسديد حسابها.
منذ توقيع اتفاق أوسلو انتظر الفلسطينيون، الذين قبلوا بمخرجاته على مضض، كثيرا أن تتحرك الولايات المتحدة باتجاه الدفع نحو ايجاد حل نهائي للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي لكن هذه الأخيرة أغفلت هذا المسار وحولته إلى مجرد خربشات على ورق وصور مصافحات اعتقدت أنها كافية لقبر القضية الفلسطينية وأنها ستكون قطعة الحلوى التي سيكتفي بها الفلسطينيون، بل وعلى العكس اختارت أن تهوّد القدس وقررت نقل مقر سفارتها إليها ولم تبد أي ساكن أمام تواصل تمدد المستوطنات كما أغلقت باب المساعدات أمام الاورنوا فكانت النتيجة انفجارا جاء هذه المرة من غزة وقد يتوسع لمناطق أخرى قد تقرع فيها طبول الحرب كلبنان وسوريا واليمن وحتى العراق أين لحماس حلفاء كثر ينتظرون الضوء الأخضر لفتح جبهات جديدة قد تدخل المنطقة كلها في دوامة الحرب .
تسابق ادارة ناتنياهو اليوم ومعها ادارة البيت الأبيض الزمن لاحتواء زلزال 7 أكتوبر من أجل تلقين الفلسطينيين درسا في حجم قسوة الصفعة التي تلقياها فجر السبت الماضي، لكّنهما يتناسيان أن ما حدث نتيجة حتمية لسياسات قبرت عملية السلام طيلة عقود وأن السحر انقلب على الساحر وأن ما قبل يوم 7 أكتوبر لن يكون بأي حال من الأحوال كما بعد يوم7 أكتوبر.
مع الأحداث : حتّى لا تسقط سوريا كما سقط الأسد..
حتى قبل دخول دمشق وإعلان مغادرته لسوريا كان هناك إجماع وشبه يقين لدى السوريين ولدى كل من ي…