بعد حرب «الإبادة الجماعية» للاحتلال الصهيوني على قطاع غزة : مساع تونسية حثيثة لإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني
إن تواصل حرب ”الإبادة الجماعية” التي يقودها الكيان الصهيوني منذ أيام على الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى الشعب الفلسطيني الأعزل واستهداف المستشفيات والمنازل والأطفال والمدارس ينذر بحصول نكبة إنسانية كبرى ووبائية نتيجة تواصل الحصار وهجمات العدوان الغاشم خاصة أمام قطع الماء والكهرباء وسعي الكيان الصهيوني إلى منع المساعدات والإمدادات الإنسانية من مأكل ومواد صحية وغيرها من الحاجيات الأساسية للشعب الفلسطيني الذي يقبع حاليا تحت الحصار.
وتشن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام على قطاع غزة أعنف الضربات الجوية في تاريخ الصراع القائم بين دولة فلسطين وقوات الاحتلال على مدى 75 عاما والتي تستهدف الأطفال والمسنين والمدارس والمستشفيات الصحية وفق تقارير أممية وذلك منذ أن توغلت المقاومة الفلسطينية احماسب داخل إسرائيل السبت الفارط ضمن عملية طوفان الأقصى.
المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تدك تل أبيب وعسقلان بعد أن أمهلت سكانها حتى الساعة الخامسة لمغادرتها في اليوم الرابع للمواجهات المسلحة ووجهت ضربات صاروخية لمطار بن غوريون،كما حظي الشعب الفلسطيني بمساندة واسعة ولامشروطة من الشعوب العربية وحتى الدولية وذلك دعما لحقه المشروع في الدفاع عن أراضيه المحتلة وفي إقامة الدولة الفلسطينية.
وردّا على عملية طوفان الأقصى استعملت قوات الاحتلال كافة الأساليب البشعة واللاانسانية تجاه الشعب الفلسطيني من خلال حرمانه من مرافق الحياة الأساسية بعد قرارها منع دخول المساعدات مهما كان نوعها.. واستهدافها للمستشفيات والمرافق الحيوية والمنازل الآهلة بالسكان وهو ما نددت به تقريبا كافة المجموعة الدولية.
وتأتي مباحثات وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج،نبيل عمار في مناسبتين يومي 9 و 10 أكتوبر الجاري، مع نظيره المصري سامح شكري، لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقه المشروع،حيث تم تدارس آخر التطورات في الأراضي المحتلة والعدوان الغاشم لقوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني الأعزل. فضلا عن التطرق إلى كيفية إيصال المساعدات التونسية التي أذن بها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، وفق بلاغ صادر عن وزارة الخارجية.
كما تأتي هذه المباحثات تنفيذا لتوجهّات رئيس الدولة،الداعمة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، حيث بحث رئيس الجمهورية لدى إشرافه الاثنين الفارط بقصر قرطاج، خلال جلسة عمل حضرها رئيس الحكومة أحمد الحشاني وعدد من أعضاء الحكومة، سبل دعم الشعب الفلسطيني على المستويين الدبلوماسي والصحي، لا سيّما من خلال توفير ما يحتاجه من أدوية وأدوات جراحة والتبرع بالدم ومولدات كهربائية ميدانية خاصّة بعد قطع التيار الكهربائي على جزء كبير من قطاع غزة، كما تم التطرق إلى إمكانية نقل عدد من الجرحى الفلسطينيين إلى تونس، وتوجيه إطارات تونسية طبية وشبه طبية مختصة إلى فلسطين.
كما يتم التنسيق حاليا بين رئاسة الجمهورية ومنظمة الهلال الأحمر التونسي والهلال الأحمر الفلسطيني لتحديد ما يحتاجه الأشقاء في مواجهتهم للعدو الصهيوني.
وقد أطلق الهلال الأحمر التونسي في هذا الاطار حملة تبرع وطنية لجمع المساعدات المالية والعينية من أغذية وأغطية وملابس وتجهيزات ومستلزمات ومواد طبية وأدوية ومولدات كهربائية ومستلزمات نقل الدم لفائدة الأجهزة الصحية التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني والشعب الفلسطيني.
وكما هو معلوم تربط الشعب التونسي صلة وطيدة بالشعب الفلسطيني لعوامل عدة، إذ احتضنت تونس منظمة التحرير الفلسطينية في الثمانينات من القرن الماضي وتحديداً منذ سنة 1982 بعد خروجها من لبنان، كما تم اقتراح تونس كمقر لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقد شهدت تونس آنذاك دخول الآلاف من الفلسطينيين بحفاوة شعبية عارمة، ودعمت وسيلة بورقيبة، زوجة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، وجودهم في تونس وتابعت ظروف إقامتهم آنذاك.
كما شهدت مدينة حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة حادثة الاعتداء الصهيوني على مقر منظمة التحرير الفلسطينية والتي ذهب ضحيتها 50 فلسطينيا و18 تونسيا إضافة إلى جرح 100 شخص، كما تم اغتيال القائد خليل الوزير (أبو جهاد) في مقر إقامته بسيدي بوسعيد بالضاحية الغربية للعاصمة بعد اقتحام فرقة ا كوموندوسب بيته وقتله هو وحرّاسه.
ونتذكر جميعا موجة هجرة العشرات من التونسيين من مختلف أنحاء الجمهورية التونسية إلى فلسطين المحتلة من أجل الالتحاق بالمقاومة ضد العصابات الصهيونية، وكان هذا القرار نابعا من إرادة ذاتية دون توجيهات رسمية تحثهم على اللحاق بالمقاتلين الفلسطينيين، حيث بلغ عدد التونسيين الذين ذهبوا إلى فلسطين 2676 متطوع في عام 1948.
«صَمْتٌ»..إلى حين..!
ساعات قليلة تفصلنا عن موعد الاقتراع في الانتخابات الرئاسية 2024 داخل تونس بكافة تراب الجم…