2023-10-12

بعد حرب «الإبادة الجماعية» للاحتلال الصهيوني على قطاع غزة : مساع تونسية حثيثة لإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني

إن‭ ‬تواصل‭ ‬حرب‭ ‬”الإبادة‭ ‬الجماعية”‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬وعلى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأعزل‭ ‬واستهداف‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمنازل‭ ‬والأطفال‭ ‬والمدارس‭ ‬ينذر‭ ‬بحصول‭ ‬نكبة‭ ‬إنسانية‭ ‬كبرى‭ ‬ووبائية‭ ‬نتيجة‭ ‬تواصل‭ ‬الحصار‭ ‬وهجمات‭ ‬العدوان‭ ‬الغاشم‭ ‬خاصة‭ ‬أمام‭ ‬قطع‭ ‬الماء‭ ‬والكهرباء‭ ‬وسعي‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬المساعدات‭ ‬والإمدادات‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬مأكل‭ ‬ومواد‭ ‬صحية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الحاجيات‭ ‬الأساسية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭  ‬يقبع‭ ‬حاليا‭ ‬تحت‭ ‬الحصار‭.‬

وتشن‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أعنف‭ ‬الضربات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الصراع‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬وقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬75‭ ‬عاما‭ ‬والتي‭ ‬تستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬والمسنين‭ ‬والمدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬الصحية‭ ‬وفق‭ ‬تقارير‭ ‬أممية‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬توغلت‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭  ‬احماسب‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬السبت‭ ‬الفارط‭  ‬ضمن‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭.‬

المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تدك‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬وعسقلان‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أمهلت‭ ‬سكانها‭ ‬حتى‭ ‬الساعة‭ ‬الخامسة‭ ‬لمغادرتها‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الرابع‭ ‬للمواجهات‭ ‬المسلحة‭ ‬ووجهت‭ ‬ضربات‭ ‬صاروخية‭ ‬لمطار‭ ‬بن‭ ‬غوريون،كما‭ ‬حظي‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بمساندة‭ ‬واسعة‭ ‬ولامشروطة‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬وحتى‭ ‬الدولية‭ ‬وذلك‭ ‬دعما‭ ‬لحقه‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أراضيه‭ ‬المحتلة‭ ‬وفي‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وردّا‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬استعملت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬كافة‭ ‬الأساليب‭ ‬البشعة‭ ‬واللاانسانية‭ ‬تجاه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حرمانه‭ ‬من‭ ‬مرافق‭ ‬الحياة‭ ‬الأساسية‭ ‬بعد‭ ‬قرارها‭ ‬منع‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬نوعها‭.. ‬واستهدافها‭ ‬للمستشفيات‭ ‬والمرافق‭ ‬الحيوية‭ ‬والمنازل‭ ‬الآهلة‭ ‬بالسكان‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نددت‭ ‬به‭ ‬تقريبا‭ ‬كافة‭ ‬المجموعة‭ ‬الدولية‭. 

وتأتي‭ ‬مباحثات‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج،نبيل‭ ‬عمار‭ ‬في‭ ‬مناسبتين‭ ‬يومي‭ ‬9‭ ‬و‭ ‬10‭ ‬أكتوبر‭ ‬الجاري،‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬المصري‭ ‬سامح‭ ‬شكري،‭ ‬لدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقه‭ ‬المشروع،حيث‭  ‬تم‭ ‬تدارس‭ ‬آخر‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬والعدوان‭ ‬الغاشم‭ ‬لقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأعزل‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬أذن‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق،‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭.‬

كما‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬المباحثات‭ ‬تنفيذا‭ ‬لتوجهّات‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،الداعمة‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وللشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬حيث‭ ‬بحث‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لدى‭ ‬إشرافه‭ ‬الاثنين‭ ‬الفارط‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬عمل‭ ‬حضرها‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬أحمد‭ ‬الحشاني‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة،‭ ‬سبل‭ ‬دعم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والصحي،‭ ‬لا‭ ‬سيّما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬من‭ ‬أدوية‭ ‬وأدوات‭ ‬جراحة‭ ‬والتبرع‭ ‬بالدم‭ ‬ومولدات‭ ‬كهربائية‭ ‬ميدانية‭ ‬خاصّة‭ ‬بعد‭ ‬قطع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬نقل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجرحى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬تونس،‭ ‬وتوجيه‭ ‬إطارات‭ ‬تونسية‭ ‬طبية‭ ‬وشبه‭ ‬طبية‭ ‬مختصة‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭.‬

كما‭ ‬يتم‭ ‬التنسيق‭ ‬حاليا‭ ‬بين‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬ومنظمة‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬التونسي‭  ‬والهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لتحديد‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬مواجهتهم‭ ‬للعدو‭ ‬الصهيوني‭.‬

وقد‭ ‬أطلق‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاطار‭ ‬حملة‭ ‬تبرع‭ ‬وطنية‭ ‬لجمع‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬والعينية‭ ‬من‭ ‬أغذية‭ ‬وأغطية‭ ‬وملابس‭ ‬وتجهيزات‭ ‬ومستلزمات‭ ‬ومواد‭ ‬طبية‭ ‬وأدوية‭ ‬ومولدات‭ ‬كهربائية‭ ‬ومستلزمات‭ ‬نقل‭ ‬الدم‭ ‬لفائدة‭ ‬الأجهزة‭ ‬الصحية‭ ‬التابعة‭ ‬للهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬تربط‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬صلة‭ ‬وطيدة‭ ‬بالشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لعوامل‭ ‬عدة،‭ ‬إذ‭ ‬احتضنت‭ ‬تونس‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وتحديداً‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1982‭ ‬بعد‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬لبنان،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬اقتراح‭ ‬تونس‭ ‬كمقر‭ ‬لمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭. ‬

وقد‭ ‬شهدت‭ ‬تونس‭ ‬آنذاك‭ ‬دخول‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بحفاوة‭ ‬شعبية‭ ‬عارمة،‭ ‬ودعمت‭ ‬وسيلة‭ ‬بورقيبة،‭ ‬زوجة‭ ‬الزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة،‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وتابعت‭ ‬ظروف‭ ‬إقامتهم‭ ‬آنذاك‭.‬

كما‭ ‬شهدت‭ ‬مدينة‭ ‬حمام‭ ‬الشط‭ ‬بالضاحية‭ ‬الجنوبية‭ ‬للعاصمة‭ ‬حادثة‭ ‬الاعتداء‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬مقر‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتي‭ ‬ذهب‭ ‬ضحيتها‭ ‬50‭ ‬فلسطينيا‭ ‬و18‭ ‬تونسيا‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬جرح‭ ‬100‭ ‬شخص،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬اغتيال‭ ‬القائد‭ ‬خليل‭ ‬الوزير‭ (‬أبو‭ ‬جهاد‭) ‬في‭ ‬مقر‭ ‬إقامته‭ ‬بسيدي‭ ‬بوسعيد‭ ‬بالضاحية‭ ‬الغربية‭ ‬للعاصمة‭ ‬بعد‭ ‬اقتحام‭ ‬فرقة‭ ‬ا‭ ‬كوموندوسب‭ ‬بيته‭ ‬وقتله‭ ‬هو‭ ‬وحرّاسه‭.‬

ونتذكر‭ ‬جميعا‭ ‬موجة‭ ‬هجرة‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭  ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمقاومة‭ ‬ضد‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬نابعا‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬ذاتية‭ ‬دون‭ ‬توجيهات‭ ‬رسمية‭ ‬تحثهم‭ ‬على‭ ‬اللحاق‭ ‬بالمقاتلين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬التونسيين‭ ‬الذين‭ ‬ذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬2676‭ ‬متطوع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948‭. ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

هجرة المهندسين التونسيين : ظاهرة خطيرة تستدعي حلولا عاجلة

لا يختلف اثنان اليوم حول ارتفاع ظاهرة هجرة المهندسين في السنوات الأخيرة وما تمثله من خطورة…