2023-10-11

الدولة الفلسطينية بين حقيقة الفكرة ووهم السلطة القائمة

كم‭ ‬كان‭ ‬المرء‭ ‬ليتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬بين‭ ‬رجال‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬من‭ ‬يجرؤون‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬العالم‭ ‬بالحقيقة‭ ‬التي‭ ‬كشف‭ ‬عنها‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬ليقرّوا‭ ‬بحقيقة‭ ‬أنهم‭ ‬شرف‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وأنهم‭ ‬كشفوا‭ ‬خدعة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الأخلاق‭ ‬أن‭ ‬تستمر،‭ ‬وأنهم‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يجبروا‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬بهم‭ ‬وبوجود‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يجبروا‭ ‬رموز‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المكبلة‭ ‬على‭ ‬استقالة‭ ‬جماعية‭ ‬من‭ ‬الوهم‭ ‬الذي‭ ‬دفعتهم‭ ‬اليه‭ ‬مفاوضات‭ ‬أوسلو‭ ‬للسلام‭.‬

نتنياهو‭ ‬قال‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬مغلقة‭ ‬للجنة‭ ‬الخارجية‭ ‬والأمن‭ ‬التابعة‭ ‬للكنيست،‭ ‬اإنه‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬اجتثاث‭ ‬فكرة‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬تطلعات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لإقامة‭ ‬دولة‭ ‬مستقلة‭ ‬لهمب‭. ‬ولكنه‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬أن‭ ‬امن‭ ‬مصلحة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بقاء‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لدعمها‭ ‬ماليا‭ ‬لكي‭ ‬تواصل‭ ‬عملها‭.‬

هذا‭ ‬وحده‭ ‬يكفي‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الحالية‭ ‬تؤدي‭ ‬دورا‭ ‬وظيفيا‭ ‬سلبيا‭ ‬ليس‭ ‬لجهة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تؤدي‭ ‬دورا‭ ‬سلبيا‭ ‬لجهة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬أيضا‭. ‬أي‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬تبرر‭ ‬نفسها‭ ‬به‭. ‬كما‭ ‬تبرر‭ ‬خياراتها‭ ‬السلمية‭ ‬المتخاذلة‭ ‬به‭ ‬أيضا‭.‬

نتنياهو‭ ‬يعرف‭ ‬أين‭ ‬تكمن‭ ‬مصلحة‭ ‬إسرائيل‭. ‬وبقاء‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬سلطتها،‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬إسرائيل‭. ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬لا‭ ‬تكشف‭ ‬شيئا‭ ‬جديدا‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬هذا‭ ‬الكائن‭. ‬ولكنها‭ ‬تلفت‭ ‬الأنظار‭ ‬إلى‭ ‬الذين‭ ‬يقفون‭ ‬من‭ ‬حوله‭. ‬فهم‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المصلحة،‭ ‬فيكفوا‭ ‬عن‭ ‬الكلام‭ ‬البذيء‭ ‬الذي‭ ‬يرددونه‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬شعبهم،‭ ‬ليصوّروا‭ ‬أنفسهم‭ ‬كمناضلين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قضية‭ ‬وطنية‭ ‬مقدسة،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لديهم‭ ‬ذرة‭ ‬ضمير‭ ‬حي‭ ‬تدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الإقرار‭ ‬بأنهم‭ ‬يؤدون‭ ‬دورا‭ ‬وظيفيا‭ ‬مختلا،‭ ‬وأن‭ ‬الاستقالة‭ ‬الجماعية‭ ‬هي‭ ‬دليل‭ ‬التبرّؤ‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الفشل‭ ‬الذي‭ ‬غطست‭ ‬فيه‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬أذنيها،‭ ‬وجرّتهم‭ ‬إليه‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬المزعومة‭.‬

أعمال‭ ‬تدمير‭ ‬افكرة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلةب‭ ‬جارية‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬نتنياهو‭ ‬سلطته‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭. ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الأوهام‭ ‬التي‭ ‬ظل‭ ‬يسوّقها‭ ‬المسؤولون‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬لأنفسهم‭ ‬عندما‭ ‬تجاهلوا‭ ‬ما‭ ‬ظل‭ ‬يجري‭ ‬بين‭ ‬أيديهم‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬توسيع‭ ‬المستوطنات،‭ ‬وقطع‭ ‬الأواصر‭ ‬الجغرافية‭ ‬ليس‭ ‬بين‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬وغزة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬وبين‭ ‬مدن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬نفسها‭ ‬أيضا‭.‬

يكفي‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬خارطة‭ ‬المستوطنات‭ ‬هناك‭ ‬لتكتشف‭ ‬أنها‭ ‬حولت‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬منخل،‭ ‬ينخر‭ ‬فكرة‭ ‬الدولة‭ ‬المستقلة،‭ ‬وينخر‭ ‬احل‭ ‬الدولتينب‭ ‬أمام‭ ‬سمع‭ ‬االسلطة‭ ‬الفلسطينيةب‭ ‬وبصرها‭. ‬وهذه‭ ‬السلطة‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬بأن‭ ‬ظلت‭ ‬تردد‭ ‬شعارات‭ ‬الوهم‭ ‬والخداع‭ ‬نفسها،‭ ‬ولكنها‭ ‬تعمدت‭ ‬ألا‭ ‬تتدبر‭ ‬حلولا‭ ‬وخيارات‭ ‬أخرى‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تعمدت‭ ‬أن‭ ‬تمنع‭ ‬كل‭ ‬فرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬السلام‭. ‬تعمدت،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬تتواطأ‭ ‬مع‭ ‬نزعات‭ ‬التسلط‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬رئيس‭ ‬السلطة‭ ‬لكي‭ ‬يبقى‭ ‬رئيسا‭ ‬لها،‭ ‬رغما‭ ‬عن‭ ‬أنف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ظل‭ ‬يحققه‭ ‬من‭ ‬فشل‭.‬

الإسرائيليون‭ ‬يخشون‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬السلطة‭ ‬أن‭ ‬ترحل‭. ‬ولا‭ ‬يريدون‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تنهار‭. ‬ويقول‭ ‬نتنياهو‭ ‬إنه‭ ‬مستعد‭ ‬لدعمها‭ ‬بالمال‭ ‬لكي‭ ‬تواصل‭ ‬عملها‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬عملها،‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬ترى‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬استمراره‭ ‬من‭ ‬مصلحتها؟

يتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬لحظة‭ ‬تأمل‭ ‬وهزة‭ ‬يقظة،‭ ‬لكي‭ ‬يعرف‭ ‬كلّ‭ ‬ذي‭ ‬خطإ‭ ‬أنه‭ ‬أخطأ‭ ‬مع‭ ‬نفسه؛‭ ‬أخطأ‭ ‬مع‭ ‬شعبه،‭ ‬وأخطأ‭ ‬مع‭ ‬قضيته،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يخرج‭ ‬ليتبرأ‭ ‬من‭ ‬مستنقع‭ ‬السلام،‭ ‬ومن‭ ‬كذبة‭ ‬إقامة‭ ‬الدولتين‭ ‬جنبا‭ ‬الى‭ ‬جنب‭.‬

في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬نتنياهو،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المضحك‭ ‬واللافت‭ ‬ومن‭ ‬ذي‭ ‬جليل‭ ‬المعنى،‭ ‬أن‭ ‬اختار‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الرئيس‭ ‬عباس‭ ‬جزءا،‭ ‬لينفح‭ ‬بالكلام‭ ‬المكرر،‭ ‬ويصمت‭ ‬عن‭ ‬الجزء‭ ‬الآخر‭. ‬رد‭ ‬على‭ ‬اجتثاث‭ ‬االفكرةب،‭ ‬ولم‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬اأن‭ ‬بقاء‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬إسرائيلب‭.‬

الناطق‭ ‬باسم‭ ‬الرئاسة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬نبيل‭ ‬أبوردينة‭ ‬قال‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬اإن‭ ‬تصريحات‭ ‬نتنياهو‭ ‬تُظهر‭ ‬للعالم‭ ‬حقيقة‭ ‬النوايا‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الرافضة‭ ‬للشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الدوليب‭. ‬وسكت‭ ‬عن‭ ‬الباقي،‭ ‬لأنه‭ ‬يعرف‭ ‬الخطأ،‭ ‬ويراه‭.‬

ولا‭ ‬شيء‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬يرفض‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭. ‬إسرائيل‭ ‬كلها‭ ‬ترفض‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭.‬

ولئن‭ ‬وجد‭ ‬نتنياهو‭ ‬نفسه‭ ‬يجرؤ‭ ‬على‭ ‬دعوة‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬وتاليا‭ ‬عن‭ ‬احل‭ ‬الدولتينب،‭ ‬فلأنه‭ ‬بدد‭ ‬الأساس‭ ‬الجغرافي‭ ‬والسكاني‭ ‬الذي‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬عليه‭. ‬بدد‭ ‬الترابط‭ ‬الجغرافي‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مدنها،‭ ‬وذلك‭ ‬بمقدار‭ ‬ما‭ ‬بدد‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ووحدة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وبدد‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬تحظى‭ ‬بالشرعية‭ ‬أمام‭ ‬شعبها‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

هكذا،‭ ‬ليتضح‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬العملين‭ ‬متكاملان‭ ‬في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وكيف‭ ‬أنهما‭ ‬شريكان‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬التطلع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬دولة‭. ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬الفشل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬أداة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الأولى‭ ‬الذي‭ ‬تبرر‭ ‬به‭ ‬وجودها‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬الحقيقي‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحاصرة‭ ‬التي‭ ‬رضيت‭ ‬بتصديق‭ ‬الوهم‭.‬

كيان‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬مبدإ‭ ‬الاحتلال‭ ‬والتوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬والقوة‭ ‬المسلحة،‭ ‬قام‭ ‬في‭ ‬الأساس،‭ ‬على‭ ‬انتهاك‭ ‬الشرعية‭ ‬والقانون‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬وجوده‭ ‬الأولى‭. ‬وهو‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الغير‭. ‬وحالما‭ ‬تتغير‭ ‬موازين‭ ‬القوى،‭ ‬أو‭ ‬تنتفي‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وجوده‭ ‬كمعسكر‭ ‬دبابات‭ ‬وطائرات،‭ ‬فإن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بقائه‭ ‬كدولة‭ ‬سوف‭ ‬تتغير‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬فكرة‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اجتثاثها‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬لأنها‭ ‬هي‭ ‬عنوان‭ ‬الأرض‭ ‬الوحيد‭. ‬هناك‭ ‬شعب‭ ‬يبلغ‭ ‬تعداده‭ ‬نحو‭ ‬سبعة‭ ‬ملايين‭ ‬فلسطيني‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬أرضهم،‭ ‬وينافسهم‭ ‬عليها‭ ‬سبعة‭ ‬ملايين‭ ‬مستوطن‭ ‬تركوا‭ ‬مواطنهم‭ ‬الأصلية‭ ‬ليعيشوا‭ ‬في‭ ‬معسكر‭ ‬دبابات‭.‬

وهناك‭ ‬مقاومة‭ ‬حية‭ ‬تبهر‭ ‬العالم‭ ‬وتبهر‭ ‬العدو‭ ‬قبل‭ ‬الصديق،‭ ‬وكلما‭ ‬بلغ‭ ‬اليأس‭ ‬مبلغه‭ ‬تنتفض‭ ‬وتظهر‭ ‬لتثبت‭ ‬ان‭ ‬الفكرة‭ ‬لا‭ ‬تموت‭ ‬وان‭ ‬الحق‭ ‬يتوارث‭. ‬

لا‭ ‬حاجة‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬سجلاّت‭ ‬التاريخ‭. ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬هو‭ ‬التاريخ‭. ‬لونه‭ ‬من‭ ‬لون‭ ‬الأرض،‭ ‬ووجوده‭ ‬من‭ ‬وجودها،‭ ‬وحتى‭ ‬طعامه‭ ‬من‭ ‬طعامها‭.‬

الدولة،‭ ‬بالمعنى‭ ‬المؤسسي‭ ‬شيء،‭ ‬والوجود‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭. ‬فدولتها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬حدودها،‭ ‬تقول‭ ‬بنفسها‭ ‬إنها‭ ‬كيان‭ ‬مزيف‭ ‬ومؤقت‭. ‬أما‭ ‬وجودها‭ ‬الملتبس‭ ‬فإنه‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يتضح‭ ‬في‭ ‬الجوازات‭ ‬المزدوجة‭ ‬للإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬يخشى‭ ‬أن‭ ‬يمضي‭ ‬بقية‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬دبابة‭.‬

السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أن‭ ‬تجيب‭ ‬عليه،‭ ‬هو‭ ‬لماذا‭ ‬يعتبر‭ ‬نتنياهو‭ ‬بقاءها‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬إسرائيل‭. ‬الكلام‭ ‬الصعب‭ ‬إنما‭ ‬يكمن‭ ‬هنا،‭ ‬وهو‭ ‬يستحق‭ ‬جوابا‭ ‬جريئا‭.‬

والجواب‭ ‬الجريء‭ ‬ليس‭ ‬قولا‭ ‬تقوله،‭ ‬وإنما‭ ‬فعل‭ ‬تفعله‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بكل هدوء : نحو بناء اقتصاد وطني جديد

ينص الدستور التونسي على ان الدولة التونسية تضمن التعايش بين القطاعين العام والخاص، وهو تعا…