«طوفان الأقصى» يخلط الأوراق فلسطين..ليست ملفّا للنسيان..!
فاجأت عملية طوفان الأقصى الجميع الداخل كما الخارج، فاجأت حتى أطراف الصراع وكبرى استخبارات العالم..يجمع الكل على هذه الحقيقة وعلى انه لا أحد يمكنه ان يتوقع ما قد يحدث خلال الأيام القادمة أو يفسر ما حدث ولماذا حدث؟
أسئلة كثيرة تطرح منذ ساعات فجر السبت الأولى فبعد ان سمع وشاهد الجميع كيف حدث ما حدث، جاءت الأسئلة الملحة لفهم ما حدث ولماذا حدث واي اهداف لما حدث؟
يتوقع الجميع ان يكون الردّ الإسرائيلي قاسيًا بحجم قسوة الصفعة التي تلقتها اسرائيل فجر السبت الماضي والتي فضحت كذبة الجيش الذي لا يقهر والدولة الآمنة التي يطيب فيها العيش في أمن وأمان، وفي هذا السياق يتوافق المحللون على ان جميع السيناريوهات ستكون مطروحة على طاولة السلطة الإسرائيلية التي ستسعى باي طريقة لحفظ ماء الوجه وفي مقدمة ذلك احداث أكبر خسائر بشرية ومادية ممكنة على امل ان يكون ردها في حجم خسائرها وان يكون ادرسا لكل من يفكر مستقبلا في احراجهاب وان تكون مناسبة لانهاء أي طرف يفكر ذات يوم في مواجهتها.
قبل ساعات أعلنت إسرائيل محاصرة غزة برًّا وبحرًا الا طعام ولا ماء ولا كهرباءب، هكذا قال وزير الدفاع الإسرائيلي مبررًا ذلك بان دولته تتعامل مع اوحوشب، ربما لا يعلم الوزير الإسرائيلي المحرج بهزيمة نكراء كحكومة بلده ان غزة تعوّدت على ذلك وان سكان غزة لم يعد يعنيهم ما قد يفعله جيش بلده بهم فمجازره كثيرة لن تمحى من ضمير الإنسانية.
ان اهم ما في طوفان الأقصى بغض النظر عن تطورات الميدان والنقلة النوعية التي احدثها بنقل الحرب إلى قلب إسرائيل للمرة الاولى منذ ما يزيد عن خمسة عقود هو انه أعاد التذكير بان القضية الفلسطينية قضية لم يمكن قبرها في الرفوف والاتكال على سقوطها بالنسيان.
ان طوفان الأقصى ليس مجرد عملية عسكرية اهانت إسرائيل وكشفت للمرة الأولى وجها اخر لها بل هو حدث تاريخي ستذكره الأجيال القادمة على انه اليوم الذي عادت فيه القضية الفلسطينية الى مكانها الطبيعي اقضية عادلة تسكن وجدان العرب ووجعا ينخر ضمير الإنسانيةب.
لقد تزامن تنفيذ عملية طوفان الأقصى، بغض النظر عمن يقف وراءه ومن خطط لها وأهدافها، في توقيت اعتقدت فيه إسرائيل انها استطاعت ان تدفن هذه القضية وان تحولها الى مجرد ملف يطرح على هذه الطاولة او تلك وعلى هامش مفاوضات او جلسات لمجلس الامن او لجمعيات حقوقية تصدر بيانات ادانة وتمر معولة على حالة الانقسام في صفوف الجسم الفلسطيني متيقنة بأنه سيقبل عاجلا او آجلا باي تسوية قد تطرح عليه وأنّ تطلّعاته إلى السيادة يمكن وضعها جانباً إلى أجل غير مسمّى.
لقد توهمت إسرائيل انها حققت النصر وأنها حسمت الصراع مع الفلسطينيين فتركت الصراع معهم يتعفن آملة ان يكون البتر الحل الوحيد والأخير أمام الفرقاء الذين سيقبلون بما ستلقيه من فتات معولة على سياسة فرّق تسد التي اعتمدتها طوال عقود لتمضي في انكار حقيقة ان هذه القضية تسكن وجدان أصحابها ككل القضايا العادلة وأنها حقٌ لا يمكن اسقاطه بالنسيان فكانت النتيجة وقوفها اليوم عاجزة في مواجهة خصم راديكالي وفي غياب محاور عقلاني قد يجنبها المزيد من الاذلال.
يجمع الكل على ان إسرائيل لن يكون أمامها من حلٍّ خلال الأيام القادمة سوى إراقة الكثير من الدماء الفلسطينية فبقدر ما سيزيد ضغط الداخل الإسرائيلي على الحكومة ورئيسها ناتيناهو بقدر ما سيصعّد هذا الأخير عملياته العسكرية ضدّ غزة بعد عزلها أملا في اسكات الغضب الشعبي ضده والذي قد ينتهي بالاطاحة به لكن هذا التوّحش المنتظر سيقابل بتوحد كل الفصائل الفلسطينية وكلّ الشعوب العربية وراء الراية الفلسطينية وسيخلق جيلاً جديداً لا يستطيع تصوّر كيف يمكن لكيان متوحش مثل اسرائيل أن يكون شريكاً في السلام ذات يوم.
الهجوم الجديد على الكيان الصهيوني هل قررت طهران أخيرا نزع قفازاتها؟
لمدة أشهر طويلة حاولت إيران أن تتجنب الدخول في حرب ضد الكيان الصهوني رغم كل محاولات جرها ل…