في عملية عسكرية واسعة وغير مسبوقة أطلقتها حماس من قطاع غزّة.. : «طوفان الأقصى» يكسر شوكة جيش الاحتلال..!
نهضت المقاومة الفلسطينية فجر أمس في التوقيت غير المتوقع بعد استكانة عميقة ظنها الملاحظون انسحابا وخضوعا للأمر الواقع الذي فرضته اسرائيل على الأرض.. ففي عملية عسكرية غير مسبوقة شنّت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس هجوما بريا وبحريا وجويا ضرب في سبع مستوطنات اضافة الى تسربات عبر السياج الحدودي لعناصر المقاومة. وقد أسفرت العملية عن سقوط عدد كبير من عناصر قوات الجيش الاسرائيلي اضافة الى مئات الجرحى وفي الأثناء تمّ أسر أكثر من 53 عسكريا من الجيش الاسرائيلي ومن المدنيين أيضا ما يدلّ على قوة ودقة العملية العسكرية التي شنّتها المقاومة والتي توغلت قرابة الأربعين كيلومترا في اتجاه اعسقلانب التي شهدت اشتباكات كبرى وفي المقابل سقط عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين بعد ردّة الفعل العشوائية لقوات الجيش الاسرائيلي الذي نفّذ بدوره غارات شرسة على قطاع غزة..
ويبدو أنّ المعركة في ساعاتها القادمة ستشهد تطورات كبرى بعد إعلان الحرب من الجهتين.. حرب أعلنها نتانياهو في أول تعليق له على عملية اطوفان الأقصىب وردّ عليه قائد الأركان في كتائب القسام بقوله: انعلن بدء عملية طوفان الأقصى واليوم هو يوم المعركة الكبرى لانهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرضب ودعا الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي 48 للانضمام الى هذه الحرب بكل ما يملكون من أسلحة نارية وأسلحة بيضاء.
أولى الملاحظات التي أكّدها الخبراء العسكريون هو هذا التطور الكبير والمفاجئ للقدرات العسكرية لدى المقاومة الفلسطينية وتحديدا لدى حركة حماس.. تطور في مستوى االتفكير الحربيب وأيضا في مستوى الامكانيات التي كشفتها حماس في عملية ”طوفان الأقصى” والتي تم خلالها استعمال صواريخ قصيرة وطويلة المدى وصل مداها الى تل أبيب والقدس اضافة الى وحدات المظليين ووحدات الضفادع البشرية مقابل فشل ” القبة الحديدية” في صدّ صواريخ كتائب القسام وقد أقرّ الجيش الاسرائيلي بذلك كما أقرّ بفشل كل “عملياته الاستخباراتية” التي لم تتضمن تقاريرها ما حققته حماس من تطور كبير في مستوى التجهيزات العسكرية حيث تمكنت المقاومة وخلال عشرين دقيقة من قصف المستوطنات بأكثر من 5 آلاف صاروخ و قذ يقة اضافة الى سيطرتها على عدد من المستوطنات في غلاف غزة ووقعت كلها تحت سيطرة المقاومة الفلسطينية…
العملية كما اشرنا أطلقت عليها المقاومة عنوان اطوفان الاقصىب وفي ذلك دلالة على مدى قوة العملية ودقتها وردّا على انتهاكات الجيش الاسرائيلي وجرائمه ضد أصحاب الارض اضافة الى استباحته للمقدسات في مدينة القدس… وفي المقابل وكردّة فعل أولى أطلق الجيش الاسرائيلي عملية عسكرية باسم االسيوف الحديديةبودشّنها بغارات جوية على القطاع… وبين” طوفان الاقصى والسيوف الحديدية” شهداء وقتلى ودمار شامل ستدفع اغزةب ـ لوحدها ـ ثمنه باهظا كما حدث سابقا مقارنة بما ستلقاه اسرائيل من تعاطف دولي أمريكي وأوروبي وقد جاء ذلك بالفعل من االبيت الابيضب الذي أعلن بان اسرائيل في حالة حرب ومن حقّها ان تدافع عن نفسها وفي ذلك اضوء أخضر أمريكيب لاجتياح القطاع…! وعليه فإن السؤال الآن الى أيّ مدى يمكن ان يصل ردّ الفعل الاسرائيلي وقد أعلنت الحرب ـ بالفعل ـ على لسان نتنياهو الذي أكد انحن في حرب وسننتصرب… كما أكد بأن الاولوية تتمثل في تطهير المستوطنات التي استولت عليها المقاومة وفكّ أسر الرهائن من عسكريين ومدنيين ثم اتخاذ القرار المناسب بعد ذلك…
والواقع ان الجيش الاسرائيلي لم يفهم ـ بعد ـ كيف تمكّنت المقاومة من انجاز هذا الاكتساح في وقت قياسي أطاحت فيه بمستوطنات واحتجزت خلاله رهائن عسكريين واستحوذت على ثكنات ومراكز أمن وأسلحة وذخيرة فاقت كل التقديرات اضافة الى اسقاطها لأكثر من مائتي قتيل من الجيش الاسرائيلي وقرابة 1000 جريح… هذا الاكتساح فاجأ كما اشرنا الجيش الاسرائيلي وحكومة اليمين المتشدّدة بعد فشل استخباراتها في التحذير من هذا االاكتساحب والذي تم الاعداد له ـ في الواقع ـ منذ أشهر…
نعود لنختم بالسؤال الذي نتوقع الاجابة عنه خلال الساعات القادمة على أرض المعركة… كيف ستكون ردّة فعل الجيش الاسرائيلي على الأرض…؟
هناك ـ في الواقع ـ عديد السيناريوهات والخيارات الصعبة أوّلها ان تطلق اسرائيل الحرب الشاملة على القطاع مع تنفيذ اغتيالات لعدد من القيادات العسكرية من المقاومة والخيار الأصعب هو امغامرةب احتلال غزة بالكامل وهذا مكلف ماديا ولوجستيا واسرائيل لن تندفع الى هذا الخيار باعتباره يمثل استنزافا لجيشها ولامكانياته.
أما الخيار الثالث فهو الأقرب ويتمثل في تقسيم القطاع الى مناطق منفصلة مع تنفيذ هجمات دقيقة وعمليات ممنهجة على القرى والمدن وتدمير جوي للبنية التحتية في القطاع اضافة الى اغتيالات لعدد من القادة من الجناحين العسكري والسياسي وكل هذه الخيارات ستكون لها ـ في الأخير ـ تداعيات دموية بطبيعة الحال بما أنها ستفتح المعركة على كل الجبهات وكل فصائل المقاومة الفلسطينية والتي بدأت ـ بالفعل ـ في التهيؤ للمعركة الكبرى.
المشهد الآن دموي وستزداد دمويته خلال الساعات القادمة واسرائيل لن تتردد في اقتراف كل اشكال الجرائم في قطاع غزة خاصة مع الدعم الكامل الذي تلقاه من الولايات المتحدة الأمريكية ومن رئيسها ابايدنب الذي أعلن ـ بالفعل ـ تعاطفه مع اسرائيل مع اعطائها الضوء الأخضر للدفاع عن نفسها… وفي المقابل هناك حراك عربي محتشم يدعو الى وقف االعنفب وضبط النفس وهذا الحراك العربي لم يجرؤ ـ بطبيعة الحال ـ على التعاطف مع محنة القطاع ولم يجرؤ على توجيه ولو مجرد ادانة لاسرائيل على ما ارتكبته وما ترتكبه من جرائم في حق الأرض والعرض… لذلك قلنا بان غزة ستكون وحيدة وستدفع ـ لوحدها ـ الثمن باهظا وقد تعوّدت على ذلك وألفته ولم تتعب وتبقى ورقة الرهائن المحتجزين لدى المقاومة ورقة الانتصار الحقيقي لكتائب القسام وستكون عنوان صفقة موجعة لجيش الكيان الاسرائيلي.
«مجلس أعلى للثقافة».. من أجل إعادة البناء..!
من أكثر القطاعات التي تحتاج الى «حرب تحرير وتطهير» كبرى، قطاع الثقافة و«ثكنته البيروقراطي…