قائمتان تتقارب حظوظهما والمنافسة لا تبدو حامية
تنطلق اليوم أشغال المؤتمر السادس للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والثامن والعشرين للمهنة والذي يعلّق عليه أهل القطاع آمالا كبيرة، خاصة في الظرف الحالي، وما تعتبره القاعدة الصحفية، ظرفا استثنائيا، قياسا على فترات سابقة، وخشية بالخصوص من بعض التطورات التي قد ترافق تفعيل الفصل 54 وما يعنيه ذلك من إمكانية سجن أي صحفي اعتمادا فقط على وشاية أو اكابتير ديكرونب لتدويناته في صفحات التواصل الاجتماعي.
فالقطاع لم يخل من مشاكل ومعارك واكراهات طيلة الفترة الفارطة، لكن كل ذلك لا يُعتبر خطيرا أمام الفصل 54 حسب عديد الناشطين نقابيا في صفوف الصحفيين، لأنه وحده الذي سيهيمن على العمل الإعلامي مستقبلا، وهو وحده الذي سيفرض حضوره باعتباره سيفا سيظل مسلّطا على رقاب كل صحفي، حتى وان لم تشمله عقوبة أو لم يتجاوز الخطوط المسموح بها، لأن مجرد بقائه هو بقاء سيطرة خفية على القطاع من خلال التخويف والترهيب.
الإعلام تحت القصف المركّز والنقابة تحت الحصار
لم تنقطع الهجمات اليومية على قطاع الاعلام، سواء الرسمية أو التي تأتي من أطراف السلطة وحواشيها وحتى من معارضيها، كما تعرّضت النقابة الوطنية للصحفيين في مقرها بشارع الولايات المتحدة الى حصار دام ثلاثة ايام من قبل أنصار الحزب الدستوري الحر، في مناسبتين على الاقل دون اعتبار للدروس التي تلقيها السيدة عبير موسي يوميا في شكل الايفاتب جعلت من نقابة الصحفيين هدفا مباشرا لها واستطاعت أن تؤلّب جزءا لا بأس به من أنصارها ومن الرأي العام على النقابة وعلى قطاع الاعلام ككل.
كما تعرض القطاع أيضا الى عدة انتقادات واضحة وصريحة تصل الى حد الهجومات، من قبل رئيس الدولة في خطابات عدة في الفترة الاخيرة، خاصة التلفزة الوطنية وتحديدا نشرة أنباء الثامنة، والتي يبدو انها كانت سببا مباشرا في جعل مديرة التلفزة تضحّي برئيسة تحرير النشرة بعد تزايد الضغوط عليها.
هذه الهجمات وهذا الحصار ولّد شعورا عارما لدى قاعدة واسعة من أنصار النقابة الوطنية للصحفيين بأن المعركة تحولت الى معركة حريات واستقلالية، بعد ان كانت قبل شهور مضت معركة أوضاع اجتماعية وظروف تشغيل وحالة مؤسسات توشك على الإفلاس، وبالتالي استطاعت هذه الهجمات وهذا الحصار ان تولّد حالة التفاف حول شعار يبدو انه سيكون عنوانا للمؤتمر وهو: الصحافة ليست جريمة، اعتبارا لعديد الايقافات التي طالت صحفيين على أساس رأي أو مقال أو موقف.
قائمتان وحظوظ تقريبا متساوية
وتسود الأوساط الصحفية هذه الأيام أحاديث كثيرة عن الأسماء التي يمكن ان تحظى بثقة الناخبين وتصعد للمكتب التنفيذي للنقابة في دورته القادمة، فالقائمة غابت عنها عديد الاسماء التي كان منتظرا حضورها، سواء من قدماء الناشطين في المجال النقابي أو من اكباراتب المهنة وانحصرت تقريبا في فئة أقرب الى الشباب، مثل المؤتمر السابق وهو ما يمكن ان يكون ايجابيا من ناحية ديناميكية النقابة وقربها من مشاكل الصحفيين خاصة الشباب، كما يمكن ان يكون سلبيا ايضا من ناحية قلة الخبرة ونقص الاشعاع، وانحسار التأييد داخل القطاع للنقابة ومكتبها.
آخر النقاشات تقول ان هناك قائمة يترأسها الزميل زياد دبار وهو العائد من راحة بعد فترتين نيابيتين قضاهما مع مكتب ناجي البغوري ومكتب المرحومة نجيبة الحمروني، ويقول أنصاره ومؤيدوه انه الاكثر فرصا للفوز برئاسة النقابة. في نفس الوقت تتصدر الزميلة أميرة محمد قائمة ثانية لا تقل حظوظا عن الاولى، وتضم عددا من الزملاء المعروفين بتصدّيهم خاصة للدفاع عن الحريات ومواقفهم الثابتة من مسألة الاستقلالية.
لا يمكن التعويل على الذات دون دعم الفلاحة وزيادة الاستثمارات : مـــتـــى يـــعـــي الــتـونــســيــون أن أمــانـهــم فـي أرضهم؟
في آخر تقرير صادر عنه الاسبوع الفارط، حذّر المرصد الوطني للفلاحة من تراجع في قيمة الاستثما…