2023-10-06

المؤتمر السادس لنقابة الصحفيين التونسيين (الثامن والعشرون للمهنة) : بين ما تحقّق وما لم يتحقّق..تحدّيات كبرى تنتظر المكتب الجديد!

تعقد‭ ‬النقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحفيين‭ ‬التونسيين‭ ‬مؤتمرها‭ ‬السادس‭ ‬اليوم‭ ‬6‭ ‬وغدا‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬والثامن‭ ‬والعشرين‭ ‬للمهنة‭  ‬لانتخاب‭ ‬مكتبها‭ ‬التنفيذي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬ترشح‭ ‬لخوض‭ ‬غماره‭ ‬20‭ ‬مترشحا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطنية‭ ‬المكتوبة‭ ‬والمسموعة‭ ‬والمرئية‭ ‬والتصوير‭ ‬الصحفي‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬وكذلك‭ ‬الإعلام‭ ‬الجهوي‭.‬

وبين‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬المغادر‭ ‬بتركيبته‭ ‬الفتية‭ ‬والمكتب‭ ‬الذي‭ ‬سيختار‭ ‬أعضاءه‭ ‬الصحفيون‭ ‬التونسيون‭ ‬عبر‭ ‬صندوق‭ ‬الإقتراع‭ ‬تطرح‭ ‬عدة‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬ما‭  ‬حققه‭ ‬المكتب‭ ‬الحالي‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬إنجازه‭ ‬لفائدة‭ ‬القطاع‭ ‬الإعلامي‭ ‬والصحفيين‭ ‬وأي‭  ‬تحديات‭  ‬تنتظر‭  ‬المكتب‭  ‬التنفيذي‭ ‬القادم‭ ‬وسط‭ ‬واقع‭ ‬يعتبر‭ ‬الأصعب‭ ‬والأدق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الصحافة‭ ‬التونسية‭ ‬إعتبارا‭ ‬للصعوبات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬جل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الإشكالات‭ ‬القديمة‭ ‬الجديدة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الصحفيين‭ ‬والوضعيات‭ ‬الهشة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العنوان‭ ‬الأبرز‭ ‬الذي‭ ‬يتصدر‭ ‬تحديات‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬والتعبير‭ ‬الذي‭ ‬شرع‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬غمار‭ ‬النضالات‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المكسب‭ ‬الهام‭.‬

أستاذ‭ ‬الإتصال‭ ‬والباحث‭ ‬في‭ ‬الميديا‭ ‬الصادق‭ ‬الحمامي‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـاالصحافة‭ ‬اليومب‭, ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الإعلامي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬بصدد‭ ‬الإنهيار‭ ‬بالكامل‭ ‬وتبرز‭ ‬مؤشرات‭ ‬هذا‭ ‬الإنهيار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬واقع‭ ‬جل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطنية‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬الصحافة‭ ‬المكتوبة‭ ‬مرورا‭ ‬بالمشهد‭ ‬التلفزيوني‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬يستجيب‭ ‬لأدنى‭ ‬مقومات‭ ‬الإعلام‭ ‬البصري‭ ‬باستثناء‭ ‬نشرات‭ ‬الأخبار‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الإعلام‭ ‬السمعي‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬الوضع‭ ‬ذاته‭.‬

وأبرز‭ ‬محدثنا‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬عوامل‭ ‬كثيرة‭   ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يعيشه‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬صعب‭ ‬وأبرزها‭ ‬عدم‭ ‬اقتناع‭ ‬النخب‭ ‬السياسية‭  ‬بدور‭ ‬الإعلام‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬بتغييبه‭ ‬كما‭ ‬لم‭  ‬تقم‭ ‬الدولة‭ ‬بإرساء‭  ‬سياسات‭ ‬عمومية‭ ‬لإصلاح‭ ‬الإعلام‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يهدد‭ ‬وجود‭ ‬الصحافة‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬الشبكات‭ ‬الاجتماعية‭  ‬وقد‭ ‬افتكت‭  ‬دورها‭ ‬لتصبح‭ ‬مصدرا‭ ‬للأخبار‭ ‬والمعلومات‭.‬

ويضيف‭ ‬الأستاذ‭ ‬الحمامي‭ ‬أن‭ ‬النقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحفيين‭ ‬التونسيين‭ ‬قامت‭ ‬بدورها‭ ‬المنوط‭ ‬بعهدتها‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬حقوق‭ ‬الصحفيين‭ ‬المهنية‭ ‬والإجتماعية‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬المرسومين‭ ‬115‭ ‬و116‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬ومشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬والمقترحات‭ ‬وبقطع‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬إخفاقها‭ ‬أو‭ ‬تقصيرها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬أو‭ ‬الملفات‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يعيشه‭ ‬الإعلام‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬انهيار‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬بالأساس‭ ‬الدولة‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬إرساء‭ ‬سياسات‭ ‬عمومية‭ ‬للإعلام‭ ‬من‭ ‬مهامها‭ ‬مبرزا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تنتظر‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬الجديد‭ ‬لنقابة‭ ‬الصحفيين‭ ‬التونسيين‭ ‬هو‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬الإعلام‭ ‬خاصة‭ ‬العمومي‭ ‬والدفع‭ ‬نحو‭ ‬إرساء‭ ‬سياسات‭ ‬عمومية‭ ‬لفائدته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النهوض‭ ‬بدوره‭ ‬وتأمين‭ ‬جودة‭ ‬المضامين‭ ‬الإعلامية‭.‬

توحيد‭ ‬القوى‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬القطاع

أما‭ ‬الصحفية‭ ‬والعضوة‭ ‬السابقة‭ ‬بالمكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬للنقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحفيين‭ ‬التونسيين‭ ‬سلمى‭ ‬الجلاصي‭ ‬فتقول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬أنه‭ ‬دون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬التقييمات‭ ‬التفاضلية‭, ‬لكل‭ ‬مكتب‭ ‬بالهيئة‭ ‬المديرة‭ ‬لنقابة‭ ‬الصحفيين‭ ‬ظروف‭ ‬وملابسات‭ ‬وزمنية‭ ‬انتخاب‭ ‬وبالتالي‭ ‬ما‭ ‬يحسب‭ ‬نجاحا‭ ‬لمكتب‭ ‬قد‭ ‬يحسب‭ ‬إخفاقا‭ ‬لمكتب‭ ‬آخر‭ ‬وفق‭ ‬مجريات‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬فاعلا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬المكاتب‭ ‬المتكررة‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الرأي‭ ‬الناصح‭ ‬للمترشحين‭ ‬للمكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬الجديد‭ ‬بعدم‭ ‬الإسهاب‭ ‬في‭ ‬الوعود‭ ‬الانتخابية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لأن‭ ‬تسيير‭ ‬الشأن‭ ‬النقابي‭ ‬اليومي‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬مكلف‭ ‬جهدا‭ ‬ووقتا‭.‬

وأبرزت‭ ‬محدثتنا‭ ‬أن‭ ‬الإقتصار‭ ‬على‭ ‬ملفين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملفات‭ ‬تتجمع‭ ‬حولها‭ ‬مكونات‭  ‬القوى‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬صحفيين‭ ‬ومصورين‭ ‬صحفيين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬بالإعلام‭  ‬والإلتفاف‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬مشتركة‭ ‬وتوحيد‭ ‬ضوابط‭ ‬الدخول‭ ‬للمهنة‭ ‬وتطوير‭ ‬القوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬لصلاحيات‭ ‬الهيكل‭ ‬النقابي‭, ‬سوف‭ ‬توفر‭ ‬أرضية‭   ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تكوين‭ ‬عمادة‭ ‬أو‭ ‬اتحاد‭ ‬للصحفيين‭ ‬مبينة‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يقتصر‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مطلبين‭ ‬رئيسيين‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬واضح‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحسن‭ ‬الأداء‭ ‬النقابي‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬اشتغل‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬بشكل‭ ‬تشاركي‭ ‬مع‭ ‬قدماء‭ ‬المهنة‭ ‬للإستئناس‭ ‬بخبراتهم‭ ‬أو‭ ‬تكليفهم‭ ‬بملفات‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬ضمن‭ ‬لجنة‭ ‬مختصة‭ ‬وهكذا‭ ‬تتوحد‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬الصحفي‭  ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬لا‭ ‬ننكر‭ ‬دور‭ ‬نقابة‭ ‬الصحفيين‭ ‬التونسيين‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قيم‭ ‬الحرية‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬ومختلف‭ ‬المبادئ‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بقية‭ ‬القوى‭ ‬المدنية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عنه‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الدورة 44 من مهرجان باجة الدولي: الإفتتاح فلسطيني ..و الإختتام سيكون تونسيا مع ألفة بن رمضان

أثثت السهرة الافتتاحية الرسمية للدورة 44 من مهرجان باجة الدولي يوم 17 جويلية الجاري   فرقة…