لاعب جديد من أبناء الترجي يغادر من الباب الصغير: هـاجـس النتيجة والأداء أقــــــــــوى مـــن الانـــتــمـاء
اكتوى المدرب معين الشعباني بنفس النيران التي جعلت عددا من أبناء الترجي يغادرون من أصغر الأبواب في السنوات الأخيرة، فرغم أن رئيس النادي حمدي المؤدب غيّر الاستراتيجية منذ خروج فوزي البنزرتي في موسم 2017 بمنح الفرصة للاعبين السابقين لفريق باب سويقة الا أن النهايات لم تكن سعيدة مع كل واحد منهم حيث كانت الإقالة مفروضة في بعض التجارب بينما استبق الشعباني الأمور وقرّر الانسحاب بمحض ارادته تفاديا لمصير من سبقوه طالما أن الوضع ازداد سوءا في أعقاب التأهل غير المقنع ضد الديوانة البوركيني والذي أشعل من جديد اثورةب غضب كبيرة في صفوف الأحباء لتحفظ الاستقالة ماء الوجه في ظل حرص المدرب السابق على المحافظة على الصورة الجيّدة التي رسمها في مروره الأول والذي كان تاريخيا بكل المقاييس.
وتداولت نجوم نحتت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الترجي على الاشراف على دواليبه الفنية في السنوات الأخيرة حيث كانت البداية بخالد بن يحيى الذي حمل المشعل من منذر الكبيّر لكنه أقيل من مهامه في أعقاب الخسارة ضد غرة أوت الأنغولي في ذهاب الدور نصف النهائي لرابطة الأبطال ليخلفه مساعده معين الشعباني الذي توّج بنسختين متتاليتين من رابطة الأبطال قبل أن يغادر منصبه في صائفة 2021 وتستنجد إدارة الترجي ببطل افريقيا 2004 راضي الجعايدي العائد من تجربة أوروبية لم تخوّل له البقاء طويلا ليعود صاحب انجاز 2011 نبيل معلول الى الواجهة ويقود زملاء محمد علي بن رمضان الى احراز البطولة غير أن الخروج من المسابقة القارية جعله يعيش نفس المصير الذي واجهه زملاؤه ليظهر الشعباني من جديد في دور االمنقذب لكنه خيّر الاستقالة من مهامه مبكّرا تفاديا لمواجهة مع الجماهير الغاضبة.
وكان سوء النتائج وكذلك ضعف الأداء من الأسباب الرئيسية التي أدّت الى خروج انجومب الترجي السابقين من الباب الصغير بعد أن رافقتهم هالة كبيرة عند تعيينهم مثلما كان الحال مع راضي الجعايدي الذي تلقى تكوينه التدريبي في أوروبا أو نبيل معلول ومعين الشعباني اللذان كتبا اسمهما ضمن المتوجين برابطة الأبطال الافريقية، ولم يكن السجّل الحافل للأسماء التي تولت تدريب فريق باب سويقة في السنوات الأخيرة كافيا للصمود طويلا بما أنها ذاقت طعم الخيبات وكانت عرضة لحملات كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي جعلها ترمي المنديل وتخرج غير مأسوف عليها في ظل ارتفاع سقف الطموحات.
معين الشعباني:“ثورة” غضب
لاقى تعيين المدرب معين الشعباني من جديد على رأس الترجي ارتياحا كبيرا خاصة وأن مروره الأول كان ناجحا بكل المقاييس وخاصة في بدايته التي تزامنت مع تتوجيين برابطة الأبطال بقيا في البال، ولئن أسعف الحصول على المركز الثاني الشعباني نسبيا خصوصا وأنه محا آثار خسارة كأس تونس فإن المستوى الباهت للمجموعة في مطلع الموسم الجاري جعل المدرب الذي كان مطلبا في وقت سابق غير مرغوب فيه لشقّ كبير من الجماهير ما دفعه الى الخروج رغم الثقة المطلقة من الهيئة المديرة التي رأته الرجل المناسب في هذا الظرف.
وتشبه مغادرة الشعباني لمنصبه كثيرا نهاية تجربته الأولى التي دامت ثلاث سنوات حيث دفع الرفض الجماهيري رئيس النادي حمدي المؤدب عن التمسك بموقفه بالابقاء على مدربه والذي جعل الفريق يعود الى التدريبات بصفة متأخرة ليكون خروج الشعباني من جديد بطريقة لا تليق مع الإنجازات التي حقّقها منذ توليه المهمة في ظرف صعب لكنه دفع ثمن اختياراته الفنية والتكتيكية وكانت عقيمة ودون فاعلية كبيرة.
نبيل معلول: ضحية رابطة الأبطال
لم يكن أشد المتشائمين يتصور أن يخرج الترجي خالي الوفاض في الموسم الفارط قياسا بالفوارق التي تفصله عن بقية منافسيه على المستوى المحلي وكذلك الزاد البشري الثري الذي يملكه غير أن واقع الميدان كان مخالفا تماما اذ عجز المدرب نبيل معلول عن إيجاد الحلول وعاش نكسة كبيرة في المسابقة القارية ضد الأهلي المصري وتزامنت مع تراجع رهيب في البطولة ليغادر منصبه في مسعى من الإدارة الى احداث الرجّة النفسية المطلوبة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة وأن التيار لم يعد يمرّ بين معلول وجانب كبير من الجماهير.
وبعد أن قاد الترجي الى مواصلة هيمنته المحلية بالفوز بالبطولة بعد تعديل الأوتار في الجولات الثلاث الأخيرة من الموسم قبل الفارط، لم ينجح نبيل معلول في توظيف الرصيد البشري على الوجه الأكمل كما زادت الإصابات والعقوبات في تعقيد موقفه ليكون الخروج من رابطة الأبطال نقطة النهاية في مروره الثالث مع فريقه الأم الذي آمن بقدراته التدريبية ومنحه الفرصة التي استغلها صانع الألعاب السابق ليصبح من أبرز الأسماء المحلية رغم أن أسهمه انخفضت كثيرا مع الترجي.
راضي الجعايدي: أداء دون نتائج مرجوة
نال المدافع الدولي السابق راضي الجعايدي فرصة لم يكن يحلم بها قياسا بقصر تجربته التدريبية وكذلك ابتعاده عن الساحة المحلية حيث عاد الى فريقه الأم في خطة جديدة كانت رهاناتها كبيرة بحكم الخطاب الذي حاول ابن قابس نقله الى محيطه الداخلي والخارجي غير أن الأمور لم تسر على الوجه الأكمل رغم الأداء الجيد للفريق الذي لم يضمّ عناصر قيّمة مقارنة بآخر موسمين، وباستثناء الفوز بالسوبر التونسي على حساب النادي الصفاقسي فإن فترة الجعايدي كانت جافّة حيث خسر االسوبرب الأول ضد الاتحاد المنستيري كما غادر رابطة الأبطال أمام وفاق سطيف قبل أن تعصف به الخسارة ضد هلال مساكن في كأس تونس لتعجّل هيئة الترجي في اقالته تفاديا لضياع لقب البطولة.
ولئن تحسّن مستوى الترجي من الناحية الهجومية حيث خلق الجعايدي آليات لعب جديدة الا أن هاجس النتيجة المسيطر على دائرة القرار جعل خروجه الأسرع بين كل أبناء النادي الذين تولوا المهمة منذ خروج فوزي البنزرتي حيث لم يكمل الموسم وزاد تقديمه شكوى للمطالبة بمستحقاته المالية في اضعاف موقفه وخلق نوعا من القطيعة التي يصعب معها تجديد التجربة في الفترة القادمة رغم القناعة التامة بالبصمة التي تركها صلب الفريق.
خالد بن يحيى: فترة فراغ
أصبح خالد بن يحيى متعودا على الإقالة في جميع التجارب التي خاضها منذ مروره الأول مع الترجي واقترن باحراز الثنائي غير أن خروجه في موسم 2018 كان الأكثر ايلاما باعتباره من أبناء النادي وكذلك لوزنه الكبير داخل الجماهير، فخروج اكرولب تونس من منصبه كان بين مباراتي نصف النهائي ضد غرة أوت الأنغولي ليقطف مساعده معين الشعباني ثمار العمل بحصده رابطة الأبطال التي كانت منعرجا حاسما في مسيرة مختلف الأسماء التي تداولت على الترجي.
ولئن حاول بن يحيى فرض الانضباط وضخّ دماء جديدة صلب الفريق، فإن الأداء لم يكن متميزا للدرجة التي تجعل الفريق قادرا على تحقيق أهدافه المرجوة وبالتالي كانت الخسارة ضد غرة أوت الأنغولي بمثابة الحلقة التي جعلت العلاقة تصل الى طريق مسدود لتكون القطيعة مفروضة طالما أن الفريق لم يجد ثوابته المعهودة وبالتالي لعب ضعف الأداء وطول فترة الفراغ دورا هاما في خروج واحد من أساطير الترجي من الباب الصغير.
في صورة غياب توغاي : الـــجـــلاصــــي ورودريـغـاز منـذ البدايـــــــــــة
ينوي المدرب المؤقت إسكندر القصري إجراء عديد التحويرات التي قد تمسّ الخطوط الثلاثة وذلك بهد…