انطلق العدّ التنازلي باتجاه الاستحقاق الانتخابي الذي ستنظمه تونس في 24 ديسمبر المقبل والمتمثل في الانتخابات المحلية و تقوم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بوضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات اللوجستية والمادية والبشرية لإنجاح هذه المحطة الانتخابية وتنظيمها على أكمل وجه.
وقد تم تحديد الرزنامة الانتخابية إلى جانب تحيين السجل الانتخابي كما تم انتداب أكثر من ثلاثة آلاف عون بين متعاقدين وقارّين لحسن سير العملية في جانبها البشري على حد تعبير الناطق الرسمي باسم الهيئة.
و من جهة أخرى اتبعت الهيئة منهجية عمل للتواصل المباشر مع المواطنين وحثهم على التسجيل من ذلك التوجه إلى أصحاب المهن الحرة والموظفين العموميين و المرأة الريفية الموجودة في الحقول الفلاحية وقد تم تسجيل إلى حدود يوم أمس 160 ألف عملية تحيين انطلاقا من 26 سبتمبر الماضي إضافة إلى تسجيل قرابة مليون مشاركة على تطبيقة*190* للتثبت من موقع مركز الاقتراع.
وحسب المنصري فإن الهيئة خصصت 54 يوما للقيام بعمليات التحيين ومن المنتظر تسجيل أرقام مهمة في هذا الصدد مع العلم فان مجلس الهيئة الذي التأم أول أمس دعا المترشحين إلى تكوين ملفاتهم والانطلاق في قبول الترشحات من 28 أكتوبر الجاري إلى غاية 1 نوفمبر المقبل.
وستتم المصادقة على افتتاح الهيئات الفرعية في 11 أكتوبر وهي التي ستشرف على قبول الترشحات مع أنّ ميزانية الانتخابات المحلية بحسب مصادرنا ستكون كسابقاتها أي في حدود 40 مليون دينار، على أن يتم ضبط الميزانية بصفة رسمية بعد نهاية المسار أي بعد القيام بكل المصاريف من شراءات وانتدابات واتفاقات مع مؤسسات الدولة الأخرى.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد دعت الراغبين في الترشح لعضوية المجالس المحلية للانطلاق في إعداد ملفاتهم وتجميع التزكيات المطلوبة (دون حاجة للتعريف بالإمضاء)، وإيداع ملفات ترشحاتهم في الفترة الممتدة بين 23 أكتوبر و1 نوفمبر 2023 في جميع مقرات الهيئات الفرعية.
كما وضعت الهيئة على صفحتها الرسمية الوثائق المرفقة بملف الترشح ونماذج منها على غرار مطبوعة مطلب الترشح ومطبوعة التصريح على الشرف واستمارة تجميع التزكيات.
ومن بين الوثائق المطلوبة موجز للبرنامج الانتخابي للمترشح ممضى من قبل 50 مزكيا من الناخبين المسجلين في الدائرة الانتخابية، على أن يكون نصف المزكين من الإناث والنصف الثاني من الذكور، وألا يقل عدد المزكين من الشباب دون سن 35 سنة عن 15 مزكيا، ولا يجوز للناخب أن يزكي أكثر من مترشح واحد.
كما يتضمن ملف الترشح بطاقة إعاقة بالنسبة للناخبين من ذوي الإعاقة الذين يرغبون في الترشح، وتوكيلا معرفا عليه بالإمضاء في صورة تقديم مطلب الترشح من الغير.
ومن جهة أخرى صادق مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أول أمس في اجتماع عقد بمقره الرسمي على جملة من المسائل المالية المطروحة على جدول أعماله وهي الحسابات المالية السنوية للهيئة على ضوء تقرير مراقبي الحسابات ومشروع ميزانية الهيئة لسنة 2024 وميزانية الانتخابات المحلية ليوم 24 ديسمبر 2023 وبرنامج الشراءات وتوزيع اعتمادات التجهيز و برنامج استغلال فواضل اعتمادات التجهيز كما ذكرت الهيئة أن الاجتماع أرجأ النظر في التقرير المالي للهيئة لسنة 2022 الى اجتماع مقبل.
ومن جهة أخرى ناقش أعضاء مجلس الهيئة في اجتماعهم القرار الترتيبي الخاص بقواعد وإجراءات الترشح للانتخابات المحلية وتم خلال الاجتماع عرض المخطط الاعلامي للهيئة لهذه المحطة الانتخابية المقبلةوصادق أعضاء الهيئة أيضا على اتفاقيتي الشراكة والتعاون المبرمتين بين هيئة الانتخابات ومنظمة الكشافة التونسية ومؤسسة الاذاعة التونسية.
هذا عن الترتيبات والاجراءات اللوجستية ويبقى السؤال الأهم من كل ذلك هو سؤال الشرعية والمشروعية اي سؤال المصداقية والمرتبط جوهريا بالاقبال الشعبي على هذه الانتخابات والذي اصبح الان موضع جدل وتشكيك بل ثمة من يؤكد سواء كان من أنصار المسار أو من خصومه أن العزوف سيكون كبيرا في هذه الانتخابات ولن تشهد اقبالا كبيرا على صناديقها وهو ما أكدته قيادات من حركة الشعب ـ مثلا ـ وهي الحركة المنتصرة لمسار 25 جويلية رغم ما يبدو عليها من ترددات في المواقف..!
في تشبيك المقاربة الأمنية بالمقاربة الاجتماعية والثقافية..
جدّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد دعوته إلى مواصلة العمل المكثف على مدار الساعة لتفكيك شبكات …