وجدي بوعزي يطارد الانتصار الأول: فـهـل تـكون الانطلاقة من بوابة فـريقه التاريـخي؟
سيقود وجدي بوعزي فريقه اتحاد تطاوين في اللقاء الثاني، وهو لقاء مميز بالنسبة إليه حيث سيكون في مواجهة الفريق الذي عرف معه المجد وهو الترجي الرياضي بهدف تحقيق الانتصار الأول في مسيرته الاحترافية بعد الهزيمة الأولى أمام نجم المتلوي في الأسبوع الماضي.
لم يركن وجدي بوعزي إلى راحة مطولة بعد نهاية مسيرته الرياضية لاعبا محترفا ومتألقا في الترجي الرياضي بشكل أساسي، فقد اقتحم عالم التدريب سريعاً عكس العديد من لاعبي جيله بما أنه سيتمتع بفرصة تدريب فريق من الرابطة المحترفة الأولى بمفرده في أول اختبار بالنسبة إليه، ومن النادر أن تمتع مدرب شاب بمثل هذه الفرصة ولكن إدارة اتحاد تطاوين قرّرت منحه فرصة كبيرة حتى يشق طريقه نحو النجومية في عالم التدريب بخطوة عملاقة بما أن عديد الأسماء التي شرعت في عالم التدريب من قبله لم تتمتع بهذه الفرصة الكبيرة خاصة بعد مرحلة الذهاب المميزة لفريق الاتحاد في الموسم الماضي والتي مكنته من التأهل إلى مرحلة االبلاي أوفب.
خبرة كبيرة مع الترجي
خاض بوعزي تجربة طويلة ومميزة مع الترجي خاصة على الصعيد القاري فكان طرفا فاعلا في جيل 2011 الذي أعاد الترجي إلى الزعامة الإفريقية متوجا بدوري أبطال إفريقيا حيث كان ضمن فريق الأحلام الذي ضم في تلك الفترة كل من يوسف المساكني وأسامة الدراجي وخليل شمام وخالد القربي وغيرهم من اللاعبين الذين مكنوا الترجي من حصد لقب ثمين للغاية منح الأحمر والأصفر فرصة العودة إلى الزعامة القارية تحت قيادة المدرب نبيل معلول انذاك.
وقبل ذلك كان المدرب الجديد لإتحاد تطاوين قد لعب دوراً مهما في سيطرة الترجي محليا خاصة في موسم الحصول على لقب البطولة في 2008ـ2009 بعد أن تألق في عديد المباريات، ورغم أن ركلة الجزاء التي أضاعها في إحدى مباريات الدربي كان من شأنها أن تغير مسيرته بشكل كامل فإنه صمد وعاد من بعيد ليكون ورقة رابحة في مسيرة الترجي وبالتالي تمكن من أن يحرز العديد من الألقاب ولا يكتفي بمجرد المشاركة في الإنجازات من بعيد.
ولا أحد يمكنه أن يعرف سبب نهاية مسيرة بوعزي مع الترجي بطريقة غريبة لا تعكس ما قدمه للفريق فبعد الرحيل عن الترجي خاض تجارب مختلفة كان القاسم المشترك بينها فشله في تقديم الإضافة وكان واضحا أن مسيرته ارتبطت بالترجي الرياضي بشكل خاص وأساسي وهو ما جعله يغادر فريق لوزان السويسري سريعا رغم أن الفرصة كانت مثالية بالنسبة إليه من أجل نحت مسيرة طويلة ومميزة في بطولة تتناسب مع قدرات اللاعبين التونسيين كما أنه لم يبق طويلا مع النادي الصفاقسي والملعب التونسي، عكس مسيرته مع الترجي التي تواصلت سنوات وخاض خلالها أكثر من 150 مقابلة في مختلف المسابقات ولكن بعيدا عن أسوار االأحمر والأصفرب كان بوعزي لاعبا غير سعيد وبالتالي فإن تجربته كمدرب بعيدا عن الترجي سيحاول من خلالها محو اثار تجربته كلاعب بعيدا عن أسوار حديقة حسان بلخوجة.
مدرب واعد
التحدي الذي ينتظر بوعزي لن يكون سهلا مثلما تتوقعه بعض الأطراف، بل إن نتائج الاتحاد في النصف الثاني من الموسم الماضي تجعله يخشى كثيرا تلقي صدمة قد تجعل مسيرته مهددة وهي حقيقة يجب الاعتراف بها بما أن بوعزي يعلم جيدا أنه لا توجد هدايا فعلية في عالم الاحتراف ومن الضروري أن تكون بدايته قوية لتفادي الضغط القوي لأن جماهير الاتحاد مثل كل الأندية التونسية لن تصبر طويلا وستطالب بالتأهل مجددا إلى االبلاي أوفب مثل الموسم الماضي وهذا ما يجعل مهمة بوعزي صعبة غير أنها ليست بالمستحيلة في حال توفر بعض الصفقات وتعزيز المراكز التي تشكو نقصا فادحا في الرصيد البشري الحالي.
ولكن تنوعالتجارب مع الترجي لاعباً ثم مدربا في أصناف الشبان ستمكن بوعزي من حسن إدارة الموقف خاصة وأن المباريات القوية التي لعبها طوال مسيرته تجعله قادراً على تحمل ضغط النتائج وطلبات الأحباء، فهو يعلم أن تدريب الاتحاد ليس إلا محطة أولى في مسيرته الاحترافية ستقوده لاحقا إلى رفع التحدي مع أندية أخرى من أجل الحصول على اللقب.
ومن المؤكد أن بوعزي المدرب سيحاول أن يسير على خطىبوعزياللاعب، وبمعنى أدق فإنه سيحاول أن يحصد ألقابا في صمت، بما أنه كان يلعب بانتظام ويقدم الإضافة ولكنه لم يجد حظه مثل المساكني أو الدراجي أو البلايلي في مرحلة ثانية كما أنه لم يتمتع بفرصة تُذكر مع المنتخب الوطني ورغم ذلك فإن سجله ومشواره كلاعب مُرصع بالكثير من الألقاب والمباريات التي حسمها بمفرده فقد كان مميزا في تنفيذ الكرات الثابتة أو التصويب من مسافة بعيدة وبالتالي فإن هذا الموسم قد يشهد ولادة مدرب جديد يُثري الساحة ولكن مع أسبقية هامة وهو أن بوعزي اللاعب تدرج عبر مختلف المراحل السنية ولكن بوعزي المدرب بدأ من أعلى السلم مسيرة جديدة.
الدفعة الثانية من الجولة التاسعة : الإفريقي لإيقاف استفاقة مستقبل سليمان … والصفاقســي لاسـتغـلال أزمـة اتحــاد تطـاوين
سيكون النادي الإفريقي قادراً على الانتصار على مستقبل سليمان، إن تابع الظهور بمستواه العادي…