2023-08-16

نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬رابطة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لـ‭ ‬الصحافة‭ ‬اليوم‭:‬ تغيرات‭ ‬الواقع‭ ‬التونسي‭ ‬تستوجب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭..‬

الم‭ ‬يعد‭ ‬يليق‭ ‬بالمرأة‭ ‬التونسية‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تحتفل‭ ‬بعيد‭ ‬المرأة‭  ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬التباهي‭ ‬بمكاسب‭ ‬تجاوزتها‭ ‬الأحداث‭ ‬ومنها‭ ‬بالخصوص‭ ‬إلغاء‭ ‬تعدد‭ ‬الزوجات‭ ‬أو‭ ‬دفع‭ ‬مهر‭ ‬للزوجة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الفصول‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭  ‬مجلة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تشكل‭ ‬حدثا‭ ‬مهما‭ ‬وثورة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلالب‭.‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬أوضحته‭ ‬السيدة‭ ‬نجاة‭ ‬الزموري‭ ‬النائبة‭ ‬الأولى‭ ‬لرئيس‭ ‬الرابطة‭ ‬التونسية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لــاالصحافة‭ ‬اليومب‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬الرابطة‭ ‬قد‭ ‬دعت‭ ‬عبر‭ ‬بيان‭ ‬أصدرته‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬الوطني‭ ‬للمرأة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬وتفعيل‭ ‬مجلة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬ومتطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬البيان‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬المستمر‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬مبادئ‭ ‬المساواة‭  ‬والعدالة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

وقد‭ ‬أبرزت‭ ‬السيدة‭ ‬نجاة‭ ‬الزموري‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وحتى‭ ‬الثقافي‭ ‬للمرأة‭ ‬التونسية‭ ‬اليوم‭ ‬يستوجب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬محتوى‭ ‬مجلة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭  ‬على‭ ‬إحداثها‭ ‬67‭ ‬سنة‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬الحيثيات‭ ‬التاريخية‭ ‬والسياسية‭  ‬والإجتماعية‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬بالنظر‭ ‬لتلك‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬لمرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الإستقلال‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬للمرأة‭ ‬اليوم‭ ‬متطلبات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطويرها‭ ‬وفق‭ ‬حاجياتها‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الأسري‭ ‬والعملي‭. ‬

وأضافت‭ ‬الزموري‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬الاحتفال‭ ‬سنويا‭ ‬بعيد‭ ‬المرأة‭ ‬و‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬احتفالا‭  ‬بذكرى‭ ‬إحداث‭ ‬مجلة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬واجترار‭ ‬نفس‭ ‬تلك‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬تجاوزها‭ ‬الزمن‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬تمثل‭ ‬مصدر‭ ‬إهانة‭ ‬للمرأة‭  ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مسألة‭ ‬المهر‭ ‬الذي‭ ‬يمنحه‭ ‬الزوج‭ ‬للزوجة‭ ‬عند‭ ‬عقد‭ ‬القران‭ ‬وإلغاء‭ ‬تعدد‭ ‬الزوجات‭ ‬الذي‭ ‬يتكرر‭ ‬التباهي‭ ‬به‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬هاجسا‭ ‬لها‭  ‬ولكن‭ ‬السياق‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬الجديد‭ ‬أفرز‭ ‬متطلبات‭ ‬جديدة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنقيح‭ ‬مجلة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حاجيات‭ ‬التونسيات‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بواقعهن‭ ‬الجديد‭ ‬لذلك‭ ‬نتطلع‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬68‭ ‬لعيد‭ ‬المرأة‭ ‬السنة‭ ‬المقبلة‭ ‬حاملا‭ ‬لتنقيحات‭ ‬جديدة‭ ‬لمجلة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬يليق‭ ‬بمكانة‭ ‬المرأة‭.‬

  ‬وأشارت‭  ‬محدثتنا‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬السنوي‭ ‬بعيد‭ ‬المرأة‭ ‬و‭ ‬استعراض‭ ‬مكاسبها‭ ‬المضمنة‭ ‬بمجلة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬أمر‭ ‬بات‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬المرأة‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬اجتماعي‭ ‬مرموق‭ ‬والنجاحات‭ ‬التي‭ ‬حصدتها‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬مبرزة‭ ‬أن‭ ‬الرابطة‭ ‬التونسية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬تنقيح‭ ‬التشريعات‭  ‬وتطويرها‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مجلة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬وحتى‭ ‬القانون‭ ‬الأخير‭ ‬الصادر‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬والمتعلق‭ ‬بمناهضة‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭.‬

وبينت‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬الرابطة‭ ‬التونسية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬أن‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬ومسائل‭ ‬تهم‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭ ‬وتنقيح‭ ‬القوانين‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬وواقع‭ ‬المرأة‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مسألة‭ ‬الميراث‭ ‬التي‭ ‬حان‭ ‬وقت‭ ‬مراجعتها‭  ‬ومسألة‭ ‬قوامة‭ ‬الرجل‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تتناسب‭ ‬ووضع‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تتحمل‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬الأحيان‭ ‬المسؤولية‭ ‬المالية‭ ‬للأسرة‭ ‬وأحيانا‭ ‬يكون‭ ‬دخلها‭ ‬وإنفاقها‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الرجل‭.‬

كما‭ ‬دعت‭ ‬الزموري‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬آليات‭ ‬جديدة‭ ‬لتطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬خاصة‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬58‭ ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬والذي‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬من‭ ‬فصول‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بحماية‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬الآليات‭ ‬الملائمة‭ ‬لتفعيل‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬بما‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬المسلط‭ ‬عليها‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قسم‭ ‬المرأة‭ ‬الموجود‭ ‬صلب‭ ‬الرابطة‭ ‬التونسية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬طالما‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬التشبيك‭ ‬مع‭ ‬الجمعيات‭ ‬النسوية‭  ‬والعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬النهوض‭ ‬بحقوق‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬ملف‭ ‬العنف‭ ‬المسلط‭ ‬عليهن‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

استغلال الطاقات التقليدية في تراجع متواصل: الطاقات المتجددة سبيل تونس لتعديل الميزان الطاقي

سجل عجز الميزان التجاري الطاقي ارتفاعا بنسبة ٪9 الى موفى شهر مارس 2024 بالمقارنة بنفس الفت…