يؤدي‭ ‬حاليا‭ ‬وفد‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى،‭ ‬يمثل‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للمنطقة‭ ‬القارية‭ ‬الإفريقية‭ ‬للتبادل‭ ‬الحر‭ ‬ازليكافب‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬كبيرة‭ ‬مستشاري‭ ‬الديوانة‭ ‬بالأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لـازليكافب‭ ‬ديميتا‭ ‬شنويد‭ ‬قيانغ‭ ‬زيارة‭ ‬عمل‭ ‬رسمية‭ ‬إلى‭ ‬بلادنا‭ ‬تتواصل‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬أوت‭ ‬الجاري‭ ‬أين‭ ‬سيلتقي‭ ‬بعدد‭ ‬من‭  ‬المسؤولين‭ ‬التونسيين‭ ‬للتعريف‭ ‬بمشروع‭ ‬الممرّات‭ ‬التجارية‭ ‬البرية‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬تقدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬

ويهدف‭ ‬مشروع‭ ‬الممرّات‭ ‬التجارية‭ ‬البرية‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للمنطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬ازليكافب‭ ‬اعتمدته‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬العادية‭ ‬25‭ ‬لمجلس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬فيفري‭  ‬2022‭ ‬إلى‭ ‬تشبيك‭ ‬المعابر‭ ‬الحدودية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬بهدف‭ ‬تسهيل‭ ‬التجارة‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تدعيم‭ ‬وتعزيز‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وفي‭ ‬الأثناء‭ ‬وتمهيدا‭ ‬لتحسن‭ ‬تفعيل‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬أعلنت‭ ‬تونس‭ ‬وليبيا‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الفارطة‭ ‬عن‭ ‬إحداث‭ ‬الممر‭ ‬التجاري‭ ‬القارّي‭ ‬التونسي‭ ‬الليبي‭ ‬نحو‭ ‬بلدان‭ ‬افريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭.‬

نعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬ينهض‭ ‬بالمبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬للبلدان‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ويدفع‭ ‬انسياب‭ ‬السلع‭ ‬التونسية‭ ‬والنفاذ‭ ‬إلى‭ ‬بقيّة‭ ‬أسواق‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬خاصة‭ ‬أمام‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬نتيجة‭ ‬تداعيات‭ ‬سنوات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬والأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬والتغيّرات‭ ‬الحاصلة‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا‭.‬

وتأتي‭ ‬زيارة‭ ‬الوفد‭ ‬الممثل‭ ‬للأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للمنطقة‭ ‬القارية‭ ‬الإفريقية‭ ‬للتبادل‭ ‬الحر‭ ‬ازليكافب‭ ‬الى‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬جاهزية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للدخول‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الممرات‭ ‬التجارية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ميناء‭ ‬رادس‭ ‬والميناء‭ ‬التجاري‭ ‬والمنطقة‭ ‬الحرة‭ ‬بجرجيس‭ ‬والمعبر‭ ‬الحدودي‭ ‬برأس‭ ‬جدير‭ ‬والمنطقة‭ ‬الحرة‭ ‬للأنشطة‭ ‬التجارية‭ ‬واللوجستية‭ ‬ببن‭ ‬قردان‭ ‬والمعبر‭ ‬الحدودي‭ ‬بحزوة‭.‬

إن‭ ‬دخول‭ ‬المنطقة‭ ‬القارية‭ ‬الإفريقية‭ ‬للتبادل‭ ‬الحر‭ ‬ازليكافب‭ ‬حيز‭ ‬التطبيق‭ ‬وتأهيل‭ ‬كافة‭ ‬الممرات‭ ‬التجارية‭ ‬لتونس‭ ‬وللدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الاتفاقية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬التبادل‭ ‬وانسيابية‭ ‬المعاملات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والموقعة‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬القارية‭ ‬الإفريقية‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬تونس‭ ‬التي‭ ‬وقّعت‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬القارية‭ ‬بتاريخ‭ ‬21‭ ‬مارس‭ ‬2018‭ ‬وتمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬بمقتضى‭ ‬الأمر‭ ‬الرئاسي‭ ‬عدد‭ ‬76‭ ‬لسنة‭ ‬2020‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أوت‭ ‬2020‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬الإيداع‭ ‬لدى‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للمنطقة‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020‭.‬

الأهم‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرنا‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬ستستفيد‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬منطقة‭ ‬التبادل‭ ‬الحر‭ ‬ازليكافب‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬أخذنا‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬لتونس‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬٪5‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬الجملية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬جوهرية‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬هل‭ ‬ستمّكن‭ ‬إزالة‭ ‬الحواجز‭ ‬الجمركية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صناعات‭ ‬المنتجات‭ ‬الفلاحية‭ ‬والصيدلانية‭ ‬من‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القطاعات‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬ودول‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية؟‭ ‬وهل‭ ‬سيسمح‭ ‬إنشاء‭ ‬منطقة‭ ‬إفريقيا‭ ‬للتجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بتجاوز‭ ‬الإشكالات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجمارك‭ ‬بما‭ ‬يسهل‭ ‬نفاذها‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬أسواق‭ ‬القارة؟‭ ‬وهل‭ ‬سيتعزز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬خاصة‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬من‭ ‬تشجيعات‭ ‬وامتيازات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تحرير‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬مراجعة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة؟

نعتبر‭ ‬أن‭ ‬تكتل‭ ‬ازليكافب‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬التكتلات‭ ‬الافريقية‭ ‬وذلك‭ ‬لحجم‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬المنضمة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬حيث‭ ‬تضم‭ ‬الاتفاقية‭ ‬44‭ ‬بلدا‭ ‬عضوا‭ ‬صادقت‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬54‭ ‬بلدا‭ ‬مــوقّعة‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬55‭ ‬بلدا‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬تشجيعات‭ ‬وتذلله‭ ‬من‭ ‬عقبات‭ ‬مثل‭ ‬عدم‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والمنتوجات‭ ‬وإلغاء‭ ‬كل‭ ‬المعاليم‭ ‬الجمركية‭ ‬للسلع‭ ‬والمنتجات‭ ‬التي‭ ‬يقع‭ ‬تبادلها‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وإزالة‭ ‬العراقيل‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالتجارة‭ ‬والمبادلات‭ ‬باعتبارها‭ ‬ضمن‭ ‬تكتل‭ ‬واحد‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬وفق‭ ‬بنود‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

هجرة المهندسين التونسيين : ظاهرة خطيرة تستدعي حلولا عاجلة

لا يختلف اثنان اليوم حول ارتفاع ظاهرة هجرة المهندسين في السنوات الأخيرة وما تمثله من خطورة…