تقديم موعد موسم التخفيضات الشتوية لسنة 2025 : فرصة لتنشيط الاقتصاد ودعم المقدرة الشرائية
في خطوة استثنائية تهدف إلى تحفيز الحركة الاقتصادية ودعم القدرة الشرائية للمستهلك التونسي، أعلنت وزارة التجارة وتنمية الصادرات عن تقديم موعد انطلاق موسم التخفيضات الشتوية «الصولد» لسنة 2025. وسينطلق الموسم بداية من يوم الأربعاء 15 جانفي 2025، وسيتواصل على امتداد ستة أسابيع.
يأتي هذا القرار في ظل التحديات الاقتصادية التي تعيشها تونس، حيث يشهد الاقتصاد المحلي ضغوطًا متزايدة جرّاء التضخم وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين. وبهدف تقديم حلول عملية ومباشرة، حرصت الوزارة على تسريع موعد موسم التخفيضات ليُصادف فترة ما بعد العطلة الشتوية، وهي فترة تُعرف تقليديًا بضعف الإقبال الاستهلاكي.
استجابة لانتظارات المستهلكين والتّجار
تقديم موعد «الصولد» يندرج ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى دعم المستهلكين من جهة، ومساعدة التجار على تصريف بضائعهم المتراكمة من جهة أخرى، مما يُساهم في تخفيف الضغط المالي على الجانبين.
وقد دعت الوزارة التجار إلى الانخراط بكثافة في هذا الموسم الاستثنائي من خلال تقديم عروض مغرية وحقيقية تُلبّي احتياجات المواطنين وتُعزز ثقتهم في آليات «الصولد».
وتُشكّل مواسم التخفيضات في تونس مناسبة ينتظرها المواطنون بفارغ الصبر، خاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي جعلت التسوّق نشاطًا ترفيهيًا أكثر منه ضرورة.
ورغم الآمال التي يعلّقها المستهلكون على هذا الموسم، إلا أنّه لا يخلومن تحديات وأسئلة تتعلق بمدى مصداقية العروض وجودة المنتجات المتاحة.
القدرة الشرائية وضغط الأسعار
تُشير الإحصائيات إلى أنّ التضخم أدى إلى تآكل جزء كبير من القدرة الشرائية، مما جعل التخفيضات فرصة لتعويض هذا التراجع. ومع ذلك، فإنّ التخوّف من الأسعار المُضلّلة يُلقي بظلاله على ثقة المستهلكين، ما يستوجب تعزيز آليات الرقابة لضمان الشفافية ، حيث أنه على مستوى التجار، يُمثّل موسم «الصولد» فرصة ذهبية لتنشيط مبيعاتهم وتعزيز أرباحهم بعد فترة الركود الشتوية. لكنّ نجاح الموسم يتوقف على مدى التزام التجار بتقديم تخفيضات حقيقية وليست مجرد عروض تسويقية وهمية.
الإجراءات الرقابية وضمان الشفافية
لتفادي التجاوزات التي تُرافق عادةً مواسم التخفيضات، أكّدت وزارة التجارة على ضرورة احترام القوانين المنظمة لهذا الموسم، حيث سيتم تكثيف حملات الرقابة على الأسعار وجودة السلع المعروضة.
وتشدد الوزارة على وجوب توفير بطاقات أسعار واضحة قبل وبعد التخفيض، مع ذكر النسبة الحقيقية للتخفيضات. كما ستُفرض عقوبات صارمة على التجار الذين يُخلّون بهذه القواعد لضمان حماية حقوق المستهلكين وتعزيز مصداقية موسم «الصولد».
انعكاسات اقتصادية منتظرة
من الناحية الاقتصادية، يُتوقّع أن يُسهم موسم «الصولد» في تنشيط الدورة التجارية، سواء في المراكز التجارية الكبرى أوفي الأسواق الشعبية. وتُشير تقديرات أولية إلى أنّ التخفيضات ستُساهم في تحقيق زيادة بنسبة 20 % في حجم المبيعات مقارنة بالأسابيع العادية.
نصائح للمستهلكين خلال موسم «الصولد»
ولتجنّب الوقوع في فخ العروض المضلّلة أوالإنفاق غير المدروس، يُقدّم الخبراء بعض النصائح منها التخطيط المسبق وتحديد قائمة الاحتياجات الأساسية قبل التوجّه إلى الأسواق والتأكد من مقارنة الأسعار قبل وبعد التخفيض للتثبّت من مصداقية العروض هذا إلى جانب الحرص على طلب فاتورة الشراء لضمان حقوق المستهلك في حالة وجود عيوب أو رغبة في الاستبدال.
يمثل تقديم موعد موسم الصولد الشتوي لسنة 2025 خطوة إيجابية تُحاول من خلالها الدولة التخفيف من وطأة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على المواطن التونسي، وفي الوقت ذاته دعم التجّار لتنشيط مبيعاتهم.
لكنّ نجاح هذا الموسم يظلّ رهين التزام الجميع دولةً وتجّارًا ومستهلكين بالتعامل بشفافية ومسؤولية لضمان الاستفادة الحقيقية من هذه الفرصة التجارية.
وفي انتظار انطلاق الموسم رسميًا، تبقى آمال المواطنين معلّقة على أن يكون «الصولد» هذه السنة أكثر من مجرد شعارات وعروض تسويقية، بل تجربة حقيقية لدعم القدرة الشرائية وتحريك العجلة الاقتصادية.
أتلفت مساحات شاسعة من الغراسات والأشجار المثمرة : ضرورة التدخل السريع لتطويق الآفة والحدّ من تداعياتها
أطلقت المنظمة الفلاحية صيحة فزع جراء التفشي الكبير للذبابة المتوسطية التي أتت على مساحات…