‎أتلفت مساحات شاسعة من الغراسات والأشجار المثمرة : ‎ضرورة التدخل السريع لتطويق الآفة والحدّ من تداعياتها

‎ أطلقت المنظمة الفلاحية صيحة فزع جراء التفشي الكبير للذبابة المتوسطية التي أتت على مساحات شاسعة من الفواكه والغلال خاصة منها القوارص والخوخ والمشمش باعتبارها شديدة الخصوبة . وتقدر الاصابة في قطاع القوارص وفق ما أفاد به رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بولاية نابل عماد الباي لـ«الصحافة اليوم» بما بين 10 و15 % بالرغم من مجهودات الدولة في هذا المجال ، محذرا من أن اتساع رقعة هذه الآفة التي تنخر المحاصيل من شأنها أن تؤدي الى تخفيض حجم الانتاج وتؤثر سلبا على نسق التصدير . وقد أثار انتشار حشرة الذبابة المتوسطية قلق الفلاحين الذين تكبدوا خسائر كبيرة سيما وأن البعض منهم قد أتلفت محاصيلهم بالكامل علما وأن هذه الحشرة تنتشر بصفة كبيرة في فصل الشتاء.

وتشكل هذه الآفة تحديا مضاعفا بالنسبة للفلاحين خاصة وأن عمليات المداواة لم تكن جيدة باستثناء المداواة الأولى . وأضاف الباي أن المداواة الأولى الأرضية أوباعتماد الطائرات كانت من خلال الأدوية الكيميائية والمداواة الثانية والثالثة بالأدوية البيولوجية.

‎وتعد التغيرات المناخية العامل الرئيسي وراء التفشي الواسع للذبابة المتوسطية حيث أن الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة ساهم في ارتفاع معدل تفقيس الذبابة.

‎المكافحة ضرورة ملحّة

‎وللحد من تداعيات الذبابة المتوسطية على القطاع الفلاحي ينصح الخبراء  باعتماد «المكافحة البيوتقنية»وهي طريقة بيولوجية بنسبة 100 % لأنها تعتمد على حشرة اخرى مضادة تسمى الذباب العقيم وهوذكر الذبابة المتوسطية الذي يقع إطلاقه في الحقول لينقل العقم الى الذبابة ويقلص من خصوبتها وبالتالي من تكاثر الذباب . وتهاجم الحشرة أكثر من 200 نوع من الثمار والخضروات في الضيعات بلسعات ثم تترك بيضها بداخلها ما يؤدي الى هلاكها وتعفنها .

‎من جهتها تنصح وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري باستعمال كل الوسائل الأخرى المؤدية للقضاء على الذبابة المتوسطية مثل المكافحة الزراعية على غرار جمع فواضل الثمار والقضاء عليها بالردم وأيضا المكافحة الكيميائية وايضا استعمال المصائد على الأشجار لامتصاص اناث الذباب وذلك لضمان أوفر حظوظ النجاح لموسم القوارص.

‎وتعد الذبابة المتوسطية أصغر قليلا من الذبابة المنزلية المعروفة ، ويمكن ملاحظة بقع برتقالية مصفرة على جناحيها ، وهي تعتبر آفة خطيرة في افريقيا واسيا الغربية ، وتنجح الذبابة في الغالب في اكتساب مناعة ضد الأدوية التي يستخدمها الفلاحون عند رش المبيدات . ويقع انتاج هذا الذباب العقيم عن طريق المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية بمعدل 10 الاف حشرة أسبوعيا ثم يسلم الى مصالح وزارة الفلاحة لتقوم باطلاقها داخل الحقول بعد وضعها في أكياس ورقية خفيفة .