بداية واعدة للفريق بنتائج مميزة : هل الشبيبة جاهزة لحصد الألقاب؟

منذ سنتين والفريق يلعب من أجل تفادي  النزول، خرج محمد سليم المجبري في احدى الاذاعات الخاصة وصرح بأن لديه مشروع على مدى ثلاث سنوات سيكون خلاله الفريق أبرز متراهن جدي على الألقاب، لكن تصريحاته عند الأغلبية لم تؤخذ على محمل الجد لعدة اعتبارات موضوعية أهمها أن النادي يعيش فترة انتقالية صعبة للغاية ومثقل بالديون والعقل وأغلب رجالاته ومدعميه عزفوا عن دعمه والوقوف الى جانبه، فضلا عن ذلك فان عقود لاعبي كرة السلة باتت تتطلب أموالا ضخمة والمنافسة مع الاتحاد المنستيري والنادي الافريقي غير ممكنة باعتبار أن ميزانية فرعا كرة السلة في فريق الرباط وباب الجديد تفوت ميزانية الشبيبة القيروانية بأكملها لكن الرجل رفع التحدي و كسب الرهان وصدقت تصريحاته حيث باتت الشبيبة القيروانية اليوم أفضل فريق على الساحة وأنهت المرحلة الأولى «متسيدة» ورائدة.

لا مستحيل أمام الرجال

أكثر المتفائلين بقدرة لجنة كرة السلة على القيام بانتدابات من الوزن الثقيل في الصيف الماضي لم يكن «يحلم» بأن يستعيد المسؤولون كل أبناء الفريق في موسم واحد (باستثناء جوهر الجوادي الذي جدد مع الافريقي) وذلك بسبب محدودية الامكانيات والضبابية على مستوى التسيير الاداري، حيث لم يبد أي وجه رياضي استعداده لتحمل  المسؤولية خلال الانتخابات الأخيرة، لكن المجبري وبقية رفاقه تحدوا كل الصعاب وجازفوا وقاموا بتضحيات مالية كبرى لتجديد عقود أحمد الضيف وواصف المثناني واسكندر بالراشد وجاد الجوادي واستقدموا كل من الثنائي الدولي أسامة المرناوي وأحمد العدامي وأقنعوا بلحسن الشيحي بتعزيز الفريق من جديد بعد أن كان قريبا من خوض تجربة احترافية ببلجيكا واستعادوا محمد العباسي بعد عشرة سنوات عن رحيله.

وقد راهن الكثيرون على عدم قدرة القائمين على فرع كرة السلة على توفير الشروط المالية للاعبين لأكثر من نصف موسم لكن مسؤولي الفريق توفقوا ونجحوا في توفير كل أليات النجاح وحافظوا على مناخ عمل سليم ومشجع بفضل التخطيط السليم واضافة الى ذلك تم التعاقد مؤخرا مع الأمريكي ويليامس وسيتم التعاقد مع لاعب أجنبي آخر في الفترة القادمة حرصا من لجنة كرة السلة على انجاح هذا الموسم الاستثنائي.

أحسن اختيار

رغم أن أكثر من وكيل أعمال قدم للمسؤولين أسماء عدة مدربين أجانب وتونسيين لتدريب الفريق فان القائمين على فرع كرة السلة أخذوا وقتهم كاملا للتعاقد مع العصفور النادر وقد كانوا موفقين عندما وضعوا ثقتهم في الصربي نيبوجا الذي كان رجل المرحلة بأتم معنى الكلمة، حيث علاوة على قيمة عمله واعداده الفريق على الوجه الأكمل بدنيا وفنيا وتكتيكيا وذهنيا فان الصربي فرض الانضباط على الجميع وهو أمرا لم يكن للأمانة سهلا في مجموعة تضم نجوم اللعبة في تونس.

جمهور من ذهب

مثل عادته لم يبخل جمهور الشبيبة على فريقه وكان في الموعد في كل مباريات المرحلة الأولى لاسيما ضد الفرق الكبرى وحتى ارتفاع أسعار التذاكر لم يثنه على تشجيع الفريق وكان في الموعد بأعداد قياسية تجاوزت طاقة استيعاب القاعة.

وهذا الأمر ليس جديدا على جماهير الشبيبة لأنها دائما ما تكون في الموعد وجاهزة لتقديم الدعمين المادي والمعنوي بسخاء كلما وجدت ادارة طموحة تحمل معها نفس الأحلام، لا ادارة عاجزة وفاشلة.

لكن وللأمانة لابد من التفكير منذ الآن في قاعة جديدة للفريق باعتبار أن القاعة الحالية لم تعد قادرة على استيعاب جماهير الأخضر والأبيض وفي اعتقادنا أن انجاز قاعة جديدة ليس بعزيز على الشبيبة باعتبارها أفضل مدرسة في التكوين والعمل القاعدي ولا يختلف اثنان في أنها كانت وراء النقلة النوعية للمنتخب الوطني في كرة السلة، حيث تغير واقعه من منتخب ثانوي الى أفضل منتخب في افريقيا بفضل مواهب الشبيبة أساسا في العقد الماضي لكن المنتخب عرف تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة وخسر زعامة القارة وهو بحاجة لشبيبة قوية لينهض من جديد ويستعيد الريادة.

بأحرف من ذهب

بقطع النظر عن تتويج الفريق أو لا في نهاية هذا الموسم فان ما قامت به لجنة كرة السلة سيبقى راسخا في التاريخ لأن هذه اللجنة غيرت الواقع المزري الذي تردى فيه الفريق في العقدين الأخيرين وكاد أن ينهار ويصبح من الماضي وقد عرت هذه اللجنة كل من رفع الراية البيضاء وأكد استحالة عودة الفريق للعب من أجل الألقاب… ومما لا شك ولا اختلاف فيه أن محمد سليم المجبري وفاروق فيالة وأنيس العلاني وطه الهواوي ومحمد الوسلاتي وأكرم الهرقام وأنيس البراق وأيمن ناجح وسليم بن سعيد وسامي العواني وياسين منصور كلها أسماء ستخلد في تاريخ الشبيبة بأحرف من ذهب… وسيعول عليها الجميع لتكون القاطرة التي ستقود الجمعية ككل في المستقبل القريب لأن الشبيبة اليوم بحاجة لمثل هذه الكفاءات وغيرهم ممن تعج بهم القيروان للقطع مع الماضي المرير وسياسات العجز التي أعادت هرم كروي كبير في كل الفروع الى مجرد نادي من الصنف الثاني.