ماذا تغيّر بين الدربي ومواجهة البنزرتي؟

بعد وجه مرضي في العموم خلال مواجهة دربي العاصمة والعودة في النتيجة وفرض التعادل على الترجي الرياضي، انتظرت جماهير النادي الافريقي مواجهة فريقها ضد النادي البنزرتي من أجل تأكيد ذلك المستوى المحترم للفريق وتحقيق انتصار يبدو في الظاهر سهلا وفي المتناول قياسا بالفوارق الفنية والبدنية بين الفريقين فضلا عن الوضعية المختلفة بينهما. لكن عكس جميع التوقعات حقق النادي الافريقي انتصارا صعبا للغاية بل أكثر من ذلك فإن زملاء الحارس الشاب مالك سعادة كادوا يفوتون على أنفسهم هذا الفوز لولا حسن الحظ واضاعة فرصة سهلة لـ»قرش الشمال» في الدقيقة الأخيرة من الوقت البديل.

وترصد «الصحافة اليوم» في هذا التقرير 3 مشاكل أساسية أو عوامل مباشرة ساهمت في تغيير وجه النادي الافريقي وتراجع مستواه بصفة رهيبة خلال أسبوع واحد بين مواجهة دربي العاصمة ولقاء النادي البنزرتي.

التغييرات في التشكيلة : بيتوني يتشبث بـ»فلسفته»

قام المدرب الفرنسي دافيد بيتوني بـ6 تغييرات دفعة واحدة خلال مواجهة النادي البنزرتي مقارنة بتشكيلة دربي العاصمة، وهذه التغييرات تعود لأسباب صحية (اليفرني مصاب) وعقوبة تأديبية (يوسف 3 إنذارات) وبقيتها لاختيارات فنية بالأساس. ويبدو أن تواصل التغييرات في تشكيلة النادي الافريقي عامل ساهم بشكل مباشر في عدم خلق التجانس بين مختلف العناصر، ذلك أن مواجهة النادي البنزرتي عرفت مشاركة ثالوث يلعب للمرة الأولى جنبا إلى جنب في وسط الميدان وهنا الحديث عن الأوغندي سيماكولا ومعتز الزمزمي والجزائري عبد الملك قلالش الذي يشارك للمرة الأولى أساسيا منذ بداية الموسم. ولئن حقق النادي الافريقي الانتصار وهو الأهم باعتقادنا لكن بات من الضروري على الاطار الفني وضع هذه المعطيات في حسبانه خصوصا وأن الافريقي كاد يهدر نقاطا ثمينة في مواجهة النادي البنزرتي التي كانت تبدو مواجهة سهلة وفي المتناول لكن مرة أخرى يجد الإفريقي نفسه في مفترق طرق أمام صعوبات كبيرة لتجاوز كل منافس يعتمد على 3 مدافعين في محور الدفاع. والمؤكد أن المدرب الفرنسي دافيد بيتوني غير مكترث بالانتقادات وسهام التشكيك الموجهة إليه حيث يصّر على الاعتماد على «فلسفته» فيؤكد مرة أخرى في تصريح صحفي عقب نهاية المواجهة أنه يملك 23 لاعبا جميعهم يدخلون حساباته ويشاركون باستمرار من أجل خلق التنافس بين مختلف الأسماء وهو سلاح ذو حدين فيه الإيجابي وكذلك السلبي.

اشكال المهاجم : العبيدي يواصل اهدار الفرص

ساد الاعتقاد أن بيتوني سيواصل الاعتماد على ادم قرب كمهاجم صريح في لقاء النادي البنزرتي خصوصا وأنه محل اهتمام الاطار الفني على امتداد الأسبوع وكان ضمن الأفكار الأساسية والتشكيلة المحتملة للنادي الافريقي قبل أن يغيّر الاطار الفني رأيه ويعتمد على حمدي العبيدي ويعيده إلى التشكيلة الأساسية. ويبدو أن هذا الأخير بصدد المرور بمرحلة فراغ رهيبة وتراجع في المستوى غير مفهوم، ذلك أن حمدي العبيدي فشل مجددا في تثبيت أقدامه وتأكيد قدرته على اللعب في مركز المهاجم الكلاسيكي ليخسر نقاطا جديدة من عداده. ويملك حمدي العبيدي إمكانات فنية وبدنية محترمة للغاية لكن عديدة هي نقاط الاستفهام التي تتعلق بمستواه منذ الموسم الماضي الذي تراجع بشكل كبير ولم يستطع العودة إلى الوجه الذي ظهر به في مرحلة «التتويج» في أعقاب الموسم قبل الماضي تحت اشراف المدرب سعيد السايبي، ويبدو أن العبيدي غير قادر على اللعب بمفرده كقلب هجوم حيث أن إمكاناته تخوّل له اللعب تحت المهاجم أو كمهاجم ثان. ويعاني النادي الافريقي كثيرا على مستوى مركز قلب الهجوم بعد خروج النيجيري إيدوه من حسابات الاطار الفني فضلا عن تراجع مستوى حمدي العبيدي ما يفسر التحركات الكبيرة التي تقوم بها هيئة نادي باب الجديد في جميع الاتجاهات من أجل انتداب جديد في هذا المركز وفي انتظار تأهيل المهاجم الكامروني أرماند كوه كذلك.

تعديلات متأخرة : المعوّضين غيروا وجه الفريق

بعد شوط أول دون المأمول فشل خلاله النادي الافريقي في السيطرة على النادي البنزرتي أو فك شفرة دفاعاته المحصنة، كان من المفترض أن يقوم الاطار الفني ببعض التعديلات سريعا من أجل النجاح في تحقيق الهدف المنشود لكن تغييرات المدرب الفرنسي دافيد بيتوني جاءت متأخرة حيث اكتفى باقحام ادم قرب مكان العبيدي بعد 10دقائق في الشوط الثاني مقابل تغييرات أخرى بداية من 75دقيقة لعب وهي التي ساهمت في سيطرة الافريقي على مجريات المقابلة وربع الساعة المتبقي في اللقاء. والثابت أن تغييرات الفرنسي بيتوني ساهمت في منح الإفريقي السيطرة الميدانية المطلوبة بعد دخول أحمد خليل وغيث الصغيّر في وسط الميدان فهذا الثنائي منح التوازن الضروري في خط وسط الميدان خصوصا وأن الأوغندي سيماكولا لم يكن مروره في مستوى الانتظارات بعد أن ظهر بشكل ممتاز خلال دخوله بديلا في لقاء الدربي وهو ما فرض على المدرب اقحامه منذ البداية في مباراة النادي البنزرتي لكن اللاعب أهدر ما جناه في المقابلة التي سبقتها وظهر بوجه شاحب ودون المأمول.