الجاهزية الأمنية للإحتفال برأس السنة : الجهود مكثّفة والحذر واجب
لا شك ان الجهود الأمنية كبيرة في كل لحظة ولكنها تتزايد مع كل مناسبة ونحن لا نعلم عنها الا بعض الأرقام أما المكابدة على الميدان فلا يشعر بها سوى الأمنيين الذين غالبا ما يضحّون بالأجواء العائلية والاحتفالات في كل المناسبات الكبرى تلبية لنداء الواجب وهذا من صميم مهمتهم الأمنية.
والأكيد ان هذه الجهود تتطلب تثمينا لاسيما ونحن نتطلع الى ان تمر ليلة رأس السنة في أفضل الظروف ويحتفل جميع التونسيين دون ان يحدث لأحد منهم مكروه.
وفي مثل هذه المناسبات لا بدّ من توخي اليقظة والحذر من كل المخاطر أولها الحوادث المرورية التي بكل أسف تكثر في ليلة رأس السنة وقد رصدنا في الفترات الأخيرة عددا كبيرا من الحوادث المميتة على طرقاتنا ومن المهم في هذه الليلة مضاعفة الجهد والتواجد الأمني الكثيف على الطرقات سواء داخل المدن أو على الطرقات التي تربط بينها مع حملات تحسيسية حتى تمر ليلة رأس السنة دونما أضرار تذكر.
لا ننسى هنا آفة المخدرات والاستهلاك المفرط للكحول في هذه المناسبة بالتحديد وهو الأمر الذي ينبغي الانتباه له.
فمعلوم ان قواتنا الأمنية خاضت حربا شرسة ضد أباطرة المخدرات وفككت الكثير من الشبكات التي تروّج هذه السموم في الأحياء وأمام المؤسسات التربوية وفي أماكن اللهو والسهر وتمكنت من تقليم أظافر هذه المافيا التي هدفها تدمير الشباب التونسي عبر توطين آفة الإدمان فيه. وهذا من النجاحات التي تحسب للمؤسسة الأمنية التي جعلت هذه المعركة أولويتها القصوى.
ومن المهم ان تتضاعف الجهود خلال ليلة رأس السنة من أجل الإطاحة بكل الذين يستعدون لترويج سمومهم في هذه المناسبة سواء في الفضاءات المغلقة أو في الاحياء الشعبية بالتحديد.
وفي هذا السياق لا ينبغي ان نغفل عن أمر مهم وهو اليقظة العالية إزاء الخلايا النائمة من المتطرفين التي ما تزال بعض جيوبها مع الأسف موجودة هنا وهناك. وبعضها ينتظر الفرصة السانحة ليقوم بهجمة هنا وهناك لا سمح الله وهو ما بتنا نعرّفه بالإرهاب «الرثّ» الذي يمارسه بعض الافراد بعدما انفرط عقد تنظيماتهم على إثر توجيه ضربات موجعة لها من قواتنا الأمنية والعسكرية الباسلة. لكن وفق عقيدة هذه الجماعات تعد بعض المناسبات ومن بينها احتفالات رأس السنة فرصة للقيام بأعمال تخريبية وهو ما لا نشك في الوعي به من قبل اجهزتنا التي هي على أتمّ الجاهزية للتصدي لأي فرضية مهما كانت.
ومن الظواهر التي ينبغي أيضا الانتباه لها هي ظاهرة الهجرة السرية التي يستغل منظمو هذه الرحلات المناسبات والأعياد ومن بينها احتفالات ليلة رأس السنة من أجل المغادرة خلسة وهم يعوّلون في ذلك على الانشغال الكبير الذي تكون عليه القوات الأمنية لذلك يعمدون الى استغلال هذه الظرفية ومن المهم اليقظة أيضا بشأن هذا الملف.
وتجدر الإشارة هنا الى ان القوات الأمنية قد قامت بعمليات نوعية واستباقية مهمة جدا على مدى السنة التي مرت وحققت نجاحات كبرى بفضل جهود افرادها وانضباطهم وجاهزيتهم. وكانت مكافحة المخدرات العنوان الأبرز لهذا العام بعد ان شنت الأجهزة حملات مكثفة على هذه المافيا وقلّمت أظافرها. وما تزال الجهود متواصلة من أجل القضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تهدد المجتمع التونسي ومن المهم التصدي لها سواء من قبل القوات الأمنية أو من قبل المواطنين عن طريق الوعي بمخاطرها والانتباه للأطفال والمراهقين والشباب حتى لا يسقطوا في وحل هذه الآفة أو من قبل مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام عبر إطلاق حملات تحسيسية وتوعوية تهدف الى قطع دابرها.
في مطلع السنة الجديدة ملفات حارقة على طاولة الحكومة التونسية : ..والأولوية للملفين الإقتصادي والإجتماعي
انطوت سنة 2024 بحلوها ومرّها وطويت معها صفحة أخرى من الزمن حملت الكثير من الأحداث الفارقة.…