2024-12-29

الفلاحون يشتكون من تراجع أسعار زيت الزيتون : تسارع في مساعي إنجاح الموسم مع انطلاق عمليات التصدير

تتواصل الجهود الحثيثة لانجاح موسم زيت الزيتون في ظل الوفرة الكبيرة والصابة الهامة المتوقعة لهذا الموسم،وذلك بالعمل على تجاوز مختلف الصعوبات وحل الاشكاليات التي شهدها وهو ما أثّر سلباً على منظومة زيت الزيتون التي تعتبر منظومة متكاملة، تتطلب تضافر جهود كل الأطراف المتدخلة من فلاحين وأصحاب معاصر ومصدّرين. وفي هذا السياق التقى السّيد عز الدّين بن الشيخ وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري أول أمس الجمعة، السّيد معز بن زغدان رئيس الاتّحاد التّونسي للفلاحة والصّيد البحري وتطرّق اللّقاء لمشاغل القطاع الفلاحي حيث أكد الوزير، حرص الوزارة على تذليل كل الصّعوبات أمام الفلاحين والعمل على إيجاد الحلول الممكنة لأبرز المشاكل التي تعرفها منظومات الإنتاج الفلاحي والصيد البحري وتحسين مردودية القطاع وتفعيل دوره في النهوض بالاقتصاد الوطني. ومن جهته أكد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري معاضدة الاتحاد لمجهودات الوزارة للنّهوض بالقطاع الفلاحي، وهو ما تم ايضا لدى انعقاد اجتماع مجلس الجهات برئاسة السيد معز بن زغدان يوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024  حيث أكد رئيس المنظمة على أن العمل متواصل على المستويين الوطني والجهوي والمحلي مع السلطات المعنية لإيجاد الحلول. وقد تم خلال الجلسة استعراض الوضع الفلاحي بمختلف ولايات الجمهورية وتقدم المواسم إلى جانب الإشكاليات المطروحة والحلول المقترحة لتجاوز العراقيل وتسهيل عمل الفلاح.

وقد عبر الحاضرون عن تفاؤلهم بتحسن الوضع الفلاحي عامة بانطلاق عمليات التصدير في كل من زيت الزيتون والقوارص والتمور وهذا من شأنه أن يساهم في دفع الاقتصاد وتحسين المردودية بتوفر وسائل الإنتاج وتحسن الأسعار.

وفي ما يخص موسم زيت الزيتون لاحظ رؤساء الاتحادات ان أغلب مناطق الإنتاج شهدت تقدما في الجني رغم الأسعار التي بقيت دون المأمول في ظل النقص الحاد في اليد العاملة وغلائها إن وجدت، كما اشتكى بعض المنتجين من نقص في المعاصر على غرار ولاية القصرين، واقترحوا أن يتم بصفة جدية وضع استراتيجية مستقبلية تخص قطاع زيت الزيتون لأهميته الاقتصادية وتوفير كل المتطلبات وخاصة الخزن سيما أن المؤشرات تدل على دخول غابات جديدة في الإنتاج بداية من الموسم القادم وبات من الضروري التحضير لذلك مسبقا.وفي استعراضه لمختلف الصعوبات التي واجهتها منظومة زيت الزيتون منذ بداية الموسم الجاري قال رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، معز بن زغدان، في حوار اجراه مؤخرا أن موسم زيت الزيتون 2024-2025 واجه صعوبات كبيرة، منها تراجع الأسعار الدولية وعدم جاهزية ديوان الزيت للعب دوره التعديلي لافتا الى أن كلفة إنتاج زيت الزيتون في تونس تتراوح بين 13 و14 ديناراً للكيلوغرام أو أكثر وقد ساهم ديوان الزيت في تدني الأسعار في بعض الجهات وفق تعبيره. وانتقد رئيس الاتحاد ما اعتبره تراجعاً في الدور التعديلي للدولة منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث فقدت العديد من الدواوين، ومنها ديوان الزيت، قدرتها على التدخل الفعّال وأكد أن ديوان الزيت لم يكن جاهزاً للتعامل مع طفرة الإنتاج، مما أدى إلى قبول كميات محدودة بأسعار متدنية، تراوحت بين 8 و9 دنانير للكيلوغرام، وهو مبلغ لا يغطي كلفة الإنتاج. من جهة اخرى ابرز ايضا أن الحلقة الأساسية التي لم تعمل كما يجب هذا الموسم هي حلقة التصدير، ما أثّر سلباً على المنظومة ككل وتعتبر المؤشرات المناخية الإيجابية عاملا اساسيا ايضا في تحديد المواسم الفلاحية خاصة وأن القطاع الفلاحي يستهلك حوالي 80% من الموارد المائية .وقد بشرت الامطار الاخيرة  بموسم فلاحي طيب بصفة عامة حيث أوضح حسين الرحيلي الخبير في التنمية والموارد المائية، أن الأمطار التي شهدتها البلاد منذ أواخر أوت وحتى ديسمبر ساهمت بشكل كبير في رفع معنويات الفلاحين وتحسين الزراعة، كما ان الأمطار الأخيرة التي شهدتها تونس ساهمت في تحسين الوضع المائي ورفع منسوب السدود، خاصة في شهر ديسمبر، مشيرًا إلى أن الأوضاع الحالية أفضل مقارنة بالأعوام السابقة، لكنها مازالت تتطلب إدارة حكيمة للموارد المائية لضمان استدامتها.

الجدير بالذكر أن عديد الاجراءات وردت بقانون المالية لسنة 2025  لفائدة الفلاحين وعددها 11 اجراء  سيتم تفعيلها وتنفيذها بداية من جانفي 2025.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

نشاط بورصة تونس خلال سنة 2024 : أداء مؤشر تونانداكس كان جيدا و مردودية البورصة أفضل من الأسواق المجاورة تشريع جديد لتنظيم السوق المالية ينتظر أن يرى النور سنة2025

يعتبر تمويل الإقتصاد من أهم الأدوار الموكولة لبورصة تونس للأوراق المالية حتى تساهم في تموي…