2024-12-28

العطل المدرسية : تكرّس الفوارق الإجتماعية ..!

يعتبر العديد من المتدخلين في الشأن التربوي أن العطل المدرسية تكرس الفوارق الاجتماعية باعتبار أنها تعد فترة نقاهة لشق من التلاميذ يروّحون فيها عن أنفسهم وتعمل عائلاتهم على تمكينهم من كل اليات الترفيه في حين تعمد العديد من العائلات الأخرى إلى الضغط على منظوريها والحاقهم بدروس الدعم والتدارك وعائلات أخرى ترى ان العطلة تعد فرصة حقيقية لتشغيل الاطفال -التلاميذ – وكسب بعض المال الذي يساعدها على مواصلة مشوار التمدرس …وبالتالي فان سيناريوهات قضاء العطل تختلف من تلميذ إلى آخر والامكانيات المادية وعديد العناصر الأخرى وحدها تحدد كيف يمكن أن تكون…

تضمن كل القوانين المتعلقة بالشغل والتشغيل الحق في عطل راحة أسبوعية وسنوية للاستراحة تختلف مدتها من قطاع إلى آخر. أي ان المختصين وأهل الذكر رأوا ضرورة وضع حد لنسق العمل المتواصل لفترات محددة بغاية ضمان حقوق العامل البدنية والمعنوية. وفي المقابل لا نرى قي القوانين المنظمة للتربية والتعليم ومن ضمنها القوانين التونسية ضمانا لحق التلميذ في الاستراحة وخاصة من هم في سن الطفولة. فغلق المؤسسات التربوية أبوابها وايقاف التدريس طبق رزنامة عطل محددة يتم ضبطها قبل بداية كلّ سنة دراسية جديدة لا يعني بتاتا ان التلاميذ سيستغلون فترة العطلة لابتعاد عن الضغط اليومي للدراسة والاستراحة الفعلية وللترويح عن النفس وهو شيء ضروري لنموهم ولشحن طاقاتهم لمواصل الدراسة.. ذلك ما عبر عنه السيدرضا الزهروني رئيس الجمعية التونسيةللأولياء والتلاميذ.

ويضيف محدثنا «ففي واقعنا التربوي يتم اليوم استغلال العطل التربوية بالأساس كزمن دراسي إضافي بالنسبة للعديد من أبنائنا وبناتنا لتجاوز نقائص المنظومة التربوية العادية في مستوى التحصيل المعرفي أو لتدعيم البعض من هذه النقائص طبقا لرزنامة يحددها الاولياء بغاية الوصول بأبنائهم إلى مستويات التميز التي تضمن النجاح بمعدلات مرتفعة أو لمتابعة التعليم بالمؤسسات التربوية النموذجية وذلك عن طريق الدروس الخصوصية. وهي ظاهرة صرنا نراها ونتعامل معها حتى خلال العطل الصيفية. أي انّ التلميذ التونسي الذي يرغب في النجاح هو مطالب اليوم بمتابعة ثلاثة أزمنة تدريس وهي الزمن المدرسي العادي وزمن التحضير وإنجاز الفروض المنزلية وزمن لمتابعة دروس خصوصية وهي فرضية متوفرة للتلاميذ الذين ينتمون إلى فئات عائلية قادرة على مجابهة مصاريف الدروس الخصوصية طيلة المسار الدراسي لأبنائها وبناتها.

وهناك عدد آخر من التلاميذ وفق الزهروني الذين يجدون أنفسهم مجبرين على القيام بأعمال فلاحية أو تجارية كلما وجدوا فرصة لذلك وخاصة طوال أيام الراحة والعطل المدرسية قصد إعانة عائلاتهم على مجابهة متطلبات الحياة  وهي في ارتفاع متواصل ولا ننسى الفئة الثالثة التي نجدها اما في الشوارع أو في المقاهي عندما يسمح لهم سنهم بذلك أو في المنازل.

فمن المفروض وفق الزهروني ان تمثل العطلة المدرسية مناسبة يبتعد فيها التلميذ عن المشاغل اليومية والتي لها علاقة بالمدرسة من تنقلات وجلوس على مقاعد الدراسة وفروض منزلية وامتحانات وتجاذبات متواصلة بين التلاميذ أنفسهم ومع بقية أعضاء الاسرة التربوية وعنف مدرسي. وهي أيضا ايام وربما أسابيع تسمح للأطفال عند حسن توظيفها باكتشاف أماكن وأنشطة جديدة وربط علاقات وصداقات جديدة مما يمكن من تدعيم ثقتهم بأنفسهم وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والإنسانية. وهي فرضية غير متوفرة إلا للقليل من عائلاتنا التونسية عندما نكون على بينة بالكلفة التي يجب تخصيصها للغرض وبمعدل الدخل الشهري لحوالي 38 بالمائة من المواطنين التونسيين والذي لا يتجاوز 417 دينار.

ويختم الزهروني ان العطل المدرسية السنوية القصيرة منها أو الصيفية هي اليوم عنصر إضافي من العناصر التي تدعم الفوارق بين العائلات والجهات خاصة في ما يتعلق بحقي التربية والتعليم. فالعائلات الميسورة تسعى إلى حسن استغلال هذه العطل وخاصة لتدعيم المكتسبات التعليمية لأبنائها وبناتها. وفي المقابل يفقد أبناء العائلات المعوزة وبناتها نسبة من تحصيلهم المعرفي بسبب ابتعادهم عن المدرسة وانشغالهم في أنشطة ليست لها أي علاقة بالتعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بعضها يعمد الى التّحيّل واستغلال الحرفاء أكثر من 2000 سيارة أجرة ضمن أسطول النقل غير المنتظم لكنها لم تغيّر اللون الأصفر

تلقت مصالح منظمة الدفاع عن المستهلك العديد من الشكايات مفادها تعرض بعض المواطنين للتحيل و«…