أزمة الغاز المنزلي : عائلات تواجه موجة البرد دون وسائل تدفئة

تشهد تونس أزمة في التزوّد بقوارير الغاز المنزلي اذ تفاقمت هذه الأزمة  خلال هذه الأيام وسط موجة برد قاسية تشهدها البلاد وهي أزمة تثقل كاهل التونسي. ورغم  الإعلان عن بوادر انفراج بعد اجتماع وزارة الطاقة فإنّ هذا الوضع يطرح أسئلة حول مدى كفاءة التخطيط لمواجهة الاحتياجات الأساسية  للمواطن والتي لا تحتمل التأجيل.

وفي هذا الإطار اكد رئيس الغرفة الوطنية لموزّعي قوارير الغاز محمد منيف أنّ السوق تُعاني نقصا كبيرا بسبب تأخّر وصول شحنة مكوّنة من 5 آلاف قارورة، ظلّت باخرتها عالقة في ميناء بنزرت لمدة 5 أيام. وقد تبدو هذه المدة المذكورة (5 أيام)   قصيرة لكنها طويلة ومريرة في واقع أُسر أُجبرت على مواجهة البرد بلا وسائل تدفئة تكفيها  .

ولا شك ان هذا التأخير جاء نتيجة قصور في  إدارة سلسلة التزويد بالغاز المنزلي، وهودون شك مادة  حيوية لا  يمكن الاستهانة بها وبأهمية توفرها خاصة في فصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة ويتساقط البرد كما هو الحال خلال الفترة الحالية ، ويبقى ترك شحنة بهذا الحجم عالقة دون حلول سريعة من المشاكل التي تعانيها البلاد , اذ ليست المرة الأولى التي تبقى بعض الشحنات  عالقة لايام دون تفريغها  . وهو أمر  يثير القلق حيث أشار منيف إلى اضطرابات متكرّرة في مواعيد وصول البواخر خلال هذه السنة وإذا كانت الأسباب متعددة فإن ذلك يبرز غياب رؤية استراتيجية واضحة لمعالجة هذه النقاط الهامة التي تتطلب تدخلا عاجلا لمواجهة مواسم البرد التي قد تواجهها بلادنا  .

ورغم التطمينات التي تصدر عن بعض المسؤولين بأنّ سعر قارورة الغاز سيظل ثابتا عند 8 دنانير و800 مليم، فإنّ السؤال الحقيقي ليس عن السعر بل عن القدرة على توفير هذه القوارير في مواعيدها . وما نفع السعر الثابت إذا كانت القوارير نفسها غير متوفرة ؟ اذ على المسؤولين الوعي بهذا  لان المواطن التونسي الذي يتحمّل أعباء مادية  متزايدة يجد  اليوم نفسه أمام معاناة جديدة تُضاف إلى مشاكله ومشاغله  اليومية.

لا شك ان أزمة الغاز هي انعكاس لأزمة أعمق تعانيها البلاد منذ سنوات وهي  أزمة إدارة وتخطيط. فحاليا ليس المطلوب من المسؤولين  وعود بالانفراج فقط  بل يجب ان تكون هناك خطوات عملية لضمان عدم تكرار هذه المشاكل . اذ من غير المعقول أن يصبح الحصول على قارورة غاز منزلي  في ظل موجة البرد الحالية مشكلا  يضاف إلى بقية مشاكل المواطن التي يعانيها بشكل يومي .