2024-12-26

المساعدات الاجتماعية للعائلات المعوزة : رغم أهميتها … تبقى غير كافية لتغطية الاحتياجات المتزايدة

مع اشتداد البرد القارس خلال هذه الأيام حيث تتساقط الثلوج في بعض المرتفعات وتنخفض درجات الحرارة باغلب المناطق ، تواجه العائلات الفقيرة في تونس تحديات متزايدة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة ونقص الموارد الأساسية.
وفي هذا الإطار، أعلنت رئيسة الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي، نعيمة الجلاصي، أن البرنامج الوطني لمجابهة البرد سيشمل تقديم مساعدات لحوالي 25 ألف عائلة منضوية ضمن برنامج الأمان الاجتماعي، موزعة على مختلف ولايات الجمهورية.
ورغم أهمية هذا الجهد، فإن هذه المساعدات التي تندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر وتخفيف معاناة الفئات الهشة، تبقى بعيدة عن تغطية الاحتياجات المتزايدة للعائلات المحتاجة خاصة مع تضاعف الأعباء المعيشية.
و تشير الأرقام إلى أن نسبة كبيرة من سكان تونس تعيش تحت خط الفقر خاصة في المناطق الداخلية والمحرومة التي تعاني من تهميش واضح في الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والبنية التحتية. وتشكل الأسر الكبيرة التي تضم عددًا كبيرًا من الأفراد، الفئة الأكثر تضررا ، إذ تواجه صعوبة مضاعفة في توفير الاحتياجات اليومية الأساسية من غذاء وملابس وتدفئة.
و مع انخفاض معدلات النمو الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة، يواجه المجتمع تحديًا كبيرا يتمثل في التوازن بين تلبية احتياجات الفئات الهشة وضمان استدامة الدعم الاجتماعي . وتمثل برامج مثل الأمان الاجتماعي أداة حيوية لدعم الأسر المحتاجة لكنها غالبًا ما تفتقر إلى التمويل الكافي ما يحد من فعاليتها على ارض الواقع .
ورغم ان البرنامج الوطني لمجابهة البرد يهدف إلى توزيع أغطية وملابس شتوية ومواد غذائية ويعكس الجهود المجتمعية لتقديم العون خلال فصل الشتاء إلا أن عدد المستفيدين يبقى محدودًا مقارنة بالعدد الجملي للعائلات المحتاجة ما يبرز وجود فجوة كبيرة بين الدعم المقدم والاحتياجات الفعلية.
وحسب ما صرحت به نعيمة الجلاصي، فإن الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي يعي أن المساعدات المخصصة غير كافية لتغطية احتياجات الجميع. وتؤكد هذه الحقيقة الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الحكومة والمؤسسات المدنية والقطاع الخاص لتوسيع نطاق المساعدات وتقديم حلول أكثر شمولا.
وتبقى الحلول المؤقتة مثل المساعدات الموسمية، غير كافية لتغيير واقع الفقر في تونس، بل يجب تبني استراتيجيات طويلة الأمد تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للفقر الذي تزايد بشكل كبير بعد سنة 2011 بسبب ضعف المقدرة الشرائية فالقضاء على الفقر يتطلب إرادة سياسية قوية وتكاتفا بين جميع الأطراف لإرساء أسس العدالة الاجتماعية وتحقيق حياة كريمة للجميع.
تبقى المبادرات الاجتماعية مثل برنامج مجابهة البرد ذات أهمية كبيرة في تخفيف معاناة الأسر الفقيرة، لكنها ليست كافية لمواجهة التحديات الهيكلية التي يعاني منها مجتمعنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

حملات الرقابة تكشف مخالفات في تحضير حلويات رأس السنة: دعوات للتوعية والحذر من الإقبال على المحلات غير المراقبة

مع اقتراب الاحتفال برأس السنة الإدارية تنطلق الاستعدادات في تونس لتلبية الطلبات الكثيرة عل…