أزمات سبقت الدربي ورافقته ولكن حقيقة الميدان كانت فاصلة
لم يكن الإعداد للدربي هذه المرة مثالياً، وسط الرغبة في أن تقام المقابلة بحضور جماهير الترجي الرياضي فقط، الذي لم يكن يُمانع بحضور جماهير الإفريقي على أن يقع تطبيق هذا الإجراء في مقابلة الإيّاب، كما أن إخفاء اسم الحكم أساء للمقابلة الكبيرة إضافة إلى حرب التصريحات خلال الجلسة العامة الخارقة للعادة بتهم غير مُعلنة بشكل مباشر، ثم كانت أزمة «تيفو» جماهير الترجي ومقاطعة المدارج الجنوبية. وما حصل قبل الدربي يؤكد أن هناك عديد المسائل التي يجب معالجتها مستقبلاً حتى يكون لقاء الإياب ناجحاً وتفادي التصعيد، لأن المشاكل كان يمكن أن تتطور لاحقاً وخاصة مع جماهير الترجي من إدخال المعدّات التي كان سيستعين بها الجمهور في «الدخلة»، ولكن لحسن حظ تمّ تطويق الأمر بشكل إيجابي، ولم تحصل ردة فعل صادمة من قبل الجماهير التي كانت تخطط لتوجيه رسائل قوية ولكن المشرفين منعوها من ذلك.
كل هذه المعطيات كانت ستقود إلى نسخة سيئة من الدربي، ولكن الشوط الأول أساسا كان ممتعاً بعرض جيد من الفريقين، قياسا بكل الانتظارات والأزمات، فالترجي والإفريقي لعبا بشكل جيد في بداية اللقاء، وكل فريق استحق التهديف ولم تكن هناك حسابات تكتيكية معقدة طوال المقابلة بل حاول كل فريق أن يقدم أفضل ما لديه والإثارة التي حصلت الشوط الأول تؤكد هذا الأمر، كما أن الحكم ساعد الفريقين على حدّ سواء من خلال حسن إدارة المواجهة والوصول بها إلى برّ الأمان.
وخلال مقابلة الدربي، كان الانتصار للميدان للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، ولم يكن هناك جدل بعد نهاية المقابلة عن المسائل غير الرياضية، بل كان كل النقاش على ما حصل على الميدان في نسخة تُعيد الأمل في مشاهدة مقابلات البطولة الوطنية في مستوى أفضل مستقبلاً، فرغم كل الأزمات التي تضرب كرة القدم التونسية، إلا أن المستوى الفني كان مقبولا في الشوط الأول أساسا الذي كان مميزا من الجانبين وبالتالي فإن الدربي وصل إلى برّ الأمان، بفضل أبطاله وهم اللاعبون أساسا فعندما يكون اللاعب محور النقاش يكون الحصاد إيجابياً.
الوجه السلبي لـالدربي : جـمــهــور واحــد وطـاقــم أجــنــبـي «مـــجــهــــول»
ستقام مقابلة الدربي في غياب جمهور النادي الإفريقي، حيث سيكون الحضور مقتصراً على جماهير الت…