في إطار تحسين خدمات النّقل العمومي: استلام 56 حافلة ضمن دفعة أخيرة من الحافلات المستعملة
أمام التحديات المطروحة للنهوض بقطاع النقل العمومي تعمل سلطة الإشراف على الاستجابة للطلب الشعبي المتواصل لإنقاذ القطاع وتحسين أدائه لتوفير نقل مريح والقطع مع الوضع الكارثي الذي يعرفه منذ سنوات .
فقد كشفت نقل تونس في بلاغ لها عن الانتهاء، من تسلّم 56 حافلة ضمن دفعة أخيرة من الحافلات المستعملة وذلك لاعتمادها في تحسين العرض في ظل تدني الجاهزية بشكل ظرفي..واعتبرت الشركة أن الخطوة تأتي في إطار انتظار صفقة الاقتناءات المتعلقة بالحافلات الجديدة والتي من المنتظر تسلمها قبل نهاية السداسي الأول من سنة 2025…
معلوم ان الخطى حثيثة لإصلاح مايمكن اصلاحة وانقاذ قطاع عبثت به أيادي الفاسدين وانهكه الفساد كغيره من القطاعات الحيوية الأخرى وكانت معاول الهدم موجعة خرّبته وجعلته في وضعية مرضية مما يشي بان مسار البناء قد يتطلب الكثير من الوقت لتشعّب اركانه ولكن لاشيء قد يعيق إرادة البناء ان توفرت وأسس البناء تبنى على مراحل لكنها حتما ستكون قاطرة صلبة لإعادة الحياة لقطاع كان سقوطه وشيكا وتمظهراته تعكسها يوميات المواطنين الشاقة وحالة الحافلات والعربات الرثّة والمهترئة ناهيك عن النقص الفادح في الأسطول ولعلها حقائق لم تعد خفية وكانت محل تداول اعلامي في كل المناسبات…
لاشيء قد يعرقل مسار الإصلاح إن كانت المسؤولية جماعية وان توفرت الارادة الحقيقية من الأطراف المتدخلة في المجال ولابد في هذا السّياق أن نعرّج على الدور الذي قد يلعبه الحرفاء في محاولة المساهمة في الحفاظ على الموجود من خلال القطع مع السلوكيات المسجلة من قبل البعض المتمثلة في التخريب والتكسير ناهيك عن ظاهرة «الترسكية» التي تعود لعدة أسباب يطول شرحها …ولكن ومهما يكن من أمر فان الوعي الجماعي قد يكون له دور كبير ورئيسي في مسار النهوض بالقطاع وانعاشه وفي عملية الإصلاح برمتها …
وإلى حين استكمال مسار الإصلاح لابد من التأكيد على ان الوضع الراهن للنقل العمومي كارثي وضريبته مكلفة للحرفاء خاصة في ظل ظرف اقتصادي واجتماعي صعب يحتم على الأغلبية الإقبال على استعمال الحافلات أو المترو بكل العيوب الموجودة لغياب البدائل وقلة الخيارات الأخرى أو انعدامها ولضعف الإمكانيات المتاحة للتوجه نحو وسائل النقل الخاصة …
جدير بالذكر انه تم يوم 13 ديسمبر الجاري، بمقرّ شركة النّقل بتونس، إمضاء عقد صفقة اقتناء 300 حافلة جديدة مع المصنّع الصيني « كينغ لونغ » بكلفة تقدّر بـ 152 مليون دينار، وسيتمّ تسلّمها في أقرب الآجال الممكنة.
ومعلوم أن شركة نقل تونس، كانت تسلّمت يوم 19 أوت 2023 ، الدّفعة الأولى من صفقة لاقتناء 300 حافلة مستعملة من الوكالة المستقلة للنقل بباريس بقيمة 16 مليون دينار، والتي تضمّنت 122 حافلة من نوع « ايفيكو ايريس »، منها 32 حافلة مزدوجة، ثم دفعة ثانية في 9 فيفري 2024 تضم 47 حافلة منها 9 حافلات مزدوجة، ودفعة ثالثة يوم 9 اكتوبر 2024، وعددها 75 حافلة مستعملة.
المرحلة تقتضي الاستفادة من الزاد المعرفي لكفاءاتنا الدكاترة الباحثون المعطّلون عن العمل قادرون على تقديم الإضافة …
الرهانات والتحديات المطروحة في عملية البناء والتشييد تقتضي دون أدنى شك التعويل على الكفاءا…