عن مشروع المنطقة الحرة للأنشطة التجارية واللوجستية بـبـن قردان: تونس منصّة وصل تجاري بين إفريقيا وأوروبا..
مثّل تأسيس شركة التصرف واستغلال المنطقة الحرة للأنشطة التجارية واللوجستية ببـن قردان والاعلان عن تركيبة مجلس إدارتها،السبت الفارط بإشراف وزير التجارة وتنمية الصادرات سمير عبيد خطوة عملية ومرتكزا أساسيا يمهد الطريق إلى حسن بعث وانطلاق هذا المشروع الهام ونجاحه، حيث تعتبر المنطقة الحرة ببن قردان حجر الزاوية لمشروع الممر التجاري البري الذي سيربط تونس بعدد من الدول الأفريقية غير الساحلية مما يجعل بلادنا منصة تجارية عالمية تربط بين إفريقيا وأوروبا وتفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري.
هذا المشروع الهام المتمثل في المنطقة الحرة ببن قردان من شأنه أن يعود بالنفع لا فقط على أهالي المنطقة بل على التجارة بين كل من تونس وليبيا والجزائر وبقية الدول الأفريقية ،فبعد تأسيس الشركة وضبط مجلس إدارتها وبعد استكمال إعداد الدراسات الفنية اللازمة لأشغال تهيئة القسط الأول من المنطقة الحرة على مساحة 71 هكتارا وتوفير كل متطلبات المنطقة الحرة، تأتي مهمة أهالي المنطقة ورجال الأعمال وأصحاب الشركات للمساهمة في إنجاح هذا المشروع الضخم والهام اقتصاديا وتنمويا على المستويين الوطني والدولي.
وكما هو معلوم فإنّ المنطقة الحرة للأنشطة التجارية واللوجستية ببن قردان، ستمتد على مساحة 150 هك، تتألف من فضاءات تحت الرقابة الديوانية مخصصة للعمليات اللوجستية من تصدير وتوريد وتجارة عبور وتمثل ٪70 من نشاط المنطقة الحرة، إضافة إلى ٪20 أنشطة تجارية بالجملة والتفصيل فيما تمثل الأنشطة الإدارية والخدماتية في فضاءات خارج الرقابة الديوانية ٪10 من أنشطة المنطقة.
ولا شك أن مشروع المنطقة الحرّة ببن قردان سيمثل مكسبا حقيقيا لأهالي الجهة لما له من آثار إيجابية سواء في علاقة بتعزيز الاستقرار بهذه المنطقة الحدودية مع ليبيا أو على مستوى النهوض بالأوضاع الاجتماعية للمتساكنين وصغار التجّار وهو ما من شأنه أن يعزز آفاق التشغيل بالمنطقة ويساهم بشكل مباشر في النهوض بالتنمية وبالاقتصاد الوطني عموما، حيث يتوقع بعد تأسيس الشركة الخاصة بها إحداث قرابة 3 آلاف موطن شغل وهو فرصة حقيقية أيضا للاستثمار المحلي والأجنبي.
وتفيد آخر المعطيات أنه تم الانتهاء من التهيئة الخارجية للمنطقة بكلفة تجاوزت 35 مليون دينار، ويتم العمل حاليا على التهيئة الداخلية،حيث تعمل كافة الأطراف المعنية على استكمال المشروع واطلاقه فعليا في غضون السنة المقبلة ويهدف إنشاء منطقة التجارة الحرة إلى تحسين البنية التحتية للتجارة والاستثمار، والمساهمة في النمو الاقتصادي الجهوي، وتشجيع روّاد الأعمال في الاقتصاد غير الرسمي على إضفاء الطابع الرسمي على أنشطتهم ودعم التنمية جهويا ووطنيا.
ولئن واجه مشروع المنطقة الحرة للأنشطة التجارية واللوجستية ببن قردان تأخيرات عدّة لأسباب مختلفة منذ بداية الحديث عن إطلاقه في السنوات الأخيرة إلا أن الإرادة السياسية المتوفرة حاليا من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد مكّنت من بثّ الأمل من جديد في نفوس سكان المنطقة الحدودية ببن قردان خاصة بعد تأسيس الشركة الخاصة بها السبت الفارط وبداية العد التنازلي لدخول المشروع حيز الاستغلال.
ونرى أن التعريف بالإطار التنظيمي والتحفيزي في علاقة بالمنطقة الحرّة من قبل الأطراف المسؤولة عن المشروع جهويا ووطنيا بمعية الشركاء من القطاعين العام والخاص سيساهم بشكل كبير في جذب المستثمرين التونسيين والأجانب ،وتحقيق الاستفادة المنتظرة والأهداف المرجوّة من هذا المشروع.
فرئيس الجمهورية قيس سعيّد، يراهن اليوم على تحقيق الإنتعاش الاقتصادي والنهوض بالتنمية وتحسين الأوضاع الاجتماعية للشعب التونسي في كل المناطق وخاصة في المناطق الداخلية والحدودية، وذلك من خلال تعزيز الدور الاجتماعي للدولة وخلق آليات جديدة لخلق الثروة وفتح آفاق تشغيلية جديدة واستغلال كافة طاقات البلاد الاقتصادية.
فالمشروع وفق ما تم طرحه والذي ينسجم مع ما يرنو إليه أهالي بن قردان والمستثمرون المحليون والأجانب سيكون بداية لمرحلة جديدة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي ضبط عناوينها الكبرى رئيس الجمهورية قيس سعيّد في إطار مرحلة جديدة للبناء والتشييد بهدف الارتقاء بجودة الحياة بالجنوب الشرقي وتعزيز دور تونس كمركز إقليمي للتجارة والخدمات اللوجستية.
إحياء الذكرى 14 لعيد الثورة في كافة أنحاء الجمهورية : استحضار الذكرى من أجل رهانات المرحلة..
أحيت تونس أمس الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 الذكرى الـ14 لاندلاع الثورة التونسية التي انطلقت شرا…