رب ضارة نافعة : هذه كواليس تعويل بيتوني على بوعبيد وقرب في الدربي
مثل الاعتماد على ياسين بوعبيد وادم قرب منذ البداية في التشكيلة الأساسية للنادي الإفريقي في مواجهة دربي العاصمة المفاجأة بالنسبة إلى جميع الأطراف ومنها جماهير الأحمر والأبيض، ذلك أن النية كانت تتجه نحو مواصلة التعويل على غيث الزعلوني مقابل إعادة حمدي العبيدي أساسيا في لقاء الأجوار قبل أن تتغير المعطيات وتتوزع الأوراق من جديد لاعتبارات عدة. وحسب مصادرنا الخاصة فإن حصة تمارين يوم الخميس الماضي كانت حاسمة في علاقة بتغيير الأدوار وقرار التعويل على الثنائي قرب وبوعبيد منذ البداية حيث تعود الأسباب أساسا إلى عدم تطبيق بعض التوصيات من الزعلوني والعبيدي أي أن الأسباب ليست فنية بالأساس إنما لمزيد فرض الانضباط داخل المجموعة. وكان من المفترض أن يواصل الزعلوني الاضطلاع بخطته على الجهة اليمنى للدفاع خصوصا وأنه قدم مواجهة محترمة ضد نجم المتلوي وكان وراء عملية ضربة الجزاء وسجل في تلك المقابلة قبل أن يتغير موقف بيتوني بالنسبة إليه شأنه شأن حمدي العبيدي الذي فقد عديد النقاط من رصيده وبات من الضروري أن يراجع حساباته ويعدّل أوتاره قبل فوات الأوان.
من رجل طوارئ إلى أحد نجوم الدربي
كان ياسين بوعبيد واحدا من أبرز اللاعبين في مواجهة دربي العاصمة حيث قدم مباراة محترمة من الناحية الدفاعية وسجل هدف التعادل لينقذ النادي الإفريقي من الهزيمة الثانية في الموسم الجاري، والطريف أن بوعبيد قد لعب دور رجل «المطافئ» الذي تم الاعتماد عليه من أجل تعويض الزعلوني ليبرهن عن إمكانات فنية وبدنية محترمة للغاية ويرسّم نفسه واحدا من نجوم دربي العاصمة. ولعب بوعبيد دربي العاصمة الأول في مسيرته الكروية ليبرز كأفضل ما يكون وقدم ومضات تؤكد أن اللاعب سيكون له شأن كبير في حسابات الاطار الفني مستقبلا. ويدين بيتوني لبوعبيد الذي أنقذه من الهزيمة وسجل هدف التعادل كما أن اللاعب قام بواجباته على أكمل وجه بعد أن نجح في فرض مراقبة لصيقة على الجزائري يوسف البلايلي ولم يتمكن الترجي من خلق الخطر من جهته وبالتالي فإن بوعبيد كسب الرهان وسيكون منطقيا أساسيا في اللقاء المقبل بعد أن تحصل الليبي علي يوسف على الإنذار الثالث.
أداء مقبول عموما
تحرك ادم قرب في كل الاتجاهات خلال لقاء الدربي وقدم أداء مقبولا عموما ولا يمكن إنتظار أكثر من ذلك من اللاعب الذي يشغل مركز قلب الهجوم الكلاسيكي للمواجهة الثانية فقط في مشواره، وفرض ثنائي محور الترجي توغاي والجلاصي حصارا على اللاعب الذي وجد صعوبات كثيرة في الصراعات الهوائية مع هذا الثنائي الذي يملك قامة طويلة وكسب الكرات الهوائية لكن في المقابل فإن تحركات قرب مثلت مصدر قلق مزعج لمحور الترجي حين ركّز قرب على اللعب في ظهر دفاع الترجي وكانت تحركاته ذكية في هذا الاتجاه. والطريف أننا كنا أشرنا قبل 48 ساعة من لقاء الدربي أن قرب قد يمثل «مفاجأة» بيتوني لدربي العاصمة وفعلا حصل ما توقعناه خصوصا وأن اللاعب وجد اهتماما كبيرا من الاطار الفني وتوصيات كبيرة خلال الحصص التدريبية لأسبوع الدربي وبالتالي فإن خيارات بيتوني يمكن اعتبارها ناجحة في مركزي الظهير الأيمن وقلب الهجوم.
المعطى الثابت حاليا أنه لا يمكن مواصلة الاعتماد دائما على ادم قرب في خطة قلب الهجوم الكلاسيكي رغم أن اللاعب بذل مجهودات خرافية من الناحية البدنية وبرهن عن رغبة كبيرة في تقديم الإضافة وصنع الفارق في الخط الأمامي لنادي باب الجديد لكن من الضروري العمل أكثر فأكثر مع حمدي العبيدي الذي يبقى واحدا من العناصر القادرة على تقديم الإضافة وخلق الخطر في حال تم التركيز عليها وإعادة اللاعب إلى الطريق الصحيحة حيث لا يختلف اثنان في القيمة الفنية للاعب لكن أكدت المواجهات أنه غير قادر على اللعب بمفرده في مركز قلب الهجوم وأنه يصلح كمهاجم ثان يأتي من الخلف وقادر على التسجيل وإعادة نسخة العبيدي الذي تألق في مرحلة التتويج «البلاي أوف» تحت قيادة المدرب سعيد السايبي آنذاك. والمهم حاليا أن النادي الإفريقي خرج من دربي العاصمة بأخف الأضرار وكسب نقطة ثمينة حافظ من خلالها على الفارق مع الترجي الرياضي الذي يبقى منافسه المباشر الأول في انتظار الحصيلة في بقية الجولات من مرحلة الذهاب.
استعاد ثقة الاطار الفني الـصـغـيـّر كـسـب الـرهان واسـتـعـاد قـيـمـتـه مــن بـوابـة الــدربي
واجه متوسط ميدان النادي الإفريقي، غيث الصغيّر حملة انتقادات واسعة في الفترة الماضية على خل…