الإصـــابـــات تــنـقـــذ ريـجـيـكـامـــب : كانت مؤثرة وحاسمة في الآن ذاته
فشل الترجي في تأكيد عودته القوية في سباق البطولة بعد تعادله مع جاره النادي الإفريقي (2ـ2) في «دربي» مثير ومشوق شهدت أطواره تسابقا وتلاحقا كبيرين ما يعكس التوازن الذي يميّز السباق في الموسم الجاري كما حملت في طيّاتها عديد التقلبات بالنسبة الى فريق باب سويقة الذي نجح في قلب الطاولة على غريمه التقليدي في وقت مهم غير أنه لم يحافظ على تفوّقه ليكتفي بنقطة» لا تسمن ولا تغني من جوع».
ولئن أرجع المدرب الروماني التعادل الى بعض الأخطاء على مستوى التعامل مع الكرات الثابتة وكذلك الاصابات، فإنه يسأل عن تعامله مع معطيات «الدربي» وخاصة في بعض الاختيارات في وسط الميدان والهجوم وحرمت الترجي من تحقيق فوز يساوي الإعلان رسميا عن العودة في سباق اللقب ويؤكد عودة الروح الى المجموعة التي واصلت نزيف النقاط خاصة وأنها كانت مدعومة بجماهيرها والسبب الرئيسي يعود الى عدم استغلال فترات القوة وخاصة في الشوط الثاني.
الاصابات مؤثرة في الاتجاهين
عرف الترجي سيناريو غير منتظر في بداية المواجهة حيث اهتزت شباكه مبكرا ثم تعرّض مهاجمه الأول رودريغو رودريغاز الى اصابة عجّلت باستبداله بمواطنه يان ساس قبل أن يلحقه قصي معشة الذي أخذ مكانه يوسف العبدلي ليعيد ريجيكامب توزيع الأوراق في الخط الأمامي، ولم يكن الحال أفضل في الشوط الثاني إذ خسر الترجي جهود قلب دفاعه محمد أمين توغاي ونجمه الأول يوسف البلايلي بسبب بعض الأوجاع حسب ما أكده المدرب الروماني ليتراجع الأداء بشكل ملفت وتكون الفرصة مواتية أمام النادي الإفريقي للعودة الى الضغط والذي أثمر هدف التعادل.
ولئن أحسن الترجي التعامل مع التغييرين الاضطراريين في الشوط الاول وخاصة بعد عودة يان ساس الى مركزه الأصلي ليعدّل النتيجة فإن معطيات الشوط الثاني لعبت لصالح النادي الإفريقي بما أن خروج يوسف البلايلي قلّص كثيرا من الضغط وحرّر لاعبي المنافس الذين عادوا الى الهجوم بأكثر قوة ليجنوا نقطة ثمينة قياسا بمجريات اللقاء الذي كان الترجي قادرا على حسمه.
وجه مغاير بعد التغييرات
لم يستهل الترجي الموعد كما يجب حيث لاح الارتباك على الأداء رغم قدرة رودريغو رودريغاز على افتتاح التسجيل منذ الدقائق الأولى كما لم يجد زملاء يوسف البلايلي فاعليتهم الهجومية في ظل إحكام الظهير الأيمن ياسين بوعبيد غلق المنافذ في الرواق الأيمن وتفوق الكامروني تيني ويليس على قصي معشة في الجهة المقابلة، ولم يحل التعويضين المبكرين دون عودة الترجي الى المواجهة بل إنهما أعادا توهّج الترجي الذي نجح في فرض أسلوبه وعاد في النتيجة قبل أن يحاول تكرار سيناريو بيراميدز في الفترة الثانية بالضغط على حامل الكرة في منطقة المنافس ومحاولة استغلال المساحات لكن خروج يوسف البلايلي «قصم ظهر» فريق باب سويقة نظرا للثقل الذي يشكّله رفقة يان ساس الذي كان الحاضر الغائب في الشوط الثاني، ودفع الترجي من جديد ثمن سوء التعامل مع الكرات الثابتة في الحالة الدفاعية رغم التحسن الكبير في استثمارها في الجانب الهجومي ليُخفق أمان الله مميش في المحافظة على عذارة شباكه للقاء الخامس تواليا وهو الذي يتحمّل جانبا كبيرا من المسؤولية في الهدف الثاني لتعود المشاكل الدفاعية الى الواجهة.
دون حلول
كشفت مباراة النادي الإفريقي التفاوت في المستوى بين العناصر التي يعوّل عليها المدرب ريجيكامب باستمرار وبقية الأسماء التي نالت فرصة لا تعوّض وأخفقت في الامتحان الكبير حيث مرّ يوسف العبدلي بجانب الحدث وكان ظهوره دون أثر ليتأكد الفراغ الكبير في مقدمة الهجوم باعتبار أن رودريغو رودريغاز يوجد دون منافسة و اصابته قد تزيد في تعقيد الوضع كما لم يخلق أسامة بوقرة الخطورة المطلوبة في الرواق الأيسر ليواصل خسارة النقاط، وحاول المدرب ريجيكامب التعامل مع عائق الأجانب من خلال الدفع بزكرياء العايب مكان عبد الرحمان كوناتي القادر على إضفاء حيوية أكبر على الشق الهجومي وتأخر إقحامه في الوقت الذي وجد أوناشي أغبيلو نفسه خارج القائمة لتتعدّد الأسباب وراء خسارة الثوابت التي كسبها الترجي ضد بيراميدز.
متوهج كالعادة في «الدربي» ســاس يـــعــود فـــي الـــوقــت الـمـنـاسـب
كانت عودة الجناح البرازيلي يان ساس من الباب الكبير رغم عدم تزامنها مع فوز ثالث على التوالي…