أكثر من 10 مليون سائح لسنة 2025 : تحقيق موسم سياحي استثنائي ووضع برنامج للإستثمار
شهد القطاع السياحي في عام 2024 تطورا ملحوظا، إذ توقع وزير السياحة سفيان تقية تجاوز عدد الوافدين عشرة ملايين سائح قبل نهاية العام، ما يعكس استعادة القطاع لزخمه وتحقيق أرقام قياسية.
وقد أعلن الوزير، خلال اجتماع مع متفقدي ومندوبي السياحة الجهويين، عن تحقيق موسم سياحي استثنائي، مشددًا على أنّ الحديث اليوم لم يعد مقتصرًا على موسم سياحي فحسب، بل عن سنة سياحية متواصلة. مشيرا إلى أهمية تعزيز الاستثمار في الجهات ودعم جودة الخدمات السياحية، لضمان تقديم تجربة مميزة للسياح الوافدين، سواء من الخارج أو المقيمين في تونس.
وفي الفترة الأخيرة، سجّلت المعابر الحدودية البريّة الثلاثة بولاية جندوبة (ملولة وببوش والجليل) في تونس، خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 20 ديسمبر الجاري دخول نحو 91430 سائح جزائري مقابل أكثر من 62 ألف وافد خلال ذات الفترة من السنة المنقضية أي بزيادة فاقت 47 بالمائة، وفق ما أفاد به المندوب الجهوي للسياحة بطبرقة عيسى المرواني، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
في هذا الاطار، أعلن وزير السياحة سفيان تقية عن تحقيق القطاع السياحي في تونس لموسم استثنائي في عام 2024، حيث يتوقع تجاوز عدد الوافدين 10 ملايين سائح بنهاية العام، مما يعكس الانتعاشة الكبيرة التي شهدها هذا القطاع. تأتي هذه النتائج المثيرة بفضل الجهود المتواصلة لتحسين جودة الخدمات السياحية، وتنويع المنتجات السياحية لتشمل مجالات متعددة مثل السياحة الثقافية، الصحراوية، والاستشفائية، وذلك بهدف جذب أكبر عدد من السياح من مختلف الأسواق الدولية.
وقد أشار الوزير إلى أن ولاية جندوبة، التي تتمتع بإمكانات هائلة في مجالات السياحة الغابية والاستشفائية، تعتبر إحدى الوجهات الرئيسية التي سيتم التركيز عليها في السنوات المقبلة لدعم الاستثمار السياحي في المناطق الداخلية. كما لفت إلى أهمية رقمنة القطاع السياحي، حيث أطلقت الوزارة منصة رقمية جديدة تهدف إلى تسهيل تبادل المعلومات بين الإدارات الجهوية والمركزية، بما يساهم في تسريع الإجراءات وتحسين كفاءة القطاع.
وعلى المستوى القانوني، أكد وزير السياحة على أهمية تطوير التشريعات السياحية لتواكب التحولات الاقتصادية المعاصرة، بما يفتح المجال أمام الاستثمار في سياحة بديلة مثل الإقامات العائلية، التي أصبحت تحظى بإقبال كبير من قبل السياح التونسيين.
وتزامنًا مع عطلة نهاية السنة، أطلقت الوزارة حملات للترويج للسياحة الداخلية عبر عروض تفاضلية للمواطنين، في خطوة تهدف إلى تحفيز الإقبال على المنتجعات المحلية والفنادق المصنفة.
وفي ما يخص الصناعات التقليدية، بين الوزير أن تونس تواصل تعزيز مكانة منتجاتها الحرفية على الساحة الدولية من خلال تنظيم المعارض والمشاركة في المحافل الدولية. كما أكد على ضرورة تطوير البنية التحتية في المناطق السياحية بالتعاون مع السلطات المحلية، لضمان تحسين الخدمات وتعزيز حماية البيئة.
كما أكد وزير السياحة، سفيان تقية، خلال الزيارة التي أداها إلى ولاية جندوبة يوم امس، أن نوايا الاستثمار خلال السنوات القادمة 2025، 2026 و2027 ستتجاوز الـ400 مليون دينار، مبرزا أن طاقة الإيواء أيضا سترتفع بصفة ملحوظة، وفق قوله.
وأفادت بدورها مريم الشريف، نائبة رئيس لجنة السياحة والثقافة والخدمات والصناعات التقليدية، في تصريح لـ « الصحافة اليوم» بأن القطاع السياحي يشهد انتعاشًا ملحوظًا في 2024، حيث تجاوز عدد الوافدين إلى حدود أكتوبر 8 ملايين سائح، مسجلًا زيادة بنسبة 8.6% مقارنة بعام 2023. كما بلغت العائدات السياحية 6.241 مليار دينار بزيادة قدرها 6.6%. وأكدت الشريف أن هذه المؤشرات الإيجابية تدعم مكانة السياحة التونسية، التي تسهم بـ9% من الناتج المحلي الإجمالي وتوفر 400 ألف فرصة عمل.
كما أشارت الشريف إلى أن الوزارة تطمح للوصول إلى 10 ملايين سائح في 2025 من خلال استراتيجية تعتمد على رقمنة القطاع وتنويع العروض السياحية لاستقطاب أسواق جديدة مثل الصين، روسيا، أمريكا، والبرازيل. وأوضحت أهمية تنويع السياحة لتتجاوز الشاطئية وتشمل السياحة الإيكولوجية، الثقافية، الصحية، الاستشفائية، الريفية، والغابية، مستفيدة من الموقع الاستراتيجي والموروث الثقافي الغني لتونس.
أما في مجال الصناعات التقليدية، فقد شددت الشريف على تنويع المنتجات وتبسيط الإجراءات التشريعية لدعم هذا القطاع الحيوي ضمن المنظومة السياحية التونسية.
وأكدت على ضرورة تنسيق الجهود مع وزارات البيئة، الثقافة، النقل، والفلاحة، لتحسين النقل الجوي وتفعيل اتفاقية «الأجواء المفتوحة» وتشجيع الاستثمارات الخاصة التي يُتوقع أن تفوق 400 مليون دينار خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأوضحت الشريف أهمية تغيير التشريعات لتسهيل السياحة البديلة والإقامات العائلية، إضافة إلى إعداد مجلة شاملة لتنظيم القطاع ودعم الدبلوماسية السياحية.
وفي وقت سابق، أكد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة، أحمد بالطيب، أن كل المؤشرات تشير إلى موسم سياحي استثنائي سنة 2024. وأوضح في تصريح اعلامي أن هناك انتعاشة ملحوظة خلال العام الجاري، تُجسَّدت في ارتفاع الحجوزات بمختلف النزل التونسية.
وتسعى تونس إلى تحقيق قفزة نوعية في مؤشرات القطاع السياحي، حيث تخطط لزيادة الليالي المقضاة لحوالي 10 ملايين سائح بنسبة تصل إلى %60 مقارنة بالمواسم السابقة.
ارتفاع تحويلات التونسيين بالخارج لفائدة احتياطي العملة الصعبة: مؤشرات إيجابية ..في انتظار تحقيق التوازن التام
سجّل الحجم الاجمالي لإعادة تمويل البنك المركزي التونسي للسوق النقدية تراجعا بنسبة 23 بالما…