الفيلم الوثائقي «وين صرنا» لدرة زروق: محاكاة إنسانية لقضية اللاجئين الفلسطينيين غاب عنها العمق الدرامي
تابع رواد أيام قرطاج السينمائية الفيلم الوثائقي الطويل “وين صرنا” ضمن البرنامج المخصص لفلسطين بالدورة الـ 35 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية التي انعقدت من 14 الى 21 ديسمبر، وهو من إنتاج وإخراج الفنانة التونسية درة زروق، وتصوير نانسي عبد الفتاح، وخالد جلال، ومونتاج منى ربيع، ومكساج أحمد صبيح.
الفيلم الذي عُرض لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يسلط الضوء على المأساة الإنسانية لشعب فلسطين من زاوية اللاجئين، عبر قصة نادين، الأم الفلسطينية التي نزحت من غزة إلى مصر بسبب الحرب، لتُظهر معاناة عائلتها وصمودها وسط الأزمات.
فيلم “وين صرنا” هو محاولة فنية من درة زروق لدعم القضية الفلسطينية من زاوية انسانية، فهو محاكاة لمأساة شعب بأكمله لا يزال يعاني من الويلات. اذ يتناول قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال عرض قصة نادين، وهي أم فلسطينية اضطرت للنزوح من غزة إلى مصر رفقة ابنتيها الرضيعتين بعد الحرب، بينما تأخر زوجها في اللحاق بهما لشهرين. فيعكس الفيلم معاناة عائلة لاجئة ويهدف إلى تسليط الضوء على البعد الإنساني للصراع الفلسطيني من خلال رحلة مليئة بالتحديات والأمل.
وفي كلمة لها قالت الفنانة التونسية درة زروق: “ اللي يهمني مش إني أحكي على القضية الفلسطينية لأنها مفيش فيلم في الدنيا يقدر يلخصها ولازم هتتعمل أفلام عشان تذكر بالشعب اللي عاش يمكن أكبر ظلم عرفه التاريخ، والمعاناة ما زالت مستمرة وزادت”.
وتابعت: “أنا لما صورت كان معبر رفح لسه ما اتقفلش، وبعد تصوير الفيلم صارت محارق وناس احترقوا أحياء وصارت مجازر ومعاناة كبيرة، إحنا حبينا ناخد زاوية مختلفة وإنسانية وفيها تفاصيل الحياة، وإحنا الموت شوفناه كتير لكن الحياة ما شوفنهاش، والحياة بالنسبة للشعب الفلسطيني وأهل غزة هي في حد ذاتها صمود”.
الفيلم الذي عُرض في حصة خاصة ضمن برنامج العروض الفلسطينية بأيام قرطاج السينمائية أثار اهتماماً، خاصة باعتباره محاولة لتقديم معاناة الشعب الفلسطيني بأسلوب توثيقي يسعى لتقديم لمسة إنسانية تُبرز صمود العائلات أمام ويلات النزوح. ومع ذلك، تباينت الآراء حول مستوى الفيلم في ترجمة اهمية القضية الفلسطينية من الناحية الدرامية.
فرغم السعي الى تصوير مشاهد توثق معاناة الشعب الفلسطيني، فان طريقة السرد اتسمت بالهدوء واحيانا بالبرود والرتابة اللذين لم يمكنا من إيصال مشاعر الألم والتعبير عنها في بعدها التراجيدي. فحجم المعاناة التي يواجهها كل يوم شعب باسره ومقارنة بالتقارير الإخبارية اليومية التي تنقلها شاشات القنوات التلفزية والتي تبرز حجم الدمار الذي احدثته الحرب يصبح الفيلم اقل بكثير من الانتظارات.
ولم يتعرض الشريط الوثائقي الى ما حصل في 7 أكتوبر ولم يتبن اية وجهة نظر سياسية… ويبقى محاولة لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية، لكنه وُصف بأنه يعاني من غياب العمق المطلوب فنياً ودرامياً. وقد اعتبر البعض انه يحتاج إلى رؤية إخراجية أعمق وسرد قوي يستطيع نقل حجم المأساة التي تعانيها الأسر الفلسطينية بشكل مؤثر ومقنع. فكثيرا من الأحيان كان الحديث طويلا وكانت المشاهد اقل دمارا مما يتابعه المشاهد كل يوم.
وقد يكون هذا العمل تمهيداً لأعمال قادمة أكثر عمقاً وتمكناً، تأخذ بعين الاعتبار التحدي الكبير في طرح مأساة بحجم القضية الفلسطينية وتقديمها بأسلوب يمزج بين العاطفة والقوة الدرامية.
درة زروق تكشف لـ «الصحافة اليوم» تحديات فيلم «وين صرنا» وتجربة الإخراج الأولى : طرحت معالجة إنسانية بعيدة عن الشعارات والسياسة
استعرضت الفنانة والممثلة التونسية درة زروق في حوار لـ«الصحافة اليوم»، ابرز التحديات التي و…