في ذكرى 17 ديسمبر2024: التشغيل والعدالة الاجتماعية أبرز عناوينها..؟
يمثل الاحتفال بذكرى 17 ديسمبر 2024 مناسبة لتشخيص الواقع الاقتصادي والاجتماعي ومدى تطبيق العدالة الاجتماعية التي مثلت المطلب الأساسي للشعب في ثورته منذ 2011 والتي يعمل أعلى هرم السلطة على تأصيل مرتكزاتها وتثبيتها.
ونحن نحتفل بالذكرى السنوية للثورة التي أطاحت بحكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي فان ّعددا غير هيّن من الأسئلة الحارقة مايزال معلّقا يبحث عن أجوبة تختزنها الأذهان.. هل اكتمل الحلم وهل تحقق المنجز ؟ هل تحققت مطالب الشعب في شغل وحرية وكرامة وطنية ؟ ..
كل التحاليل والتقييمات ستكون نابعة ومبنية على الإجابة الكامنة في ذلك السؤال المحرج والملحّ والجامع الذي تطرحه كل الألسن تقريبا وفي هذه الفترة من كلّ عام ألا هو: ماذا كسبنا من «الثورة»؟
الأكيد أن الذاكرة الجماعية القريبة مازالت تحتفظ بتلك المطالب الأساسية التي من أجلها اندلعت الثورة «شغل حرية كرامة وطنية » وهي ابرز عناوين الثورة في إحالة مباشرة لملفات ثقيلة تتمثل في أزمة التشغيل والفقر والتهميش والخصاصة والأكيد أن المجهودات مستمرّة لتأصيل الدور الاجتماعي للدولة وحلحلة العديد من الملفات لعل أهمها وأبرزها على الإطلاق ملف التشغيل ..الثابت أن التشغيل مازال حلما يراود شقا كبيرا من الشباب المعطلين عن العمل على اختلاف تصنيفاتهم …والثابت أيضا أن ملف التشغيل يعد من الملفات الساخنة بالإضافة الى عديد الملفات الأخرى التي تتصدر جدول أعمال أعلى هرم السلطة وهو المحرار لقيس درجة التزامها بقضايا الناس وهو المحك لتقييم النجاح والفشل في كل الأحوال نظرا لرمزيته وأهميته وطبيعة الشريحة التي يمسها .
فاستحقاقات الثورة التونسية لم تكتمل بعد، حسب مريم الدزيري (دكتورة معطلة عن العمل)حيث تقول أن منجز الثورة لم يتحقق بعد والحلم لم يكتمل بعد وحلمهم يتمثل طبعا في الالتحاق بركب الوظيفة العمومية مشيرة في الآن ذاته الى أن أملهم في رئيس الدولة كبير وان حلحلة ملف التشغيل لن يكون إلا عبر قرار رئاسي مذكّرة بان رئيس الجمهورية قيس سعيد قال «بأنهم ضحية استراتيجيات خاطئة» مشيرة إلى العشرية السوداء وما الحق بالمعطلين عن العمل من تنكيل وتهميش وما أصابهم من يأس و إحباط والذي تفشى في صفوف الشباب المعطل عن العمل وعمّ الاكتئاب والحنق وهي الأمراض التي نفثها السياسيون في الشعب حينها …وتضيف أن الأمل مازال موجودا وبأن الثورة ستزهر يوما وستأتي بكل ما طالبوا به من شغل وحرية وكرامة وطنية مؤكدة ان الشباب المعطل عن العمل يأمل أن تحقق الحكومة الحالية مطالبه وهو ما أيده العديد من الشباب الحالم بان يكون الغد أفضل …
صحيح ان الحكومات السابقة قتلت أحلامهم لكنها حتما ستُبعثُ من جديد.. وهم متمسّكون بها ومصرّون على الدفاع عنها والإبقاء على جذوتها متّقدة …
عن المدرسة التونسية و مقاييس المجانية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص..؟
لا أحد ينكر حجم التصدّعات التي تعرفها مؤسساتنا التربوية وكمّ أحداث العنف المسجلة سنويا خاص…