يتواصل الى غاية يوم 28 ديسمبر 2024: « حين يرقص البرونز» في معرض شخصي للفنان حمادي بن نية برواق «كاليستي»
معرض جديد للفنان النحات حمادي بن نية برواق كاليستي تم افتتاحه بحضور جمع من الفنانين و أحباء الفنون و رواد الرواق بجهة سكرة و ذلك يوم السبت 07 ديسمبر 2024 ليتواصل الى غاية يوم 28 من نفس الشهر و هو معرض في سياق تجربة لحمادي بن نية شهدت معارض عديدة بتونس و خارجها و مشاركات مختلفة في بلاد أخرى معارض دولية بين الجزائر وصربيا ..معرض جديد به محصلة عمل أشهر عديدة بورشته بجهة سكرة ..معرض مختلف فيه المعروضات الفنية من مادة البرونز وفق مضامين استلهام من تراثنا الشفوي والغنائي والعادات حيث الأمثال و ما اتصل بالتقاليد و العادات و ما علق بالذاكرة الحية في المشترك الشعبي و الاجتماعي و الثقافي و من ذلك “أمك تنقو”و”أم الذراري”و”بوطبيلة”و”سبع صبايا في قصبايا”و”عزوزة الستوت”و”رأس من نحاس”و”بوسعدية”تتجول في المعرض لتلمس هذه الحميمية في شغل الفنان حمادي من حيث الجمالية المتصلة بالفكرة و الجودة و البهاء ..مسحة من شاعرية الحال تبرز في الأعمال ..أعمال باذخة من البقايا و المستعملات…يطوعها في الورشات فتأتيه طوعا و كرها..في تشكيل به الكثير من السحر و الجمال..هذا ما قفز الى رأسي و أنا أتجول في كليستي الرواق الجميل حاضن تشكيلات فنية من البرونز ليصير بمثابة البستان لجملة مواد و عناصر و ان أنهت وظائفها و استعمالاتها فانها بفعل فاعل تظل على قيد الحياة بل انها تبعث أبعادا أخرى للحياة في تجلياتها الجمالية و الوجدانية و الانسانية..هي لعبة الفن الباذخة التي لا تقنع بهكذا ضوابط في الزمان و المكان..
أشكال و تلوينات وعناصر وظيفية لبقايا الآلات .أدوات عمل صناعية و تقنية و كم كبير و هائل من متروكات و بقايا و مستعملات المعامل والمصانع و أشياء أخرى مركبة و مفككة و صدئة و …و … لا شيئ يجمع بينها سوى ما يجول في بال هذا الرجل…الفنان.
ما عساه يفعل هذا الطفل بهذه الموجودات و هو القانع بالحب الماكث في قلبه و الممتلئ على عكس بعض الفنانين بالقناعة و المحبة و الصبر و الايمان و الود و الحلم و العناد..
نعم العناد فكرته التي يعانقها و هو (يدعك ) فكرة البرونز يشكله و يلين له في حوار و تجليات نادرة..مثل خزاف يحاور طينه و يحاوله تقصدا لهيئة من جمال..من أكوام الخردة (البقايا و المستعملات و معادن المصانع و الآلات…) يأخذ هذا الفنان الطفل نفسا و أنفاسا بسعادة لا توصف يرى في تفاصيلها أشكالا و مواضيع جاهزة و أخرى يطوعها في الورشات..فنان النحت و الاستعادة يهب المكان شيئا من عطور الأزمنة..و بعد هذا الولع الذي كان منذ الشباب بتلك العلاقة من الدلال تحول الأمر الى الابتكار الجمالي وفق التشكيل الفني و بتلك الحساسية المفرطة و الذوق الأخاذ و العناد الجميل ..ضرب فني و نوع جمالي يقولان بالدهشة و البراءة المفعمة بشغف اللعب ..اللعب مع المعادن و تفاصيلها و جزئياتها حيث الطفل يلهو بها يحاولها و يحاورها قولا بالعذوبة و التحنان الهائل..L’art de la récupération أو فن الاستعادة و غيره من فنون النحت..مجالات فنية يبتكر فيها و خلالها الفنان حمادي أعماله… هي فسحة بصرية و وجدانية و فنية تجاه فنان خبر عطور المعادن و المتروكة من الأدوات ليجعل منها فنا..
مدينة سوسة احتضنت السمبوزيوم الدولي«سافر مع فنّك» فنانون متعددو التجارب و المشاركات الابداعية في حقول الفنون التشكيلية
فنانون من تونس و البلاد العربية و الأجنبية إلتقوا للفترة من 09 الى 14 من شهر ديسمبر الجاري…